صناعة التين الهبول.. طقوس متوارثة ومصدر دخل لأسر مصياف

تحتفظ مصياف في ريف حماة بطقوس صناعة التين الهبول الذي حولته بعض الأسر من مؤونة شتوية إلى مصدر دخل يحسن معيشتها بوجود طلب عليه لفوائده الغذائية والصحية.

وتتفنن السيدات في مصياف وبلدات كثيرة ولاسيما التي تكثر فيها أشجار التين بصناعة الأكلة الشعبية وتزيينها بإضافات تختلف حسب الرغبة والإمكانية وفق نبال شلهوم من قرية كفر عقيد في مصياف التي شرحت لـ “سانا” خطوات إعداد التين الهبول.

وتبدأ صناعة التين الهبول وفق شلهوم بقطاف ثمرة التين في شهري آب وأيلول من كل سنة وعادة ما يكون ذلك في الصباح الباكر أو ساعات الغروب وبعد قطافها تفتح وتترك لعدة أيام على أسطح المنازل حتى تجف في الشمس وعند جفافها تماماً تجمع وتوضع في كيس قطني نظيف وتعرض لبخار ماء فيه حفنة من حب نبات الشمرة أو اليانسون.

وتتابع شلهوم: عندما يصبح لون التين مائلاً إلى الأحمرار يوضع في وعاء مسطح ويدق وهو ساخن أو يهرس عن طريق ماكينة يدوية حسب المتوافر في كل بيت ثم يؤخذ من العجينة المتشكلة قطعاً وتغمر في نخالة القمح أو جوز الهند أو السمسم لتصبح بعدها جاهزة للأكل والتخزين كمؤونة للشتاء.

ومن سكان قرية دير الصليب تقول أم محمد إن طقوس إعداد التين الهبول متوارثة عن الأجداد ويشارك فيها جميع أفراد العائلة وصناعته أصبحت مصدر رزق لبعض الأسر وخاصة أن سعر الكيلو أصبح يقارب عشرة آلاف ليرة مشيرة إلى أنها تتفنن بأشكاله وتضيف له السمسم أو جوز الهند ونخالة القمح وأحياناً المكسرات وفق رغبة الزبائن الذين يأتون من الأرياف المجاورة.

اختصاصية التغذية الدكتورة فاتن داؤود بينت أن التين كنز غني بالعناصر الغذائية المهمة للصحة حيث يساعد في تخفيض نسب الكوليسترول في الدم والحفاظ على صحة العظام وهو مصدر جيد للحديد ومضادات الأكسدة كما يسهم في تحسين صحة البشرة لاحتوائه على فيتامين (أ).

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار