في يوم القدس الثقافي.. الرفاعي: أمريكا تشارك «إسرائيل» في إبادة الشعب الفلسطيني
دمشق – راتب شاهين:
أقامت مؤسسة القدس الدولية- سورية، واللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني، والفصائل الفلسطينية المقاومة، ندوة يوم القدس الثقافي، بعنوان «القضية الفلسطينية في ظل اجتماع بكين والتطورات الإقليمية والدولية»، في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة، بدمشق.
أكد الدكتور سمير الرفاعي، سفير دولة فلسطين في سورية: إن ما يجري في غزة حرب صهيونية والموقف الأمريكي شريك لـ«إسرائيل» فيها، وقد اقترب عمر الحرب من العام، عام على حرب إبادة إسرائيلية على الشعب الفلسطيني، والتي تستند إلى مفاهيم توراتية لقتل الفلسطينيين، وقد سمعناها من حاخامات وقادة في الكيان، فالإدارة الأمريكية هي صاحبة المشروع الصهيوني، مؤكداً أن العملية الصهيونية لم تولد بـ«وعد بلفور» بل بدأت قبل ذلك في رؤوس رؤساء أمريكا بمئة عام وأكثر، وهؤلاء صهاينة تسيطر عليهم العقيدة الصهيونية، فالمشروع الصهيوني هو مشروع أمريكي والدول الأوروبية شكلوا غرفة عمليات مشتركة مع الصهيونية للتنفيذ.
وتابع الرفاعي: نحن واجهنا الحرب الصهيونية على غزة بامتداداتها الدولية، فرغم مساندة الشعوب للقضية الفلسطينية، إلا أن الحكومات الرسمية هي في غير اتجاه، ما جرى في 7 تشرين هو نتيجة معاناة الشعب الفلسطيني منذ «وعد بلفور» وخلال فترة الانتداب الإنكليزي من مجازر، إضافة إلى أن أكثر من 65 بالمئة من شعبنا في غزة يعيشون على مساحة ضيقة، مشيراً إلى أن ما يجري بشكل يومي من قتل على الهوية واقتلاع الأشجار وتهديم للمنازل، يشكل خطراً حقيقياً يداهم الشعب الفلسطيني وحسب مفهوم الصهاينة فإن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني «الميت».
وأضاف الرفاعي:حوارات بكين وقبلها موسكو محكومة بواقع الفلسطينيين، وهم يعيشون ظروف قتل وإرهاب، والصين تسعى مع روسيا لحل مشاكل الشرق الأوسط ومع الأوروبيين وقد تكون واشنطن أحد الأطراف، لكن ليست صاحبة القرار ومن الضروري أن تتوصل الدول لحل القضية الفلسطينية للانتقال إلى المشاكل الأخرى.
وأكد الرفاعي أن موضوع المصالحات يجرنا إلى الجرح الفلسطيني والتي أصبحت كمسلسل طويل، بدأ من القاهرة عام 2005 لتوحيد كل المنظمات الفلسطينية، ضمن إطار موحد، إضافة لمحطات كثيرة إلى هذا اليوم، وهناك العديد من الاتفاقات لأجل المصالحة الفلسطينية ومن ضمنها وثيقة الأسرى التي تحولت إلى اتفاق وطني، وللأسف كل الاتفاقات لم تنفذ .
وأوضح السفير الفلسطيني، أنه أمام الهجمة الشرسة فإن المخرج الوحيد للعبور هو في وحدة الصف الفلسطيني، في أطر ومؤسسة منظمة التحرير الفلسطيني، وبدعم من الأصدقاء فلا ننسى دعم الدول كسورية ولبنان وإيران، ودعم كل أحرار العالم وخاصة فنزويلا، ورغم أن أعداءنا كثر فإن أصدقاءنا كثر ، ووحدتنا هي الرافعة في هذه الظروف.
بدوره قال مدير الندوة الدكتور خلف المفتاح، المدير العام لمؤسسة القدس الدولية – سورية: نحن أمام تحول جديد في المنطقة بعد ما جرى في 7 تشرين ، وما جرى في بكين من اجتماع للفصائل الفلسطينية انتصار للفكرة الشرقية التي عمادها التنمية والبناء، وله أهمية في بناء النظام الدولي الجديد و في مواجهة الفكرة الأمريكية التي تقوم على الهيمنة، فالصين وروسيا تتبنيان الفكرة البناءة على عكس الفكرة الأمريكية الهدامة للمنطقة والعالم، والمصالحة الفلسطينية تتحول إلى خيار استراتيجي حين تتبناها الصين.
وأضاف المفتاح: العدو الصهيوني اليوم مستشرس على العالم، فرئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتمي إلى سلالة القتلة عبر التاريخ، فالتعقب التاريخي لهذا الكيان يقودنا إلى الكشف عن جرائم كثيرة جرت في المنطقة عبر العقود الماضية، مؤكداً أن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي المرتكز والأساس لأي اتفاق مصالحة.
وتابع المفتاح: الذي جرى في 7 تشرين أول الماضي أعاد الروح لخطابات الثورة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كخطاب الثورة في فيتنام وكوبا والجزائر وغيرها، وأمريكا لا تريد سماع أو إعادة لهذه اللغة الثورية حتى تبقى مهيمنة على العالم.
حضر الندوة عدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية، وعدد من السفراء، إضافة لحشد من الجمهور.