عطش مزمن!
لا ننكر الجهود الكبيرة التي تبذلها مؤسسة المياه لإيصال مياه الشرب لجميع المشتركين ورفع حصة الفرد في مدن وقرى محافظة طرطوس. إلا أنه ورغم تلك الجهود ما زالت العديد من القرى تعاني العطش الشديد، وخاصة القطاع الشمالي من منطقة القدموس وبعض قرى الشيخ بدر وصافيتا والدريكيش.
شكاوى المواطنين ليست بجديدة، فمع قدوم فصل الصيف من كل عام تبدأ المعاناة، حيث يعتمدون شتاءً على تجميع مياه الأمطار واستخدامها في الأعمال المنزلية، ليأتي الصيف حاملاً معه همّّ تأمين مياه الشرب، فالكثير من العائلات في القرى الجبلية يخيم عليها الفقر والعوز وغير قادرة على شراء صهريج مياه بسبب ارتفاع الأسعار بشكل جنوني.
بالمقابل تعاني بعض القرى التي تصلها المياه بشكل دوري من سوء التوزيع بين حاراتها، بسبب التلاعب (بالسكر) من قبل بعض المشتركين، فتبقى المياه متدفقة في حارة واحدة مع حرمان باقي الأهالي منها، وذلك لسقاية مزروعاتهم. وهنا يغيب دور مراقب الشبكة تماماً، وتغيب معه الإجراءات الواجب اتخاذها من قبله لضبط توزيع عادل بين الأهالي وضبط المخالفين بالتعدي على الشبكة العامة.
ويغيب مراقب الشبكة في بعض القرى لوصوله إلى سنّ التقاعد، لتسلّم مهمة المراقبة لأشخاص من خارج المؤسسة وغير جديرين بإدارتها، ما أدى إلى فوضى في توزيع المياه، وحرمت حارات من وصول المياه إليها لمدة تجاوزت العشرة أيام، وهذا يتطلب تدخلاً من قبل وحدات المياه بتعيين مراقب للشبكة من داخل المؤسسة لضمان توزيع عادل وحصول جميع السكان على صحتهم من المياه.
سنوات ومعاناة سكان القرى الجبلية مستمرة، ومؤسسة المياه تضع الخطط الطموحة لإنهاء حالة العطش المزمنة لتلك القرى، وما زالت الخطط مستمرة والنية موجودة لإنهاء تلك الحالة، لكن الوقت مفتوح والمعاناة مستمرة وشراء المياه أنهك السكان والانتظار سيد الموقف.