زاحفة وتطير!!
لم يكن مشهداً عادياً، وهم يحاولون كنس أكوام من الحشرات قضي عليها بالضربة القاضية بالمبيدات من أمام أحد المشافي، وهي تحاول التسلل إلى غرف المرضى، وبطبيعة الحال شوهدت بعضها داخل الغرف وكان الاستنفار لمحاولة محاصرتها والقضاء عليها!!
لم يبدأ الصيف بعد، والحشرات بدأت بالتوافد من كل حدب وصوب، ومعها كثرت محاولات البحث للقضاء عليها من دون مبيدات وبطرق طبيعية لوجود أطفال في المنازل ولكن دون جدوى، ويبقى الحل الوحيد هو تلك المبيدات بكافة مخاطرها!!
فوبيا الحشرات تصيب الكبار والصغار، وبطبيعة الحال يدرك كل مواطن أن برامج الرش للتخلص من الحشرات عبارة عن خطط على الورق، وإن تم تفعيلها فقد تكون غير مجدية وربما لانتهاء فعاليتها، أو حتى لمناطق معينة دون سواها، فكما نعلم يتم التعامل مع مناطقنا وشوارعنا على مبدأ “خيار وفقوس” في الكثير من الخدمات التي من المفترض أن تكون عادلة!!.
هذه الأعداء الزاحفة والطائرة تطل برأسها لتبث الرعب وتزيد من توتر الناس وكآبتهم، وهم يحاولون القضاء عليها تارة عبر السلاح التقليدي وهو الأحذية، أو باستخدام المبيدات، وكم رأينا وسمعنا عن حالات تسمم، خاصة مع غياب برامج التوعية لخطورة هذه المواد وكيفية التعامل معها!!
الأمر لا يقف على المنازل فقط، وإنما أيضاً في المحال التجارية والمطاعم وما يسبب ذلك من أمراض وأوبئة، وخاصة أن للفئران والجرذان نصيبها من إثارة الهلع بين الناس ونقطة انطلاقها تكون من الحاويات التي تتجمع عندها، لتنتشر لاحقاً بين البيوت والمحال، وهنا نسأل: ألا يخطر على بال المعنيين مثلاً أن تراكم النفايات وعدم ترحيلها بشكل دوري يزيد من تكاثر الحشرات والقوارض، إضافة إلى الروائح الكريهة نتيجة تحلل وتعفن القمامة، وهذا يؤدي إلى أوبئة وأمراض لا تنتهي؟ أليس من المفترض تعقيم الحاويات كل فترة بدلاً من رائحتها العفنة حتى وهي فارغة؟
باختصار.. يحق لنا أن نسأل محافظة دمشق مثلاً عن ماهية الخدمات التي تقدمها للعاصمة وسكانها؟ وماذا عن دور البلديات وما هي مهامها؟ وهل ستقوم بواجبها على الأقل في مكافحة الحشرات والقوارض؟!.