الزراعة طريقنا للخلاص
يشهد إنتاجنا الزراعي بشقيه النباتي والحيواني تراجعاً في المساحات المزروعة والإنتاج سنوياً، في ظل واقع اقتصادي مرير، أرخى بظلاله الثقيلة على الطبقة الوسطى في مجتمعنا والتي تعتبر رافعة الاقتصاد.
وعلى سبيل المثال لا الحصر تراجع إنتاجنا من الذهب الأبيض “القطن” من مليون طن قبل الأزمة إلى ما لا يتجاوز ١٥ ألف طن فقط من المتوقع البالغ ٨٧ ألف طن خلال العام الماضي.
وهذا ينسحب على القمح الذي تراجع إنتاجه لأكثر من ٧٥ ٪ لأسباب يعرفها القاصي والداني، وأهمها السيطرة على حقول القمح في المنطقة الشرقية من قبل قوات الاحتلال الأمريكي والتركي.
وكذلك سجّل العقد الأخير تراجعاً كبيراً بأعداد الثروة الحيوانية من أبقار وماعز وأغنام بسبب التهريب الذي نشط بشكل كبير، و انعكس سلباً على أسعارها، وبالتالي باتت حلماً بعيد المنال للكثيرين.
وأتى التطرف المناخي” ليزيد الطين بِلة ” وخلّف كوارث للمزارع والمربي بسبب الأمطار الغزيرة التي غمرت أراضي المزارعين، وموجات البرَد التي راح ضحيتها أعداد من قطعان الماشية في محافظة اللاذقية والتنين البحري والهوائي الذي قضى على عدد من البيوت المحمية وإنتاجها الزراعي واقتلع الأشجار المثمرة والزيتون.
تحديات كبيرة تواجه قطاعنا الزراعي بشقيه النباتي والحيواني اليوم وأكثر من أي وقت مضى، وبتنا بحاجة ماسة إلى عقد العزم ووضع الخطط الطموحة بعيداً عن الاجتماعات واللجان التي” لا تغني ولا تسمن.. ” والعمل بجد وإيمان مطلق بهذا القطاع الحيوي للحفاظ على ما تبقى من ثروتنا الزراعية ودعمها بحشد الإمكانات المتاحة كلها، وزراعة كل بقعة من الأرض لتحقيق الاكتفاء الذاتي، كما فعل أهلنا في قرى القدموس الجبلية في ثمانينيات القرن الماضي، وتحديداً في قرى القطاع الشمالي، ومنها قرية بدوقة وأهلها الذين زرعوا القمح بين الصخور وصولاً للاكتفاء الذاتي ونجحوا في تأمين لقمة عيشهم.
هذا التراجع بالإنتاج الزراعي يتنامى بعكس ما هو منتظر ومطلوب لتنمية هذا القطاع الحيوي وصولاً لتنمية مستدامة من خلال الاستثمار الأمثل للخروج من الركود وتوفير فرص عمل حقيقية وبالتالي زيادة الدخل ورفع مستوى المعيشة.
نعم الجميع ينتظر كما كتبت “تشرين” في افتتاحية تحت عنوان حرب القنبلة واللقمة ” ننتظر أن تعلن الحكومة نفيراً زراعياً وتوزّع الأدوار بدقة ولا تستثني مواطناً بحوزته حتى لوكان دونماً واحداً…..”
وبالنتيجة الزراعة أملنا وطريقنا الوحيد للخلاص والاكتفاء الذاتي، وبها سننهض من جديد فهل من مُجيب؟