عكس السير
تتكرر مشاهد المخالفات المرورية في شوارعنا بشكل خطر وبعواقب قد تكون جسيمة على سلامة البشر، وخاصة منها مخالفة مرور بعض المركبات بعكس السير بهدف اختصار المسافات المقطوعة لبلوغ الأماكن المقصودة.
إنّ مخالفة عكس السير أكثر ما ترى في مدينة درعا عند ساحة ١٦ تشرين وأمام المالية وكذلك على تفرعات دوار البريد وعلى الطريق القادم من مديرية الصحة والالتفاف باتجاه حي السبيل، وكذلك عند الفتحة في منصف الطريق الواقع إلى الشرق من المجمع الحكومي وغيرها، وبالرغم من أن مخالفة السير المعاكس في مختلف المواقع المذكورة لا تمتد سوى عشرين أو ثلاثين متراً، إلّا أنها تتسبب في إرباك مروري شديد، وكثيراً ما تسمع أصوات (زعيق) عجلات السيارات من جراء ضغط السائقين على مكابحها في محاولة لتفادي الاصطدام مع الآليات التي يتفاجؤون بمواجهتها لهم معاكسة.
الأكثر خطورة مخالفات الدراجات النارية والتي لطالما تمت الإشارة إليها في مرات سابقة لكنها لا تزال مستمرة، حيث يقود بعضها شباب طائش برعونة، وفي أحيان كثيرة على دولاب واحد بشكل استعراضي يجعل كل من تمر بجانبه يحبس أنفاسه من شدة الخوف، هذا عدا عن الضجيج الذي تحدثه لكونها منزوعة كواتم الصوت، وفي بعض الأرياف غدت مصدر قلق بالغ، حيث يقوم بعض ضعاف النفوس من راكبيها بخطف حقائب المعلمات أو الفتيات وسرقة محتوياتها.
والملاحظ أيضاً أن ظاهرة (الفيميه) على زجاج السيارات ومن جميع الاتجاهات لم تنحصر بالقدر الكافي بالرغم من التعليمات التي تمنعها، ولا أحد يعلم ما هو مسوغ وضع الفيميه على بلور سيارات لا خصوصية أو ضرورة بعملها لذلك.
إنّ الحفاظ على الأرواح من خلال الحد ما أمكن من حوادث السير، يتطلب التشدد في ردع المخالفات الحاصلة وخاصة المرور بعكس السير، مع ضرورة قيام البلديات بسد الفتحات في منصفات المحاور الطرقية التي تفسح المجال لحدوث مثل هذه المخالفة، كما لا بدّ من ضبط الدراجات النارية التي يقودها شباب متهور بسرعات جنونية وحركات بهلوانية خطرة، والنظر بتشغيل إشارات المرور على الطاقة الشمسية لضمان استمرارية عملها في تنظيم حركة العبور على العقد المرورية ومنع العشوائية الحاصلة.