عادات وتقاليد رمضانية تختفي أمام الأوضاع المعيشية الصعبة

طرطوس – نورما الشيباني:
استقبال شهر رمضان المبارك هذا العام يشكل تحدياً مالياً إضافياً أمام الأسرة السورية التي تسعى لتأمين احتياجاتها الأساسية بشق الأنفس، وقد أثر هذا على طقوس هذا الشهر وعاداته التي تحمل معاني الرحمة والألفة وصلة الرحم والتكافل الاجتماعي وغيرها من العادات والتقاليد التي باتت تكافح لتبقى.
“تشرين” التقت عدداً من المواطنين، الذين أكدوا جميعهم على أهمية صلة الأرحام وتربعها على رأس العادات والتقاليد في شهر رمضان المبارك لكونها شعيرة دينية وموروثاً اجتماعياً موجوداً يأخذ طابع القدسية في هذا الشهر لكن بالرغم من قدسيته فقد أثرت الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع الأسعار وأضعفت الالتزام به.
المواطنة ليلى علي بيّنت أن ارتفاع الأسعار وتدني الأجور أثر بشكل سلبي على الالتزام والمحافظة على الطقوس والواجبات الرمضانية في محافظة طرطوس، وأول هذه الواجبات الدينية والاجتماعية صلة الأرحام والأقارب، لكن الظروف الاقتصادية الصعبة منعت الكثيرين من القيام بهذا الواجب على الوجه الأمثل واقتصر على أبسط شكل من اتصالات هاتفية والمقتدر قليلاً يدعو أقاربه إلى وليمة واحدة خلال الشهر يختصر فيها الكثير من طقوس الإفطار.

وأشار المواطن عيسى عيشة إلى أهمية التمسك بالعادات والتقاليد الرمضانية التي تزيد الألفة والمودة، ولا يكتمل استقبال شهر رمضان إلا بها، من توزيع مساعدات مادية أو وجبات إفطار تخصص للأقارب، لكن للأسف الوضع الاقتصادي الصعب يدفعنا مجبرين للابتعاد عن كل ذلك والاكتفاء بالسعي جاهدين لتأمين طبخة تكفي أسرتنا للإفطار وإن كان الفرد لا يستطيع تأمين فطور أبنائه كما يجب فمن الطبيعي ألا يستطيع القيام بتلك الطقوس والواجبات وسيتهرب منها خجلاً  بسبب قلة الحيلة.
وفي هذا الصدد بيّنت الخبيرة الاجتماعية أماني عيد أن عادات شهر رمضان وتقاليده تزيد من تماسك المجتمع وتبث فيه روح المحبة والألفة والتعاضد، وأوضحت كيف كان الأهل والأقارب يستعدون لقدوم شهر الخير مبتهجين يتبادلون التبريكات ويجتمعون على موائد الإفطار ويتعاونون في تقديم المساعدات والصدقات للمحتاجين وكيف كانت تستمر اجتماعاتهم إلى وقت السحور فرحين تجمعهم السعادة لكن في هذه الظروف الكثير من أصحاب الدخل المحدود لم يعد بمقدورهم إقامة هذه الطقوس بل اختصروها إلى أدنى أشكالها فأصبح رب الأسرة يستدين ليقيم وليمة إفطار  بسيطة مرة في الشهر من باب التمسك بهكذا عادات وعدم اندثارها.
ومن العادات الاجتماعية الجميلة في رمضان سكبة الجار وهي من العادات التي تعزز أهمية التكافل الاجتماعي في المجتمع وتزيد من المحبة والألفة وسكبة الجار تعني تبادل الجيران أطباق الطعام الرمضانية التي أعدتها كل أسرة، وعلى الرغم من استمرار تلك العادة إلا أنها باتت تكتسي نوعاً من الحياء لعدم قدرة الأكثرية على إعداد طبخة تزيد على حاجة الأسرة.
وأشارت عيد إلى أن المسؤولية الدينية والاجتماعية تقع على عاتق الميسورين وهم مطالبون بالالتزام بعادات وتقاليد رمضان على الوجه الأمثل وتقديم المساعدات المالية وولائم الإفطار اليومية ويجب أن يكون العطاء  مضاعفاً للإبقاء على أخلاقية التكافل الاجتماعي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
في ذكرى تأسيس وزارة الثقافة الـ 66.. انطلاق أيام الثقافة السورية "الثقافة رسالة حياة" على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا