رفقاً بطلابنا 

حلّت النوطات الجامعية ” الملخصات” مكان الكتاب الجامعي الذي ما زال مرجعاً مهماً لخريجي جيل الثمانينات ومَن قبلهم، وباتت تجارة رابحة، ومهنة للكثير من الشباب يجنون من خلالها الكثير من الأموال، لا يهمهم مصدر النوطة وهل ما فيها هو قيّم أم غثّ، وهل وصلت إلى المكتبات وتجار “النوط” من مصدر موثوق، وموافق عليها من قِبل أستاذ المادة أم لا؟ كل هذا لا يهم، فالمال أولاً.

فبورصة أسعارها في ارتفاع متواصل مع كل ارتفاع للأسعار، والحجة دائماً غلاء الورق والحبر، حتى وصل سعرها لأرقام تفوق قدرة الطالب من دون حسيب أو رقيب، والطالب لا حول ولا قوة له، فلا خيار أمامه سوى شراء “النوطة”، إذ ليس  باستطاعة أهله دفع أجرة النقل يومياً من وإلى الجامعة، ولا حتى استئجار غرفة صغيرة في المخالفات، ولذلك فهي الحل الوحيد أمامه.

وهنا يقع الكثير من الطلاب في فخ تجار “النوط” وتكون النتيجة الرسوب في المادة، ليكون أستاذ المادة برأيهم هو السبب في رسوبهم، فالأسئلة من خارج النوطة، وهذا يحدث كثيراً، على الرغم من  توجيه تنبيهات من قِبل الكثير من الأساتذة أثناء المحاضرات وعلى صفحاتهم الشخصية بعدم الاعتماد على الملخصات المنتشرة في المكتبات، من دون جدوى، وهؤلاء الأساتذة ليسوا من أنصار الكتاب الجامعي، وإنما من أنصار المراجع الجامعية، وما يهمهم الفهم وليس البصم.

بالمقابل، يرى بعض الأساتذة أن الملخصات الجامعية في ظل غلاء الكتاب الجامعي والكلفة الكبيرة لطباعته، هي الحل الأمثل، فثمنها أقل وهي في متناول جميع الطلاب.

ورغم تحميل الكتاب الجامعي إلكترونياً إلا أن تجارة  “النوط” لم تتأثر  وأصبحت واقعاً و”شرّاً لا بدّ منه” بسبب الظروف الاقتصادية الخانقة للطلاب وأهاليهم، لذلك لا بد من العمل على  تنظيمها والإشراف على طباعتها وما بداخلها من معلومات، من قِبل دكتور المادة نفسه وموافقه، وأن تُباع في المكتبات الجامعية بسعر التكلفة، ولن نقول بسعر رمزي، وهنا نثري الطلاب الجامعيين بمعلومات دقيقة وواسعة وصحيحة وغنية من الناحية العلمية، و نوفر عليهم آلاف الليرات التي تذهب إلى تجّار العلم، الذين لا يهمهم سوى الربح.

فهل مَن يرفق بطلابنا الجامعيين، وهل مَن مجيب؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
عقب لقائه الوزير المقداد.. أصغير خاجي: طهران تدعم مسار الحوار السياسي بين سورية وتركيا العلاقات السورية- الروسية تزدهر في عامها الـ٨٠ رئاسيات أميركا ومعيارا الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي.. ترامب أكثر اطمئناناً بانتظار البديل الديمقراطي «الضعيف».. وهاريس الأوفر حظاً لكن المفاجآت تبقى قائمة دور المرأة المقاومة في تعزيز الانتماء وتحصين الهوية الإنهاك الحراري.. خطوات سريعة لتبريد الجسم ونصائح للوقاية في حرارة الصيف المرتفعة في قراءة للمرسوم التشريعي لذوي الإعاقة.. المحامي الداية: المرسوم مهم جداً بدليل إحاطته بأدق التفاصيل اليومية لهذه الشريحة.. وسيحقق الأهداف المرجوة شريطة تطبيق العقوبات للمخالفين مهرجان كوثر السينمائي يُسدل الستار على دورته الخامسة.. وفيلم «هناس» يحصد الجائزة الكبرى علماء يحقنون قرون وحيد القرن بمواد مشعة لحمايتها من الانقراض تراجع نسبة النجاح للتعليم الأساسي في الحسكة سلوك يعبر عن أفراد يفتقرون إلى الوعي ويعمل على شرعنة العنف والتهور باسم الفرح.. إطلاق العيارات النارية في المناسبات بين طقوس البطولة ومأساة الموت