اجتماع ثلاثي لمناقشة واقع المعاهد التقنية والمهنية
دمشق- دينا عبد:
تناول الاجتماع الذي حضره وزيرا التربية محمد عامر المارديني والتعليم العالي بسام إبراهيم ورئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان، واقع المعاهد التقنية والمهنية وآلية تطويرها وتم عرض نقاط القوة والضعف وكيفية المعالجة.
وزير التربية د. محمد عامر المارديني وفي تصريح ل”تشرين” بيّن أن هذا الاجتماع في غاية الأهمية من أجل رصد واقع التعليم المهني والتقاني سواء على مستوى المعاهد التقانية أو على مستوى التعليم المهني.
وأشار الوزير مارديني إلى أن الاجتماع خرج باقتراحات مهمة جداً كنا حريصين على أن تكون قابلة للتطبيق؛ لافتاً إلى أن هذه المعاهد تعاني من مشكلات كثيرة، ولكن هذه المشكلات يجب ألا تثنينا عن متابعة العمل وتنشيط منظومة التعليم المهني والتقاني ولن يتم ذلك إلا بالترابط بين وزارتي التربية والتعليم العالي والاتحاد الوطني لطلبة سورية الذي هو المدخل والمخرج في الوقت نفسه.
وأشار الوزير المارديني إلى أن الحكومة بوزاراتها قاطبة معنية بهذا الموضوع لأن ارتباط مخرجاتنا كافة، المهنية والتقانية جميعها إلى سوق العمل.
مارديني: الاجتماع خرج باقتراحات مهمة جداً كنا حريصين على أن تكون قابلة للتطبيق
مضيفاً: تركزت النقاشات كلها خلال الاجتماع على كيفية تطوير تعليمنا المهني والتقاني وماهو المهم والأهم؛ وفيما إذا كانت هناك خطة لإلزام الدولة بتعيين الخريجين، قال الوزير: من ضمن المقترحات يمكن أن تصبح نسبة تعيين الخريجين في وزارات الدولة ٥٪ بدلاً من٣٪، لكنه ما زال مجرد اقتراح.
إبراهيم: إعادة النظر في الخطط والبرامج وهيكلية المعاهد التقانية
بدوره وزير التعليم العالي وفي تصريح مماثل أكد ل”تشرين” أنه من المهم جداً توصيف واقع التعليم المهني والتقاني ومناقشة الإيجابيات والسلبيات ونقاط القوة والتحديات، ووضع رؤية مستقبلية لتطوير هذه المعاهد من كل الجوانب؛ الشيء المهم الذي تم التطرق له خلال هذا الاجتماع إعادة النظر في الخطط والبرامج وهيكلية المعاهد التقانية ودراسة المسلك التعليمي والوظيفي للخريجين عند دخولهم سوق العمل سواء في القطاع العام أو الخاص، إضافة إلى دعم البنية التحتية من حيث التجهيزات والمخابر وغير ذلك، إضافة إلى تفعيل القانون الذي يعتبر المعاهد التقانية والفنية والمهنية مراكز إنتاجية بغية متابعة هذا الموضوع ونقله إلى أرض الواقع وتطبيقه العملي، كل هذه الأمور كانت نقاط مناقشة وسيخرج عن هذا الاجتماع توصيات ومقترحات مهمة ستتم دراستها قبل اعتماد سياسية القبول الجامعي السنة القادمة.
سليمان: أهم مخرجات هذا الاجتماع بدأت بالتركيز على المعاهد لأن عدداً كبيراً من الخريجين بلا سوق عمل
بدورها رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان بيّنت أنه انطلاقاً من أن العدد الأكبر من هذه المعاهد تتجمع لدى قطاع التربية جاء هذا الاجتماع المشترك وغايتنا توصيف واقع المعاهد الفنية والتقنية والهدف من هذه المعاهد لترتبط بشكل أو بٱخر برؤية أكثر شمولية وبسياسة تتماشى مع سياسة وزارة التعليم العالي.
وفيما يخص المعاهد التقنية ومساراتها المتعددة وشكلها العام أوضحت سليمان أن أهم مخرجات هذا الاجتماع بدأت بالتركيز على المعاهد لأن عدداً كبيراً من الخريجين من دون سوق عمل، فالمعاهد تخرج طلاب ولكن لا يعملون، لذلك من الضروري ربط المعاهد والخريجين بسوق العمل، فلدينا في سورية اليوم قطاع أعمال واسع ومتنوع وبحاجة إلى خريجي معاهد، فالغاية من قبول الطلاب في المعاهد تخريج طالب متميز فني مهني تقني قادر على مواكبة التطورات المحلية والعالمية.
وبيّنت سليمان أن هناك إشكاليات متشعبة في مسألة المعاهد، فهناك معاهد تضم أعداداً كبيرة من الطلاب وأخرى طلابها معدودون على أصابع اليد، هذه الأمور كلها بحاجة لإعادة تفكير ودراسة الغاية من إحداث هذه المعاهد.
وقالت سليمان خلال حديثها ل”تشرين” : قد تكون هناك خطة لدمج المعاهد المتشابهة، فهناك تطورات متسارعة يفترض أن تنعكس على التخصصات الموجودة.
وفي ردها على إمكانية إدراج المهن التراثية ضمن المعاهد، وصفتها سليمان بأنها اختصاصات مهمة على المستوى الوطني لأنها تنطلق من البعد الثقافي لكن هذا يندرج ضمن التخصصات الجديدة التي من المفترض إعادة النظر فيها وبرؤية أوسع وبيّنت أن نظره المجتمع اليوم هو التوجه إلى التعليم العالي والجامعات وهذا حق كل طالب لأنه مرتبط بفرص العمل.
ولكن اليوم هذه النظرة بحاجة إلى مواءمة وتضافر كل جهود المعنيين في المعاهد ولكن حتى نغير هذه النظرة يجب أن يشعر الطالب ضمن المعهد بقيمته التعليمية والمهنية والمعاهد جزء من رافعة الدول وبعض الدول اقتصادها مبني على خريج المعهد، بالتالي هناك مجموعة من العوامل التي يجب العمل عليها حتى نغير نظرة المجتمع يجب أن تكون منطلقة من أهمية المعهد والخريج، فكل الدول لا تستطيع أن تعيش من دون الفني والصناعي والتقني ومن هنا تنطلق نظرة المجتمع لأهمية الخريج.
وختمت سليمان حديثها بالتأكيد على دور الإعلام في تغيير نظرة المجتمع تجاه هذه المعاهد وتسليط الضوء على المهارات التي يتعلمها الطالب خلال دراسته في المعهد وبالتالي عملية متكاملة والإعلام هو الأداة الأساسية لتغيير تلك النظرة.