للمرة الأولى تدخل اليمن على خط الوقوف عملياً إلى جانب غزة في صراعها مع العدو الإسرائيلي، وقامت على الفور بضرب السفن المتجهة إلى ميناء «إيلات» في البحر الأحمر، وهذا الدعم العملي لجانب فلسطين غير مسبوق من اليمن، لذلك اكتسب أهمية خاصة واستدعى تدخلاً أميركياً فورياً، فقامت القوات البحرية الأميركية في البحر الأحمر باستهداف القوات اليمنية حماية للقوات الإسرائيلية البحرية.
لكن هذا لم يثنِ القوات اليمنية عن الاستمرار في التصويب على أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، وحاولت القوات البحرية الأميركية حماية السفن الحربية الإسرائيلية، ووجهت نيرانها إلى السفن اليمنية وأوقعت خسائر لدى الجانب اليمني، لكن هذا لم يوقف الدعم البحري اليمني لغزة وهو دعم مهم في إطار هذا الصراع الجاري في غزة الذي حشد له العدو الصهيوني كل إمكانياته وعلى مدى شهرين ونصف الشهر حتى الآن.
الموقف اليمني مع غزة أحيا مشاعر التضامن والوحدة على امتداد الساحة العربية، وأكد أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للأمة العربية، وجدد مرة أخرى عمق المشاعر الوحدوية مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، كما برهن على أصالة الثورة اليمنية وعمق انتمائها العربي.
يستطيع العدو الصهيوني أن يستقوي بالأساطيل الأميركية، لكنه لن يكون في مأمن من الضربات اليمنية بالقرب من باب المندب وعلى امتداد السواحل اليمنية، وهو ما لم يدخل في حسابات العدو الصهيوني يوماً عندما قام بعدوانه على غزة، الأمر الذي أدخل معادلات جديدة على الصراع العربي – الإسرائيلي.
لقد فوجئ العدو الصهيوني بفتح جبهة جديدة هي الجبهة اليمنية، التي عملت على إغلاق البحر الأحمر بوجهه، وكان يعول عليها الكثير، ولعل دلالات فتح هذه الجبهة تشير إلى امتلاك العرب أوراقاً كثيرة في معركتهم مع العدو الصهيوني الذي لم يوفر فرصة إلا واستخدمها في عدوانه على غزة، وحاول أن ينفذ مخططه العدواني بإبادة الفلسطينيين في غزة، وهو ما زال يأمل بأن يكسب المعركة بالقتل والتدمير بصورة لم يسبق لها مثيل.
معركة غزة لم تنتهِ، لكنها لم تحقق للعدو الصهيوني ما أراد، وبعد ما يقارب الثلاثة أشهر فشل في تحقيق انتصار يُذكر في غزة، اللهم سوى مزيد من سفك الدماء الفلسطينية، وهو ما سيرتد إليه ويكون النصر في النهاية لأصحاب الحق والقضية وليس للمغتصبين المحتلين.
د.تركي صقر
90 المشاركات