في عيدها أهملوها!

في يوم عيدها العربي والذي صادف منذ أيام، غابت حتى الاحتفالات الخلبية، ولم يبق مكان للشعارات أو الكاميرات!! ولعل في ذلك خيراً حتى لا تكون البيئة مجرد كلمات تتناقلها التصريحات وكفى!!
ما آلت إليه بيئتنا صار أسطوانة مشروخة لوطن يعاني نزيفاً في موارده الطبيعية، ووجع روح لغابات مصيرها القطع والحرق، ولتنوع حيوي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وبعد كل ذلك يقولون إن هناك وزارة تعنى بالبيئة مدمجة بالإدارة المحلية وهي أبعد ما تكون عن الاهتمام والمتابعة!!
قالوا: إن بيئتنا أمانتهم، وغاباتنا مسؤوليتهم، وبقي الكلام كلاماً، وبقي كل عرق أخضر يئن حزناً وقهراً على مستقبل مجهول ينتظر الأجيال القادمة وتنمية مستدامة صارت من المنسيات، وحلت مكانها بضع ندوات تحت شعارات توعوية ومحاضرات قديمة بأرقامها ومعلوماتها، لا يكلفون أنفسهم عبء تحديثها!
الحرب لم ترحم البشر والحجر وحتى الشجر، وما تعرض له تنوعنا الحيوي جرائم بحق الإنسان واستمراره بالحياة، ولكن ماذا فعلنا نحن لنحافظ على ما تبقى من طبيعتنا؟ أين المشاريع والاهتمام بل أين نحن من تنفيذ القوانين البيئية وتفعيلها وملاحقة الجناة الذين يعيثون فساداً وتدميراً في محيطنا؟
نحن في ظروف صعبة لا شك بذلك، ولكن حب الوطن لا يكتمل من دون الحفاظ على بيئته وطبيعته، فالدفاع عن البيئة دفاع عن الإنسان ووجوده، والبيئة ليست فقط ماء وهواء وإنما كل شيء حولنا حتى حبة التراب!
في عيد بيئتنا العربي، نذكر من كان مسؤولاً عن بيئتنا أنها مريضة والدواء مفقود، وأن التباكي على الأطلال لا يعيد إلينا غصن شجرة حرقها حقود وهرب بفعلته ولم يحاسب!
منذ الأزل رسمنا سورية لوحة فنية جميلة متعددة الألوان، رسمناها باللون الأخضر وبعبق تنوعها وغاباتها وطيورها، إلى أن جاء حفنة من الحاقدين انتقموا ودمروا، وبقي الأمل بالإصلاح وربط البيئة بإعادة الإعمار وبكل مشروع تنموي بالوطن، ولكن ما يحدث أن الخطط لمستقبلنا البيئي بقيت على الورق وما يحصل فقط توثيق الخسائر بدلاً من الترميم والعمل للتعافي، وإلى حين أن تتغير المعطيات كل عام وما تبقى من بيئتنا المحلية والعربية بخير.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار