“الزراعة التجدّدية” محصول أوفر.. جهد أقل للفلاح.. ومن دون حراثة للأرض   

تشرين- لورين الأحمد: 

يعاني معظم الفلاحين من تكاليف حراثة الأرض و قلة الإنتاج و ضعف المردود المادي، أما الآن فأصبح بإمكان الفلاح زيادة الإنتاج، وتخفيض حاجته للري، وحصوله على منتجات ذات غذاء صحي و آمن، خالٍ من آثار المواد الكيميائية الناتجة عن استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية.

فبعد تجارب عدة، قامت بها وزارة الزراعة و الإصلاح الزراعي بالتعاون مع برنامج منظمة الأمم المتحدة UNDP، بدأت تنتشر في محافظة القنيطرة مشاريع الزراعة التجددية ” الأحواض التكثيفية ” التي لاقت استحساناً و قبولا لدى الفلاحين.

يؤكد عبد الرزاق السيد من أهالي خان أرنبة أن حديقة منزله تقارب مئتي متر مربع، حاول كثيراً استثمارها، لكن من دون جدوى رغم حراثتها دائماً ، فلم تعطه مردوداً مادياً مقابل نصف التعب الذي كان يقوم به بسبب إنتاجها الضعيف، إلى أن قامت وزارة الزراعة بمشروع الزراعة التجددية فانضمّ إلى هذا المشروع و وجد فارقاً كبيراً من حيث الإنتاج و الجهد وأصبحت الزراعة مصدر رزق له .

ويضيف: زرعت البازلاء و الفول، فحصلت على نتائج عالية الجودة في المحصول ومن ثم زرعت الفاصولياء واللوبياء، و الآن زرعت الملوخية و قمت بقطافها مرتين و بين موسمي القطاف خمسون يوماً فقط.

المهندسة فاديا حمد من وزارة الزراعة رافقت الفلاحين في القنيطرة لتدريبهم على عملية استخدام الأحواض التكثيفية ، وفي تصريحها لـ”تشرين”  أكدت أن المشروع شمل عدداً من الفلاحين في المحافظة  والمساحة النظامية للأحواض هي من 9 إلى 10 أمتار  مكعبة، أما عمق الحوض فيختلف حسب خصوبة التربة ،و بالإمكان معرفة  خصوبة التربة عن طريق غرس مسمار معدني ينتهي بمسطرة مدرجة، فإذا غرس المسمار لمسافة 50 متراً في التربة فهو دليل على الخصوبة العالية فيها .

وعن محتوى الحوض، فأشارت إلى  أنه يتألف من عدة مستويات و لكل مستوى عدد من الطبقات ، بداية يقوم الفلاح بحفر الحوض و تحديد العمق المناسب، بعدها يقوم بتشكيل الطبقة الأولى من المستوى الأول، و تكون من الأغصان العريضة اليابسة الناتجة عن تقليم الأشجار لضمان عملية التهوية و المحافظة على رطوبة التربة،

و منع اختناق الجذور، تليها الطبقة الثانية من الأوراق اليابسة، أما الطبقة الثالثة فتكون من بقايا الخضراوات لوجود المواد العضوية في الأوراق اليابسة و بقايا الخضراوات، فتتحلل بشكل بطيء في التربة و يستفيد منها النبات أكثر، أما آخر طبقة فتكون من “الكومبوست”أو روث الحيوانات ،و هكذا يكون انتهى المستوى الأول.

و يتم تكرار نفس طبقات المستوى الأول ثانية بالحوض، باستثناء الأغصان العريضة، فتؤخذ الأغصان الرفيعة بقياس سنتيمتر واحد ، و بعد انتهاء المستويات الثلاثة تتم تغطية الحوض بقليل من التراب ويصبح جاهزاً للزراعة.

وبيّنت  أنه يمكن إضافة الرماد في حال كانت التربة حامضية لتعديل حموضتها، بما أن الرماد قلويّ، وأيضاً تمكن إضافة الفحم لمساهمته في نمو الفطريات النافعة ، و يفضل زراعة نباتات مترافقة في الحوض،  كأن يزرع مثلاً  مع الفول  الكزبرة، كنبات مترافق يحمي الفول من الإصابات الفطرية أو الحشرية، و بالتالي يتم الاستغناء عن  المبيدات الحشرية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار