الدروس الخصوصية.. هل غدت شرّاً لا بد منه؟!
قد تختلف الآراء كثيراً وتتباين حول الدروس الخصوصية، التي يتلقاها الطلاب ، حول سؤال رئيسي ومهم :هل هناك ضرورة ملحّة للدروس الخصوصية ، أم أنها غدت تقليداً أعمى للآخرين؟
وما بين مؤيد لها على أنها باتت ضرورة ، في ظل تراجع مستوى عطاء بعض المدرسين في المدارس، وأنه لا بد من اللحاق بالمنهاج وإكماله وفهمه على أكمل وجه، للتقدم للامتحان وتحصيل العلامات المطلوبة ، و رافض لها ، لأنها باتت تشكل عبئاً مادياً كبيراً على الأهالي، لا قدرة لهم عليه، على حساب معيشة الأسرة والأفراد الآخرين فيها.
ولكن لو أردنا تفصيل كل أطراف ” معادلة ” الدروس الخصوصية ومسؤولية كل طرف، نرى أن المسؤولية الأولى تتعلق بمستوى الطالب نفسه، بمستواه الذهني من حيث الذكاء والاستيعاب. فمن المؤكد أنه هناك فروقات بين هذا الطالب وذاك، لذا يلجأ بعض الطلاب إلى الدروس الخصوصية لاستدراك ما لم يستوعبوه أثناء الحصة المدرسية أو من أجل المراجعة النهائية قبيل الامتحان.
الطرف الآخر هو المدرس، الذي يجب أن يعطي درسه بكل إخلاص ووفاء لمهنته الإنسانية والتربوية والتعليمية، والتقيد بالمنهاج، فهل هذا ما يحصل في مدارسنا فعلاً ، أم أنه يعطي نصف جهده وفكره في المدرسة والباقي في الدرس الخصوصي؟.. سؤال برسم بناة الأجيال.
قد يعزو البعض هذا السلوك للمدرسين، ويبرره بالضائقة الاقتصادية والمعيشية لكل شرائح المجتمع، ومنها المدرسون وهذا صحيح، ولكن ليس على حساب الطالب والمهنة، لأن بعض المدرسين جعلوا من الدروس الخصوصية تجارة رابحة.
الطرف الثالث في هذه المعادلة هو إدارة المدرسة، فهل تتابع هذه الإدارة ما يقدمه الأستاذ في الصف؟، وهل تتابع الطلاب في الحضور وفي أداء واجباتهم الصفية؟ ، وهل تتواصل مع الأهالي لإطلاعهم على مستويات أبنائهم ؟.
الطرف الرابع هم الأهل، ذوو الطلاب، الذين يحرصون بداية على ضرورة تحصيل أبنائهم الدرجات المطلوبة، سواء فيما يخص المرحلة الإعدادية والانتقال إلى الثانوية، لدخولهم الثانوية العامة وليس المهنية ( تجارة ، صناعة، زراعة، فنون وغيرها) أو ما بعد الثانوية لدخول الجامعة والكلية التي يرغبون بها، والخضوع لمفاضلة العلامات، لذا فهم -أي الأهالي- مضطرون لدعم أبنائهم بدروس خصوصية، ولو على حساب باقي أفراد العائلة، والتخلي عن كثير من المتطلبات، وخاصة في ظل أجور الدروس الخاصة المرتفعة والمرتفعة جداً، و الواقع المعيشي الصعب .
خلاصة القول: نحن أمام واقع تعليمي ضعيف، يدفعنا للاعتماد على الدروس الخصوصية، فهل غدت هذه الأخيرة شرّاً لا بد منه؟