لأنها سورية!!
“ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة” هي ذكرى حرب تشرين التحريرية، ملحمة وعبرة، وتاريخ من نور ونار، وقصص وصلت حد الأساطير واستمرت حتى وقتنا الحاضر، فحكايات الأبطال لا تموت، والحرب الظالمة على بلدنا أثبتت أننا قادرون على الوقوف كل يوم في وجه العواصف وقطعان الوحوش والغيلان، لأننا باختصار لم نفقد الأمل يوماً، ولم نفقد الثقة برجال الوطن الذين تغلبوا ويتغلبون على كل من يحاول اصطياد فرحنا وأماننا.
“لسنا معتدين.. ولم نكن قط معتدين” هي رسالتنا لكل العالم، فنحن شعب يدفع عن نفسه الظلم والعدوان، ولا يسمح بتدنيس حبة تراب من أرضه، نحن هنا لا نتحدث بالسياسة، وإنما نتحدث عن وطن وشعب يدرك تماماً صحة الطريق الذي يمشي عليه على مر أعوام الحرب.
خلال السنوات الماضية تمثل الإعجاز السوري بصمود شعب وثقة بالنصر، واليوم ورغم الحزن وعشرات الشهداء الذين ارتقوا إلى العلياء، بقي الرهان على إرادة شعب لا تلين وبطولة جيش يسطر ملاحم البطولة في كل يوم.
وبعد كل ذلك يسألون لماذا سورية؟ ولماذا تكالبوا عليها وحاصروها بإرهاب وعقوبات وقوانين؟ رغم أن محاولاتهم باءت بالفشل، بقيت سورية صامدة رغم الأعاصير في وجه تجار الحرب والدم، وكل من استقال فيه الضمير.
لماذا سورية؟ لأنها باختصار عطر الكون وأكبر من كل المؤامرات والحقد، ولأنها أعلنت أنه لن يرفرف في سمائها إلا علم الوطن المكلل بالغار، ولن تنتصر قذائفهم ونيرانهم على إرادة الشهداء الذين عانقوا بدمائهم تراب الأرض.
سورية كانت في قلب كل سوري يعشق بلده ويذود عنها بالروح، سورية حكاية أمل وألم، ومعاناة شعب امتلأت جدران مناطقه بالنعيات، ولكن رغم القهر والفقر والحصار، بقي الوطن في عيون كل سوري معزوفة حب جميلة، لا مكان فيها للتخاذل واليأس، عنوانها البناء والنصر، فالوطن يحتاجنا كما نحتاجه، وأعداء سورية الذين تآمروا عليها مهما تعددت انتماءاتهم وجنسياتهم وهوياتهم إلى زوال، لأن سورية عصية قوية شامخة.
زغاريد النصر بدأت تصدح، وحكايات البطولات تكتب بمداد القلوب، والشعلة السورية لن تخبو، فكل الرحمة لشهداء الوطن، وإن النصر لقادم.