نظمت حواراً تفاعلياً بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني.. «بطريركية أنطاكية» في جرمانا تحتفل على طريقتها الراقية
تشرين – أيمن فلحوط:
نظمت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس – دائرة العلاقات المسكونية والتنمية – مركز بيتنا في مدينة جرمانا ـ حواراً بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، متخذة من تجربة جمعية رواد البيئة في المدينة أنموذجاً لما يقوم به القائمون على الجمعية وأعضاؤها من عمل إنساني على مدار العام.
البداية كانت ترحيباً بالحضور من المنظمين المتمثلين برئيس وأعضاء جمعية رواد البيئة ومن الهيئة العامة، ثم عرض المنظمون عبر المرشدتين دانا دياب ورشا شرحاً وافياً للخدمات المجانية التي يقدمها مركز بيتنا بمدينة جرمانا، والتي تتركز على الجوانب الطبية والنفسية، والاستشارات القانونية، والتحاليل الطبية والصور الشعاعية، والدورات المهنية، وجلسات الدعم النفسي للرجال والسيدات.
البيئة سر وجودنا
في حديثه عن عمل جمعية رواد البيئة في مدينة جرمانا أوضح رئيس الجمعية شادي ضو أنه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة أصبحنا أحوج ما نكون إلى العمل الإنساني الفاعل، الذي يقدم الخدمات للناس، ويساعدهم في تخطي الضغوط النفسية من خلال متنفس لهم نراه اليوم في حديقة البيئة حيث مقر الجمعية، وما تقوم به الجمعية من نشاطات هادفة على مدار العام، حيث حرصت الجمعية منذ تأسيسها عام 2004 على تقديم خدمات للناس، من خلال الاهتمام بالبيئة التي هي سر وجودنا واستمرارنا على هذه الأرض، ونثمن اليوم مبادرة مركز دعم المبادرات الاجتماعية لبناء الوطن، بيتنا، وما يقدمونه من خدمات في هذا المجال، خدمة للنساء والإنسانية.
التشبيك مع المجتمع الأهلي
وبيّن رئيس الجمعية السابق ماجد سلوم الأعمال التي قامت بها الجمعية على مدى سنوات عديدة، مبيناً أن الحضور هم من هواة العمل الإنساني، من سيدات وشباب ورجال، للتأكيد على دور الجمعية في العناية بالبيئة، والقيام بنشاطات بيئية توعوية، للتأكيد على أهمية العمل الإنساني، ليس في نطاق الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني فحسب، بل على مدار العام، فنحن بحاجة للتكاتف والتعاضد، وهو ما عملت عليه الجمعية من خلال التشبيك مع المجتمع الأهلي في حملات التشجير المتعددة والنظافة، وإعادة تأهيل الحدائق في المدينة، وفي مدارسها مع زراعة الأشجار داخل تلك المدارس، وإقامة معرض للزهور ضم العديد من الفعاليات والأنشطة خلال أيامه المتعددة، فنياً وثقافياً، والقيام بتقديم عروض سينمائية هادفة في الهواء الطلق داخل الحديقة.
وأضاف سلوم: قمنا بتشجير آلاف الأشجار في منطقة الزبداني في جبل النبي هابيل، لتعويض ما قام به الإرهابيون من حرق وقطع للأشجار، إضافة للضرورة المناخية التي تتطلب العودة إلى الغطاء الأخضر للحد من درجات الحرارة العالية.
مساهمات الجمعية إنسانياً
وتحدثت السيدة لينا عريج عن مشاركة الجمعية ومساهمتها في إقامة مركز للحجر الصحي، خلال فترة كورونا في مدرسة حسان بشير، وتقديم التبرعات العينية لمساعدة الأهالي المتضررين من الحرائق التي أصابت عدة محافظات، وإقامة مسير بيئي في الربيع والخريف كل عام في أحضان الطبيعة، عدا الزيارات للمناطق التراثية المعروفة في مدينة دمشق، كحي القيمرية والحديقة البيئية وغيرهما من المناطق، وماراثون الدراجات الهوائية، وتوزيع الوردة الشامية على السيدات في منازلهن.
المشاركون: نحن أحوج ما نكون إلى العمل الإنساني الفاعل لتقديم الخدمات للناس ومساعدتهم في تخطي الضغوط النفسية والمعيشية
واقترحت السيدة شهناز قسام الحفاظ على بذور الفواكه، وعدم التفريط فيها، ورميها في أكياس القمامة، بل الحفاظ عليها من خلال تجفيفها للقيام بزراعتها مجدداً في حديقة البيئة أو غيرها من المناطق، ليعم الخضار في بلدنا وفي مدينة جرمانا، بعد أن زحفت الكتل الإسمنتية كثيراً على البساط الأخضر للمدينة.
العناية بالنباتات الطبية
بدوره المهندس الزراعي هشام ملاعب تمنى العمل والاهتمام والعناية بزراعة النباتات الطبية، لدورها المهم في الحفاظ على صحة المجتمع، وتالياً الحصول على منتج طبيعي من دون أي ملوثات كيميائية أو أي تراكيب غير طبيعة لتلك المواد.
تعزيزاً للعمل الإنساني
وأشاد منير الأطرش بالحماس الذي يعمل به القائمون على جمعية رواد البيئة، وبالعمل الإنساني الذي يقوم به أعضاء الجمعية وكذلك في لجنة الحفاظ على التراث بمدينة جرمانا، مبيناً أهمية القيام بهذه الأنشطة في نطاق الحفاظ على البيئة واستمرارية ذلك حفاظاً على البيئة، وتعزيزاً للعمل الإنساني الذي تتعدد صوره في التآخي والمحبة بين الناس، ونحن أحوج ما نكون له في كل الأوقات.
أياد بيضاء
وتحدث جمال أبو رسلان من جمعية التراث مستذكراً تاريخ المدينة، ومشيراً إلى التوءمة بين البيئة والتراث، لأنهما كالروح والجسد، فأهالي مدينة جرمانا عرب أقحاح، وتحكم علاقاتهم وحياتهم الاجتماعية الشيم والعادات والتقاليد والأخلاق العربية الأصيلة.
كانت الزراعة المروية هي العمل السائد لأهالي المدينة حتى أواسط القرن العشرين، واستمر اليوم بعضهم في ميدان الزراعة إلى جانب الصناعة، وشهدت المدينة تطوراً تعليمياً وأدبياً وعلمياً وثقافياً وعمرانياً ورياضياً وخدمياً مطرداً في كل المجالات.
وبمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني هناك الكثير من الأيادي البيضاء التي تحرص على المساهمة المستمرة في العديد من جوانب العمل التي تساهم في الحفاظ على البيئة ومساعدة الناس وتقديم العون لهم على كل الصعد.
ونأمل تعزيز ذلك في المستقبل وتطويره لتكون الفائدة أوسع وأشمل، في ظل الصعوبات المعيشية التي يعانيها أبناء الوطن جميعاً.