درهم وقاية

أطلقت اليوم السيدة الأولى أسماء الأسد البرنامج الوطني للكشف المبكر عن نقص السمع عند حديثي الولادة، وهو برنامج مهم في حياة أطفالنا، إذ يمكنه أن يحد من معاناة آلاف الأسر في حال الاتباع السليم لبروتوكولات تشخيص الحالة في مراحلهِا المبكرة، وصولاً إلى المعالجة التخصصية.
هذا البرنامج يضاف إلى عشرات البرامج الصحية وحملات اللقاح التي تتبناها الدولة دورياً حفاظاً على الصحة العامة وانطلاقاً من مبدأ “درهم وقاية خير من قنطار علاج”، وذلك رغم التكاليف الكبيرة ومحدودية الموارد بسبب الإرهاب الذي تعرضت له البنى التحتية والتي ركزت على القطاع الصحي ضمن مختلف القطاعات الحيوية للشعب السوري، هذا إضافة إلى الحصار الظالم أحادي الجانب الذي تفرضه أمريكا ودول الغرب على جميع المتطلبات الأساسية وفي مقدمتها المواد الغذائية والطبية والأجهزة وحتى التكنولوجيا…
إن إطلاق هذا البرنامج اليوم دليل على عدم ابتعاد الجهود العامة عن تأمين أفضل السبل لضمان سلامة الأفراد والأسرة والمجتمع، وذلك من خلال الوقاية الاستباقية والفحص المبكر وعدم انتظار وقوع الأمراض وانتظارها توفيراً للجهود والتكاليف ومعاناة الأهالي، وهذا ما يوجب على جميع الفعاليات الحكومية والأهلية والمجتمعية والدينية والثقافية والرياضية وغيرها المساهمة في نشر الوعي لمثل هذه البرامج والتأكيد على اتباعها من قبل المواطنين حفاظاً على الصحة العامة وتالياً أهم مورد للتنمية وهو البشر..
كما أكدت السيدة الأولى أن معالجة مشكلاتنا الحالية التي ورغم “أن التحديات على المستوى الوطني كبيرة ومتعددة، إلا أنها لم، ولن تكون مبرراً لعدم السير قدماً والإنتاج والإنجاز على مختلف الصعد وفي شتى المجالات. فاعتلال قطاعٍ أو جزءٍ من قطاع، لا يعني عدم التقدم في قطاعات أخرى. وكما المرض بحاجة لعلاج مناسب وفي وقت مناسب، كذلك الأزمات…. مهما تعقدت فالخروج منها لن يكون إلا بالعمل الصحيح، والتوقيت المناسب، والعمل الدؤوب”..
لهذا يجب أن نتعاون جميعاً في تحليل ما نعانيه وصولاً إلى الأسباب الحقيقة انتهاءً بإيجاد الحلول المناسبة في الوقت المطلوب، وأن نؤسس لنظم كشف وإنذار مبكر في مختلف قطاعاتنا تعمل على التنبؤ بالأزمات قبل وقوعها وإيجاد أسرع الحلول لتفاديها أو تخفيف آثارها..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار