مَن يحترق.. غاباتنا أم نحن..؟!

ما يحدث اليوم من مشكلات، وما نعيشه من هموم يومية، أثقلت كاهل الجميع حكومة وشعباً، تسعفنا الذاكرة”وسط كل ما يحدث” إلى سنوات ما قبل الأزمة نستذكر فيها رغد العيش، ومصادر الرزق الوفيرة, واستقرار الأسواق بأسعارها وسلعها، ومداخيل معقولة تفرض حالة من العيش، يرتاح لها أغلبية المواطنين..!

أمام هذه الصورة وصورة اليوم، مقارنة لم تكن في حسابات أي مواطن أن نصل لهذا الواقع المعيشي السيئ “فحسب” نتيجة الحرب الكونية، والعقوبات الاقتصادية، وأدواتهم الرخيصة من الإرهابيين الذين شكّلوا جملة أسباب لتعاسة المواطن خلال الـ 12 سنة الماضية، من دون أن ننسى الفساد وعائلته المتنوعة، التي ترعرعت خلال سنوات الحرب، ونمت بصورة متسارعة، كونت ثروتها على حساب الوطن والمواطن، وافتعال الأزمات المتلاحقة، وخاصة ما يتعلق بالمعيشة ومقوماتها الأساسية، والتي كانت أرضاً خصبة لانتشار الفساد، وزيادة حجمه، مستغلين حاجة الدولة، وضعف قدرتها على تأمينها، نتيجة الحصار ومفرداته التي طالت جوانب الحياة اليومية كلها، واشتعلت فيها همم الفاسدين من التجار لاقتناص الفرص، وتحقيق مكاسب تفضي بالضرورة إلى سرقة المال ، وتكديسه ليصبح أداة حرب جديدة ضد الحكومة وجهاتها، وإعاقتها في تأمين المطلوب من مقومات المعيشة إلّا بمشاركتهم، وهذه مسألة خطرة نلمس تفاصيلها على مدار الساعة, سواء من خلال ارتفاع أسعار المواد، أم من خلال نقصها وتكديسها في المستودعات، وإطلاق سراحها وقت الأزمات بقصد الكسب المشبوه، وزيادة رأس المال على حساب صحة ومعيشة الوطن والمواطن..؟!

وبالتالي ما يحدث في الأسواق خير دليل على ما نقول، وأسعار المواد من زيوت وسمون وبقوليات، وخضار وفواكه، ومستلزمات يومية أسعارها لا تهدأ, ولهيبها لا ينطفئ، مقابل دخل أصبح لا يغطي حاجة أسرة لثلاثة أيام من الشهر..!

وبالتالي جميعنا يحترق بالأسعار، وحالات الغلاء المستمرة, ورقابة النوع والكم التابعة ” 24 جهة” لم تستطع إطفاء لهيبها، فكيف هو الحال في غاباتنا التي تحترق بفعل فاعل يقف خلفها فساد تجار، وأهل غدر وخيانة ممن يمتهنون مهنة المتاجرة بالحطب، وغير ذلك من دوافع رخيصة تقف وراء حالات الاعتداء والتحطيب الجائر، الذي خسرت به الدولة والمجتمع آلاف المليارات من الليرات، وضياع عقود من الزمن احتضنت الرعاية والاهتمام بالغابات، التي تعدّ الثروة الطبيعية الأهم والأغلى, لهذا السبب وغيره كان الاستهداف المباشر لأهل الفساد، للغابات التي نجت من تخريب العصابات الإرهابية المسلحة على مدار سنوات الحرب، وحالات الاشتعال والحرق المباشرة التي نفذتها، والفاسدين من أهل التحطيب الجائر، واستهدافهم بصورة مباشرة الحراج والأشجار الحراجية المعمرة للمتاجرة بها، واستغلال الناس في الحصول على وسائل التدفئة بعد تراجع مقومات التدفئة، كالمحروقات والكهرباء وضعف الحكومة في تأمينها..!

إذاً خلاصة القول جميعنا يحترق بلهيب الأسعار وفقدان المواد وتذبذب أسعار الصرف، وفساد التجار، وأهل الخبرة والدراية في بعض مفاصل العمل في الجهات العامة, وغير ذلك كثير, إلى أن وصل لثروتنا الحراجية، فمن الذي يحترق نحن أم غاباتنا، أم نحن جميعاً؟!

Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
خطاب الدجل والاستعراض بحث سبل تعزيز التعاون بين وزارة الصحة والتحالف العالمي للقاحات بنسبة 5%.. تخفيض أسعار الغزول القطنية للمرة الثانية هذا العام الطيران المروحي يشارك في إخماد حريق بين الحصن والحواش بريف حمص الغربي مصادر خاصة: اللقاء بين الرئيسين الأسد وبوتين حمل توافقاً تاماً حيال توصيف المخاطر والتوقعات والاحتمالات المقبلة وزارة الثقافة تمنح جائزة الدولة التقديرية لعام 2024 لكل من الأديبة كوليت خوري والفنان أسعد فضة والكاتب عطية مسوح الإبداع البشري ليس له حدود.. دراسة تكشف أن الإبداع يبدأ في المهد تضافر جهود الوحدات الشرطية في محافظة حماة يسهم في تأمين وسائط النقل للطلاب وإيصالهم إلى مراكز امتحاناتهم الرئيس الأسد يجري زيارة عمل إلى روسيا ويلتقي الرئيس بوتين بايدن - هاريس - ترامب على صف انتخابي واحد دعماً للكيان الإسرائيلي.. نتنياهو «يُعاين» وضعه أميركياً.. الحرب على غزة مستمرة و«عودة الرهائن» مازالت ضمن الوقت المستقطع