ارتفاع سعر غرام الذهب يحرم المقبلين على الزواج من شرائه ويدفعهم إلى الاستعانة بالبدائل
تشرين- دينا عبد:
جراء ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات تفوق دخل الشريحة الأكبر؛ يستعيض الشباب المُقبل على الزواج بالذهب المقلد المُسمى ( البرازيلي) بدلاً من الحقيقي؛ فظاهرة انتشار محال بيع هذه الإكسسوارات انتشرت منذ بدء ارتفاع أسعار الذهب الحقيقي، وازدادت أعدادها لأنها تلبي احتياجات الشباب المقبلين على الزواج.
منال فتاة موظفة اختارت أن تشتري الذهب البرازيلي بالاتفاق مع خطيبها لأسباب عدة أهمها؛ الادخار لشراء مستلزمات المنزل الأكثر أهمية من الذهب.
وفي الموضوع نفسه، تشير ريما إلى أنّ الذهب البرازيلي في شكله لا يختلف عن الحقيقي؛ لكن الفرق أن سعره يبقى أرخص بكثير، فعلى سبيل المثال أقل طقم ذهب يُباع بعشرات الملايين، وذلك نظراً لارتفاع سعرغرام الذهب عيار 21 في الأسواق إلى ما يزيد على ٦٥٠ ألفاً للغرام الواحد، ولا يكون وزنه كبيراً؛ بينما يُباع طقم الذهب الروسي بـ 250 ألف ليرة، وفي المحصلة تبقى النتيجة واحدة من جهة المظهر الاجتماعي أمام الناس في حفلة الزفاف، لكن الفرق هو الحل لمشكلات كثيرة في حفل الزفاف.
بينما ترى أم محمد وهي أم لثلاث بنات مقبلات على الزواج، أنّ إحضار الذهب الأصلي قديماً كان شرطاً أساسياً من شروط إتمام الزواج، لكن في ظل الظروف الاقتصادية تعدّ أم محمد الذهب الأصلي عبئاً على العريس خاصة مع ارتفاع سعر الغرام الواحد، لذلك فهي تؤيد استخدام الذهب البرازيلي باعتباره بديلاً جيداً عن الأصلي، وتفضل رصد مبلغ الذهب الحقيقي للإنفاق على احتياجات أخرى أساسية.
ويؤكد صاحب أحد المحلات التي تبيع الذهب البرازيلي “مروان” أنّ هناك إقبالاً من الراغبين بالزواج على شراء محابس من النوع المقلد؛ بينما الفتيات يشترين طقماً كاملاً من الذهب المقلد، وهو عبارة عن عقد وإسوارة وحلق بسعر ٣٠٠ ألف ليرة، وهذا السعر لا يشتري غرام ذهب حقيقي.
ويشير مروان إلى أنّ الذهب البرازيلي بات الحل الوحيد وملجأ العديد من الشباب والفتيات المقبلين على الزواج بالاتفاق مع الأهل والعروس؛ لأنه الملاذ الوحيد لإتمام الزفاف نتيجة ارتفاع أسعار الذهب الحقيقي إلى أرقام خيالية، وعدم القدرة على توافر كل مستلزمات الزواج.
وكان رئيس جمعية الصاغة غسان جزماتي قد صرح أنّ تسعير هذا النوع من الذهب (البرازيلي) لا يتم عن طريق جمعية الصاغة، وأنّ سعره يحدد من قبل أصحاب المحلات التي تبيعه وأصحاب هذه المحلات غير منتسبين لجمعية الصاغة ولا تشرف الجمعية على عملهم.
بدوره خبير التنمية البشرية وتطوير الذات م. محمد خير لبابيدي، بيّن أنّ من ميزات المجتمع الحي والمرن التأقلم مع الظروف المتغيرة والطارئة، والبحث عن بدائل، ومجتمعنا أثبت عبر مختلف الأزمنة والأزمات والمتغيرات أنه مجتمع حي من جهة؛ ولا يخلو من الرحمة كونه ينهل من روحانيات وأخلاقيات الأديان السماوية التي كانت أرضه مهداً لها.
وفيما يخص الحالة الاقتصادية الصعبة التي نعيشها، يسعى مجتمعنا للتخفيف من آثارها عن مختلف فئاته وخاصة الشباب، فنرى الكثير من العائلات بدأت تعمل على دعم شبابها في مصاريف الدراسة والزواج وحتى تأمين فرص عمل ….
فمثلاً على صعيد الزواج نرى الأمهات وأحياناً الأخوات يبعن قليلاً من مصوغاتهن الذهبية لشراء قطعة ذهب لعروس ابنهن وأخيهن، وهذا أمر معروف في مجتمعنا ومرحب به.
ولكن؛ ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار بشكل كبير ويفوق المعقول، يلجأ المجتمع بشكل طبيعي إلى فكرة الإلغاء أو الاستبدال
ومن هنا نرى أن فكرة استبدال الذهب الحقيقي بما يعرف بالذهب البرازيلي فكرة مقبولة، وضرورة تفرضها الظروف الاقتصادية الصعبة، التي يعزف بسببها الكثير من الشباب عن الزواج، وبالتالي تزداد بذلك ظاهرة ما يسمى (العنوسة) إن لم يطرح المجتمع حلولاً سهلة بديلة وهذا ما يحدث اليوم؛ ففكرة الذهب البرازيلي هي من الأفكار البديلة والحلول المقبولة لمساعدة الشباب على الزواج، والتخفيف من أعبائه الثقيلة عن كاهلهم.