مركزية القدس في الاستراتيجية العربية بمواجهة الصهيونية المتآكلة من ضربات المقاومين

تشرين – بارعة جمعة:
جغرافياً القدس هي قضيتنا، وحيوياً هي المركز، وإن امتدت أطماع الصهاينة خلف أي مشروع كَبُر أم صغُر، امتد أم انحسر، فالقضية هي غزو ثقافيٌّ فكريٌّ حضاريٌّ، يستهدف المنطقة برُمّتها، لكن يبقى السؤال: هل فلسطين هي ضمن مركزية أي مشروع عربي، أم إن الأمر بدهي ولا يحتاج إلى نقاش؟!
الكثير من التساؤلات قدّمها رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة الدكتور إبراهيم سعيد ضمن محاضرة يوم القدس الثقافي في مركز أبو رمانة بإدارة وحوار الدكتور يوسف أسعد عضو مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية «سورية» وحضور الدكتور خلف المفتاح رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية- سورية، والسفير اليمني في سورية عبد الله صبري، وعدد من ممثلي المنظمات الفلسطينية في سورية.
مقاربتان من نوع مختلف، قدمهما الدكتور سعيد ضمن حديثه مع الحضور أكدتا رمزية القدس الشريف ومركزيته ضمن مشروعين: الأول صهيوني استعماري غربي، والثاني مقاوم له ضمن حدود منطقتنا، التي لابدّ أن تثبت مركزية فلسطين ضمن مشروعها التي اتضحت بالضرورة أنه لابدّ من السير قُدُماً والنهوض لأخذ مكاننا الجغرافي الصحيح على الخريطة والأرض.
يتقاطع المشروعان في نقطة واحدة هي فلسطين، وبما أن الترميز يحمل دلائل ومؤشرات بمصطلح واحد، وفق رؤية الدكتور سعيد، من الواجب أن نستخدمه بأبعاد مختلفة تخدم القضية، إلى جانب الوعي وإدراك خطورة المشروع الصهيوني الاستعماري.
الإستراتيجية الصهيونية الفكرية وكيف للعرب التحرك والرد، كانت أكثر محاور الجلسة جدلاً لدى الدكتور سعيد، نظراً لقيام الفكر الصهيوني على قاعدة هرتزل المؤسس الفعلي للصهيونية، الذي خاطبهم قائلاً: «إننا من أجل أوروبا نقوم بدور الحارس ضد العرب لحماية الثقافة الغربية»، تصريح خطير عدّه الدكتور سعيد من أهم الأمور الفكرية المركزية لفهم حقيقة الكيان الصهيوني، القائم على تمثيل ثقافة الغرب ووجوده في المنطقة، من خلال جلب الاستثمارات والبحث العلمي للعب دور القائد والفاعل لها في المنطقة.
أفكار هرتزل توضح أن الكيان الذي يُقام في فلسطين يحرس الحضارة الغربية، كما لسكرتير نابليون الثالث آرنست هارد توجه لليهود أيضاً حيث قال: «ستكونون حملة الحضارة إلى شعوب مازالوا في الأغراب»، نعم هي ثقافة تعميم الغرب والصهيونية، وفق الدكتور سعيد، التي مازالت حتى اليوم تخشى شروق شمس العرب، معلنة النصر، فالمنطقة لا تحمل مشروعين، كما أن إستراتيجية العبقرية والموت لـ«بن غوريون» القائمة على تطويع القوة للوصول إلى الهدف، عبر لمّ شتات اليهود بفلسطين، وإضعاف العرب بعدم تمكينهم من امتلاك قوة العلم والتكنولوجيا، تثبت المشروع الصهيوني في المنطقة.
بعض الحقائق لا نستطيع التعامل معها ولا الوقوف أمامها أيضاً، لكن إن أردنا فالميدان لنا، معانٍ أكدها سعيد في مقاربته لحال الكيان الصهيوني المتآكل من ضربات المقاتلين والمجاهدين في القدس المحتلة، التي لم تسلم من فكر الصهيونية المتربع على قائمة الاحتلال والمستهدف كل شبر من أرضنا العربية عبر منهجية الاستيطان والاهتمام بتفاصيل الأرض والمياه.
لكن مادامت المساحة ضيقة، فماذا يترتب على الإستراتيجية الصهيونية – يتساءل الدكتور سعيد- صغر المساحة فرض إستراتيجية حربية لا تعتمد الحرب الخاطفة، وهنا يبرز دورنا كعرب في دعم الفلسطينيين لأقصى درجة ممكنة، داعياً الجميع لتقديم ما عنده من إمكانات إلى جانب المقاومة التي حملت القدس في العنوان والقلب معاً، فلنكسر الحلقة بمساعدة المقاتلين الأبطال في الساحة الفلسطينية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
المقداد: العدوان الإسرائيلي على غزة أسقط شعارات الغرب ومزاعمه وكشف نفاقه وافتقاره للقيم الإنسانية أعمال تنتيج مواد شهادة التعليم الأساسي لا تزال مستمرة والإعلان عن موعد إصدار النتائج قبل 48 ساعة 1200 فيلم وسيناريو تقدّم للمشاركة في مهرجان كوثر الدولي السينمائي في إيران "الزراعة" تناقش الخطة الزراعية المقبلة: وضع رقم إحصائي ومراجعة بروتوكول إنتاج بذار القمح والترقيم الإلكتروني لقطيع الثروة الحيوانية برنامج ماجستير تأهيل وتخصص في التنمية المجتمعية بالتعاون بين الجامعة الافتراضية السورية ومؤسسة التميز التنموية إطلاق أول اجتماع لشرح آليات تنفيذ دليل التنمية الريفية المتكاملة في طرطوس وزارة الداخلية تنفي ما يتم تداوله حول حدوث حالات خطف لأشخاص في محلة الميدان بدمشق على خلفية مشكلة خدمة دفع الفواتير عبر الشركة السورية للمدفوعات.. "العقاري": السبب تقطع في خطوط الاتصال وتم الحل المشهد الأميركي- الانتخابي والسياسي- يتخذ مساراً تصاعدياً بعد محاولة اغتيال ترامب.. لماذا إقحام إيران؟.. بايدن يُمهد لانسحاب تكتيكي ويلمح إلى هاريس كـ«رئيسة رائعة» أول تجربة روسية للتحكم بالمسيرات عبر الأقمار الصناعية