موجة الحر ترفع مستوى تأهب مزارعي الخضار إلى الدرجة القصوى.. مطالب بزيادة المخصصات من المازوت وتأهيل المزيد من شبكات الري
تشرين- عمار الصبح:
رفعت موجة الحر المستمرة بأيامها الثقيلة مستوى التدابير التي اتخذها المزارعون في محافظة درعا، لتفادي أضرار هذه الموجة وإنقاذ محاصيلهم من الخضار الصيفية، عبر زيادة عدد مرات السقاية اليومية وهو الأمر الذي ضاعف فاتورة المحروقات اللازمة للري وخصوصاً بالنسبة للآبار التي ما زالت تعمل على المولدات.
مزارعون تحدثوا لـ”تشرين” عن أضرار مباشرة لحقت بالمحاصيل نتيجة موجة الحر، بسبب الإجهاد الحراري الذي تعرضت له بفعل درجات الحرارة المرتفعة، فيما أشار البعض إلى ارتفاع فاتورة التكاليف، والتي زادت نتيجة الإجراءات التي اتخذوها للوقاية.
وأوضح أحد مزارعي الخضار في منطقة الصنمين أنّ محصول البندورة الذي يعد الأهم، تأثر بارتفاع الحرارة التي تجاوزت معدلاتها بنحو ثماني درجات مئوية، وخصوصاً تلك المزروعة باكراً حيث ظهرت عليها آثار الحر الزائد والإجهاد الحراري من خلال يباس المجموع الخضري، وتأثر الثمار التي لم تصل إلى حجمها الكامل، وهذا ما فرض عليه وعلى غيره من المزارعين- حسب قوله- الاستنفار طوال أيام الحر الطويلة، واتخاذ تدابير احترازية عاجلة تمثلت بزيادة عدد مرات السقاية للتخفيف من آثار الحرارة المرتفعة لوقاية المحصول من الجفاف والتلف، لافتاً إلى تأثر محصولي الباذنجان والفليفلة أيضاً بارتفاع الحرارة وبنسب متفاوتة، فالعطش الشديد حسب قوله هو العدو اللدود لهما.
ويطالب مزارعو الخضار بزيادة مخصصات المازوت الزراعي بما يتناسب مع الزيادة في تكاليف الري خلال موجة الحر، فضلاً عن المطالبات بتأهيل المزيد من شبكات الري الحكومية التي كانت تسهم بشكل مباشر في تعويض الفاقد المائي وتأمين ريات منتظمة للمحاصيل.
وكان مدير الموارد المائية في محافظة درعا المهندس أحمد محسن أوضح في تصريح له أنّ معظم مشاريع الري في المحافظة تأثرت خلال سنوات الأزمة إما بشكل جزئي أو كلي ومنها شبكات ري السدود ومحطات الضخ وأجسام السدود والمنشآت الملحقة بها، مشيراً إلى أنّه بعد مرحلة التعافي بدأت المديرية باسترجاع هذه المشاريع حسب الأولوية وحسب الوارد المائي لكل سد ومحطات الضخ عليها، وذلك لاستثمارها بالشكل الأمثل وإصلاح وإزالة الانسدادات الطارئة التي تحدث خلال موسم الري؛ لإيصال المياه للفلاحين بالوقت المناسب، وتنفيذ دورات الري بوقتها، بالإضافة لما يتم تنفيذه من مشاريع تعزيل وصيانة الأقنية المائية في بعض البلدات.
وأضاف محسن أنّ المديرية بدأت هذا العام باستثمار السدود التي حظيت بوارد مائي جيد، ومن ضمنها سد عدوان الذي يعدّ من السدود المهمة في المحافظة وتبلغ سعته التخزينية ما يقارب ستة ملايين م3، وهذا السد مُنفذ عليه شبكة ري طوّرت في العام 2006، ولكن بسبب ظروف الأزمة ظلت هذه الشبكة خارج إطار الصيانة، إلى أن تمكنت الكوادر الفنية في المديرية من الوصول إلىها، والبدء بعملية صيانة لهذه الشبكة حيث شملت الصيانة إصلاح سكورة وإزالة الانسدادات.
وأشار مدير الموارد المائية إلى عدد من المشاريع الأخرى التي يجري العمل عليها، ومنها التعاقد مع إحدى المنظمات الدولية لإجراء صيانة سكورة مياه سد الشيخ مسكين، وإصلاح مركز الري لهذه الشبكة الذي خرج عن الخدمة أثناء الأزمة، إضافة إلى إجراء إصلاح وصيانة تعزيل شبكة ري سد سحم الجولان بآليات المديرية وحالياً الشبكة مستثمرة بشكل كامل.