السورية للحبوب تطلب زيادة اعتماداتها الاستثمارية بقيمة 23 مليار ليرة لاستكمال تنفيذ مشروعات حيوية..
تشرين – مركزان الخليل:
لم يكن المدير العام للمؤسسة السورية للحبوب المهندس عبد اللطيف الأمين قلقاً خلال تصريحه لـ”تشرين” على وضع رغيف الخبز, ولا على مادة القمح، بل كان متفائلاً، مؤكداً عدم الخوف على مخزون القمح، على اعتبار أنّ الحكومة تقوم بتأمين المادة وفق اتجاهين الأول: من خلال استيعاب أكبر كمية من المحصول وزيادة الكميات المستلمة من المزارعين، حيث تتجاوز الكميات المستلمة حتى تاريخه ضعف الكميات التي تم استلامها خلال العام الماضي، وتوقع الوصول إلى استلام أكثر من 750 ألف طن لزوم رغيف الخبز، بغض النظر عن استلامات مؤسسة إكثار البذار ووزارة الزراعة .
الأمين : أنفقنا 19.4 مليار ليرة على عمليات الاستبدال والتجديد ونسبة التنفيذ 95 بالمئة
والاتجاه الثاني: يكمن في استمرارية توريدات العقود من القمح، التي تسعى الحكومة لتأمينه وتوفير مخزون احتياطي لتغطية حاجة البلد من مادة الدقيق التمويني لزوم إنتاج رغيف الخبز, وفق المواصفات المطلوبة.
وأوضح الأمين أنّ هذا الإجراء لا يمر من دون معوقات، وصعوبات فرضتها ظروف الحرب الكونية، وخروج مساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة، من دون أن ننسى (حرامية) القمح من قبل الاحتلالين الأمريكي والتركي وأدواتهما الإجرامية من الإرهابيين في منطقة الجزيرة، والتي تعدّ الخزان الغذائي لسورية، والصعوبات التي لا تقل خطورة عما ذكرت، هو الحصار الاقتصادي والعقوبات الاقتصادية، التي تمنع توافر مستلزمات الإنتاج، وخاصة لجهة المحروقات والأسمدة والمعدات الزراعية، ومستلزمات الصيانة للمطاحن والصوامع، وخاصة التي دمّرها الإرهاب، والجانب المهم في نشاط المؤسسة خلال النصف الأول من العام الحالي، والذي أكده الأمين هو الجانب الاستثماري الذي حققت فيه المؤسسة نسبة تنفيذ تجاوزت سقف 95%، شملت عمليات التأهيل لخطوط الإنتاج في المطاحن، وأعمال الصيانة لتأمين استمرارية إنتاج الدقيق، وفق أولويات تسمح باستمرار تأمين المادة من دون توقف، وذلك للمطاحن التي هي قيد الاستخدام والإنتاج الفعلي مع الحفاظ على سوية عمليات التأهيل، التي تتم على المطاحن التي تعرضت للتخريب من قِبل العصابات الإرهابية المسلحة، حيث تمّ إنفاق ما يقارب 19,4 مليار ليرة من أصل اعتمادات فعلية، تمّ رصدها خلال العام الحالي، قدرت قيمتها بحوالي 23 مليار ليرة، أنفقت على مشروعات البنية التحتية والخدمية، إلى جانب عمليات التأهيل وبناء مواقع وتجهيز مستودعات، واستبدال وتجديد مطاحن قديمة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مطحنة تل بلاط في اللاذقية، وابن الوليد في حمص، مع تجهيز مطاحن جديدة في تلكلخ, وإنشاء وتجهيز خمس مطاحن آلية جديدة، مع الموقع العام ومستودعاتها مع صومعة في محافظة السويداء، من دون أن ننسى الجانب الاستثماري المتعلق بتأمين خدمات البنية التحتية وتجهيزاتها في الصوامع والمطاحن التابعة للمؤسسة في بقية المحافظات، من أجل رفع سوية العمل وتأمين الجودة المطلوبة للمنتج الأساسي “الدقيق التمويني”.. .
وأوضح الأمين أنّ الاعتمادات التي تم رصدها للعام الحالي، تمّ إنفاقها بالكامل خلال النصف الأول من العام الحالي، وذلك لضرورة العمل وتامين مستلزمات العملية الإنتاجية، وزيادة طاقاتها بما يتماشى مع الحاجة الفعلية للدقيق، وهناك مشروعات حيوية لا بد من إنجازها خلال الفترة الحالية، منها على سبيل المثال صومعة جب ماضي ومسكنة، وتأهيل صومعة طرطوس، وهذه الأعمال وحدها تحتاج لإنفاق استثماري تقدر قيمته بحوالي 24 مليار ليرة .
ومن الجدير ذكره أنّ المؤسسة تحاول تأمين السيولة والاعتمادات المطلوبة، بالاعتماد على الإمكانات المتوافرة لديها، وتطبيق مبدأ المقايضة في تنفيذ الأعمال، وخاصة لجهة بيع مادة الكسبة وبعض المنتجات لقاء تنفيذ المشروعات، بدليل تنفيذ عقد تأهيل صومعة تل بلاط بقيمة 11 مليار ليرة .لذا طلبت المؤسسة من الجهات الوصائية ضرورة توافر إنفاق استثماري جديد، قيمته 23 مليار ليرة؛ لتنفيذ المشروعات الجديدة لزيادة الطاقات الإنتاجية للمطاحن، وتوسيع الحالة الاستيعابية لبعض الصوامع القائمة والجديدة .
وبالتالي تنفيذ هذه المشروعات من شأنه توسيع المساحة الاستيعابية للصوامع، وزيادة الطاقات الإنتاجية للمطاحن، والتي تعاني ظروفاً إنتاجية صعبة بسبب نقص المستلزمات ومصادر الطاقة وغيرها.