التركيز على تمكين الأفراد المتضررين من الزلزال ومساعدتهم.. مشروع «وتد» منح متدربيه فرصة الدخول إلى سوق العمل

تشرين- سراب علي:
لم يشأ مشروع “وتد” التابع لحملة “وتن”، الذي أطلقته الغرفة الفتية الدولية اللاذقية JCI Lattakia، بالشراكة مع مركز SET، وأكاديمية إيكارد للتعليم المهني في اللاذقية، ومعهد الفجر المهني في جبلة، أن يكون مشروعاً كبقية المشاريع، بل ترك بصمته عند المتدربين، وأسس لهم عملاً مستمراً، سواء في الحلاقة الرجالية أو النسائية أو الطبخ أو استمرار التعليم لطلاب الجامعات والمدارس، منطلقاً من شعار “لأن الأفراد نواة المجتمع وتحفيزهم تمكين له”، حيث ركز على تمكين الأفراد المتضررين من الزلزال ومساعدتهم في الحصول على قوت يومهم بأنفسهم.
دعم ملموس
وهذا ما أكدته السيدة نعمى المحمد أم لأربعة أطفال أصيبوا بحالات صحية حرجة بعد حادث تعرضوا له، والتي استطاعت بفضل دعم مشروع” وتد ” أن تستمر بعملها في الطبخ وتلبية الطلبات للبيوت والمحال والمطاعم، وهي التي تقوم بصنع أشهى المأكولات حسب طلب الزبون، كما أنها اتجهت أيضاً إلى صناعة الحلويات بناء على طلبات الزبائن. وحققت سمعة كبيرة في مدينة اللاذقية، فهي تعمل ضمن منزلها وبالقرب من أبنائها حيث ترعاهم و تلبي حاجاتهم من دون كلل أو ملل.

مديرة المشروع : حفّز اليد العاملة وقدم دعماً دراسياً للطلاب

وتقول نعمى في حديثها لـ “تشرين” : تضرر منزلي من الزلزال ودعمني مشروع “وتد” كثيراً وقدم لي الأدوات والمواد اللازمة في عملي وطورت عملي ومهاراتي، وزادت الطلبات على ما أصنعه من مأكولات، وأصبحت أكثر ثقة بعملي، وبما أنجزه بفضل دعهم وتشجيعهم لي، وحققت دخلاً شهرياً يعينني أنا و أطفالي الأربعة المرضى.
وبيّن الشاب العشريني مصطفى بكور أن دعم مشروع “وتد” لم يكن فقط بتقديم السلات الغذائية والإغاثية بعد تعرضه وعائلته للضرر بسبب الزلزال، بل ساعده المشروع باتباع دورة الحلاقة الرجالية في معهد إيكارد عن طريق الغرفة الفتية الدولية، وأشار إلى أن التدريب في المعهد، وزيارة مراكز الإيواء والحلاقة للموجودين في المراكز، أعطاه قوة وثقة بنفسه، مضيفاً: اليوم أمارس هذه المهنة، وأعيل نفسي ووالدتي.
تنمية المواهب
كما صرّح كل من عمار حبيب الذي اتبع دورة صيانة الجوالات وزوجته السيدة زينب حمود التي اتبعت دورة الحلاقة النسائية في جبلة: فقدنا منزلنا بسبب الزلزال، وكان الدعم ملموساً وحقيقياً من قبل مشروع “وتد ” وساعدتنا الدورات التي اتبعناها في تنمية مواهبنا وتحقيق ذاتنا من خلال ما تعلمناه وعملنا به ، و أضافت زينب: كان لدي خبرة بسيطة في مجال الحلاقة النسائية، ولكن التدريب منحني الخبرة الكبيرة، وأمارس الآن مهنة الحلاقة في منزلي، وأحقق دخلاً يدعمني وأسرتي في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة.
أفعال أكثر استدامة
من جانبه بيّن رئيس مجلس الإدارة المحلي للغرفة الفتية الدولية في اللاذقية جونيور مخول، أن “المشروع جاء بعد استكمال لجنة الاستجابة الفورية، نتيجة كارثة زلزال سورية في شباط الماضي، ضمن حملة (وَتَن) ليصبح العمل أكثر استدامة وفائدة للمجتمع والمتضررين، قائلاً : توجب علينا الانتقال من الأعمال الخيرية والإنسانية إلى أفعال أكثر فائدة واستدامة للمتضررين والمجتمع.

متدربون: دعمه حقيقي ملموس

وحسب مخول يتواءم المشروع مع الاستجابة الفورية للكوارث، وقدم الدعم المادي للمتضررين، فضلاً عن منحهم فرصة التعليم المهني ومنحهم خبرات تفيدهم في الدخول إلى سوق العمل، ليصبحوا أشخاصاً فاعلين في المجتمع، ويستعيدوا أشغالهم وأعمالهم التي خسروها، أو لمساعدتهم في تأسيس أعمال جديدة تمكن الفرد بعدها من أن يعيل أفراد عائلته.
من جانبها مديرة المشروع يمامة أحمد بينت أن (وتد) أطلق مطلع نيسان الماضي، بهدف تحفيز اليد العاملة من متضرري الزلزال في اللاذقية وجبلة، وإيجاد حلول مستدامة لدعمهم، ولكنه توسع وتوجه لدعم بعض الحالات الصعبة التي تخطت ضرر الزلزال، بحيث وصل المشروع لدعم اليد العاملة للمكفوفين ضمن اللاذقية أيضاً وسيبدأ التنفيذ قريباً.
إضافة إلى الحالات التي احتاجت دعماً دراسياً، ونجح مشروعنا في الوصول إلى عددٍ كبير من الأشخاص، ومساعدتهم على الحصول على شهادات معتمدة ليتمكنوا من ممارسة مهنهم.
فائدة كبيرة
وأشارت أحمد إلى تحقيق المشروع أيضاً فائدة كبيرة لأعضاء الغرفة، إذ منحهم خبرة فريدة في القدرة على التعامل مع أفراد المجتمع، وحفز لديهم الجانب الإبداعي لابتكار حلول مستدامة تنمي مجتمعهم، وأصبحوا قادرين على تجاوز ضغوطاتهم والعمل المثمر على الأرض، من خلال توزيع عدد من الأدوات المستدامة، وزيارة الكثير من مراكز الإيواء وصقل مهاراتهم في التواصل الفعال مع المتضررين من مختلف الفئات (شباباً ونساء وأطفالاً وكبار سن ومرضى).

تحفيز اليد العاملة

بدورها، أشارت نائب رئيس مجلس الإدارة المحلي ربى ميهوب إلى أن “وتد “يهدف إلى تحفيز الأيدي العاملة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في تأمين حياة كريمة وصحية للأفراد عبر تدبير الأساسيات لحياتهم؛ مثل الفرشات والحرامات ومساعدات مستدامة، أو لتأمين حياة صحية من خلال تقديم سلات نظافة للمتضررين”.
و”في المرحلة التالية تتابع ميهوب، أجرينا مقابلات مع المتضررين، واخترنا 45 فرداً للالتحاق بأكاديمية (إيكارد) للعلوم المهنية, وانخرطوا في دورات عملية، مثل الحلاقة والخياطة والمحاسبة وصيانة الموبايلات في اللاذقية، وبعد إتمام النصف الأول من التدريب شارك المتدربون في حلاقة شعر متضررين في مراكز إيواء قبل العيد، وبعده في 3 مراكز إيواء كانت بها مراكز حلاقة رجالية ونسائية، إضافة إلى نشاطات مسلية للأطفال, وفي مدينة جبلة طبقنا الخطة ذاتها، وأجرينا مقابلات مع متضررين وسجلنا 35 شخصاً للحصول على دورات مهنية في معهد (الفجر) المهني.
شهادات مهنية
وأشارت ميهوب إلى أن المتدربين سيحصلون على شهادات مهنية مصدقة من الجهات الرسمية، في المؤتمر الختامي، بعد نجاحهم في الامتحان الختامي، إلى جانب منح الحاصلين على المراتب الأولى منهم معدات كاملة تساعدهم على افتتاح مشاريعهم الخاصة، كما سيتم تكليف متدربي مهنة الخياطة بمهمة خياطة (بلوز) للمتضررين في مراكز الإيواء.
كما ركزنا في مشروع (وتد) على الجانب الدراسي، من خلال مساعدة طلاب شهادة الثانوية العامة وطلاب الجامعة، ودعم مشاريع تخرج وتسجيل دورات بمعهد SET حيث ساعد بتسجيل دورات للصيادلة والأطباء وطلاب التحضيرية، إضافة إلى دورات بالإنكليزية والألمانية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار