مع وفرة إنتاجه وارتفاع تكاليف تخزينه.. انتعاش تجارة (التبن) هذا الموسم والأسعار رهينة العرض والطلب
تشرين – عمار الصبح:
مع تراجع وتيرة حصاد محصول القمح في محافظة درعا والذي بات في خواتيمه تقريباً، دخل فلاحو المحافظة في سباق مع التجار لبيع نواتج الحصاد (التبن)، وسط مؤشرات على انخفاض أسعاره هذا الموسم مقارنة مع المواسم الماضية.
هي لعبة تجار يقول أحد الفلاحين في إشارة إلى ما تتعرض له أسعار التبن من مساومة تصل إلى حدّ الابتزاز من قبل التّجار، والذين استغلوا وفرة الإنتاج هذا الموسم لتخفيض الأسعار بسبب المساحات الكبيرة المزروعة، إذ وصل سعر كيلو التبن إلى أقل من 350 ليرة، بينما كان في العام الماضي حوالي 700 ليرة في موسم الحصاد.
ويضيف الفلاح أنّ المعادلة التي كان يعتمد عليها الفلاحون سابقاً والتي تقوم على أساس أن تغطي أثمان مادة التبن تكاليف الحصاد، لم تعد صحيحة هذا الموسم، لافتاً إلى أنّ تخزينه للمتاجرة به من قبل الفلاحين أنفسهم كما كان يحدث سابقاً هو أمر صعب، بسبب عدم توفر الملاءة المادية لدى كثير من الفلاحين وحاجة المادة إلى مواقع للتخزين إضافة لارتفاع أجور نقله من مكان لآخر، وهو ما دفع الفلاحين إلى بيع محصولهم للتجار بأسعار متدنية، حسب قوله.
وأوضح الفلاح أنّ أسعار التبن تخضع للعرض والطلب، ففي المواسم الوفيرة يقل الطلب على المادة فتنخفض الأسعار، فيما ترتفع في مواسم الجفاف كما حصل العام الماضي إذ تخطى سعر الكيلو الواحد من تبن القمح 700 ليرة، ووصل سعر كيلو تبن الحمص والكرسنة إلى 800 ليرة.
انتعاش تجارة التبن هذا الموسم أعاده فلاح آخر إلى وفرة المحصول ما اضطر كثيرين لبيع المادة حسب الأسعار الرائجة لعدم قدرتهم على تخزينها، وحاجتهم إلى السيولة المالية لتغطية نفقات الحصاد، مشيراً إلى عدم إمكانية فرض أسعار موحدة وإلزام التجار بها فالسوق كما يقول تحكمه قاعدة العرض والطلب التي غالباً ما تميل لمصلحة التجار ممن لديهم الملاءة المادية والقدرة على تحمل ارتفاع التكاليف.
ورغم عدم توفر أرقام حول إنتاج المحافظة من مادة التبن، إلا أنّ التقديرات تشير إلى أنّ الإنتاج يفوق حاجة المحافظة بأضعاف ما دفع باتجاه توريده عبر التجار إلى المحافظات الأخرى وخصوصاً القريبة كريف دمشق.
وتشير التقديرات إلى أنّ الدونم الواحد ينتج من التبن الكمية ذاتها التي ينتجها من القمح، ما يعني أنّ إنتاج المحافظة من تبن القمح قد يصل إلى أكثر من 70 ألف طن، وهي الكمية ذاتها المتوقع إنتاجها من القمح.
وحسب قول المهندس أحمد الجباوي فإنّ الإنتاج سواء للقمح أو لنواتج الحصاد (التبن)، تباين بين منطقة وأخرى في المحافظة ففي منطقة الاستقرار الأولى أو في المساحات المروية وصل إنتاج الدونم الواحد من التبن إلى أكثر من 300 كيلو، فيما تراجع الإنتاج في المناطق الأخرى المزروعة بعلاً ليتراوح بين 50 و100 كيلو،
ويشكل التبن الأبيض أحد مخرجات موسم القمح، ويُستخدم في إطعام المواشي من الأغنام والأبقار، ويشتري المربون التبن من الفلاحين ويخزّنونه حتى الشتاء لتقديمه للمواشي، ويعدّ التبن مادة لازمة للعليقة الحيوانية، كما يؤكد أحد مربي الثروة الحيوانية، فبالرغم من تدني قيمته الغذائية، كما يقول، إلا أنّ وجوده يعدّ ضرورياً لأن خلطه بالأعلاف المركبة يسهلّ من عملية الهضم عند الحيوان، ويحول دون تحول الحبوب والأعلاف المركزة إلى عجينة تؤدي إلى اضطرابات هضمية أو ما يسمى ( البشمة ) عند الأبقار خصوصاً وهو ما قد يؤدي إلى نفوقها.