للمرة الثانية… “ما بتتوازن بدونِك” لتشجيع النساء على ركوب الدراجة الهوائيّة 

تشرين- لبنى شاكر: 

وَجه الدراجة؛ مُصطلحٌ ظهر في أوروبا فترة السبعينيات، يزعم مُروجوه أن المرأة التي تستخدم الدراجة الهوائية، ستمتلك وجهاً أزرق بِفعل الهواء حولها، بهدف تخويف النساء من ركوب الدراجة ومُحاربة الحالات التي تجرّأت على التجربة قبل أن تتحوّل إلى ظاهرة…، مُناسبة الحديث عن هذا الادعاء وغيره من الخرافات والأوهام التي رأت في استخدام الشابات والسيدات للدراجة، سبباً في إشكالياتٍ جسديةٍ ونفسيةٍ، وانتقاصاً من مكانتهن في المجتمع، حَملة مؤسسة مَوج التنموية في فيسبوك، التي تسعى لرفع ثقافة استخدام الدراجة الهوائية، وتشجيع النساء اعتمادها كوسيلة نقل تُسهّل وتُعزز مشاركتهن في الحياة العامة، بالتوازي مع مسير الدراجات الهوائية “ما بتتوازن بدونِك”، الذي أقامته المؤسسة للمرة الثانية في مدينة النبك مُؤخراً، بالتعاون مع الاتحاد العربي السوري للدراجات، وعددٍ من المؤسسات الرسمية والفرق التطوعية الرياضية مثل دعسة بسكليت حمص وسلمية ورودرايد.

ضمّ المسير ٢٧٠ شاباً وشابة من عدة مدن ومحافظات، ومن فئاتٍ عمريةٍ متنوعةٍ، سبقه دورةٌ تدريبيةٌ مجانية نفذتها مَوج على مدار خمسة أيام، تعلمت خلالها المُشاركات تقنيات ركوب الدراجة الهوائية وإجراءات السلامة الخاصة، كما قدمت لهن المؤسسة دراجاتٍ لاستخدامها في تنقلاتهن اليومية، حسبما قالت رهف غنيمة مديرة مشروع توازن 2023، مُضيفةً في حديثٍ إلى “تشرين”: المسير الأول عام 2021 لاقى إقبالاً كبيراً بسبب أزمة المواصلات التي تجعل الوصول إلى الجامعة ومكان العمل مشكلة يومية عند الشابات والسيدات، وبسبب إصرار المُستفيدات وعدد ممن يُشاركن في جلسات التوعية في مَوج على الفكرة، أقمنا المسير الثاني، وكان الإقبال أكبر ربما لأن الفعالية الأولى ساهمت حقيقةً في كسر الصورة النمطية تجاه استخدام النساء للدراجات، مع ازدياد أعداد النساء المُعيلات لأسرهن، وحاجتهن الكبيرة لوسيلة نقل تُوفر الجهد وغير مكلفة مادياً.

إضافةً إلى ما سبق، اشتغلت مَوج على استبياناتٍ لمعرفة أسباب عزوف الشابات عن ركوب الدراجة وفي الوقت نفسه الأسباب التي تدفعهن لاستخدامها، وأجرت أبحاثاً ومقابلات مع نماذج مختلفة لشابات وسيدات غيّرت الدراجة حياتهن، لتجاوز الأفكار النمطية المرتبطة بعدم قدرة النساء على ممارسة كل أنواع الرياضة، نشرتها في صفحتها في فيسبوك، مع معلوماتٍ وأفكارٍ تدعم النشاط على الأرض، منها الخطوات اللازمة لضمان الحماية أثناء القيادة، وإمكانية تطوير الدراجة الهوائية بإضافة سلّة تُساعد في التسوق وكرسي آمن للصغار، كذلك ضرورة اختيار الدراجة المناسبة للطول وحجم الجسد ومكان السكن، تقول غنيمة أيضاً: “في المجال الصحي، شاركت صفحة ضمة وردية في حملة مَوج في فيسبوك، لشرح المفاهيم المغلوطة المُنتشرة في عدة بيئات حول ركوب النساء الدراجة”.

من المُشاركات في المسير سلاف أبو السن “46 عاماً”، وهي معاونة مدير المعهد التقاني للاقتصاد المنزلي في النبك، التحقت بالتدريب وشاركت بالمسير، وما زالت تتدرب حتى اليوم، بقيادة الدراجة في الطرقات التي يقل فيها الازدحام، لتقودها لاحقاً في المدينة. تتحدث لـ “تشرين”: “في منطقتنا عندما قادت النساء السيارات قُوبلن بالاستهجان، لكن شيئاً فشيئاً أصبح الموضوع عادياً ومقبولاً، ولم يعد ملحوظاً حتى، وهو ما ينسحب على فكرة ركوب الدراجة التي تستخدمها أعداد قليلة حالياً، تقبلها يحتاج زمناً وممارسة، وعلى العكس سيجد إقبالاً كبيراً بسبب الحاجة التي تفرض نفسها اليوم وكل يوم، إحدى السيدات مثلاً تُعيل أسرتها، وتطبخ في بيتها، ومن ثم فهي توصل الطعام على الدراجة، وأخرى تعمل في توصيل الطلبات، وهناك من تستخدم الدراجة في الوصول إلى عملها في نادي رياضي”.

بدورها هبة الحصيني “38 عاماً”، وهي فتاة من ذوي الهمم، استفادت من الدراجة لجلب حاجيات والدتها يومياً، تقول لـ “تشرين”: “اتبعت دورة مَوج لتعليم ركوب الدراجة، وسررتُ كثيراً بالدراجة التي أهدوني إياها والتشجيع الذي قدموه لي، أتمنى لو يمتلك الجميع دراجاتٍ تساعدهم في قضاء حوائجهم تماماً كما أفعل، أحياناً أركب الدراجة للتسلية وزيارة الأقارب والتسوّق، وفي الطرقات أرى نظرات الإعجاب بقيادتي واعتمادي على نفسي، تعلّمت أن أقود بتمهل مع الانتباه للسيارات حولي”.

يُذكر أن مَوج تعمل كمبادرة إعلام تنموي منذ عام 2014، أُشهِرت قانونياً في سورية عام 2020، وتعمل وِفق 4 برامج رئيسة: دعم التعددية والتماسك المجتمعي، تعزيز مشاركة المرأة في الحياة العامة، تبني وإنتاج إعلام حساس للنوع الاجتماعي، واستدامة الموارد المُتاحة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل