إقبال على سوق الأضاحي وركود الألبسة في مدن ريف دمشق
تشرين – علام العبد:
بدت الحركة الشرائية في أسواق مدن ريف دمشق استعداداً لعيد الأضحى المبارك محدودة خلافاً لعيد الفطر الماضي وسط عوامل أرجعها القطاع التجاري إلى ضعف القدرة الشرائية لأغلبية المواطنين ، فيما يتوقع انتعاش سوق الأضاحي في ظل ارتفاع أسعارها عن العام الماضي بنسب تفوق 50%
ورغم التزاحم في شوارع الأسواق الرئيسة في مدن ريف دمشق فإن نسبة الإقبال على الشراء الفعلي لمستلزمات العيد خاصة الألبسة ضئيلة – وفقاً لتجار – فيما تشهد أسواق في يبرود والنبك ودير عطية عرفت بأسعارها المرتفعة كسوق يبرود إقبالاً إلى حدّ ما من أرباب الأسر الراغبين بشراء كسوة العيد لأبنائهم.
ويبين إبراهيم مقدسي” تاجر ألبسة ” أن الحركة الشرائية التي ترافق حلول عيد الأضحى عادة ما تكون أقل نشاطاً من عيد الفطر نظراً لاهتمام الناس بشراء الأضاحي.
وأشار إلى أن مبيعات قطاع الألبسة انخفضت خلال أيام ما قبل عيد الأضحى مقارنة بعيد الفطر الماضي والسنوات السابقة عموماً، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار السلع الغذائية التي شهدتها الأسواق مؤخراً انعكس على هذا القطاع بشكل مباشر .
لكن وفق مواطنين التقتهم ” تشرين ” فإنّ ارتفاع الأسعار سمة غالبة لدى القطاعات التجارية كافة، فبينما يشكو تجار الألبسة من انخفاض المبيعات وعدم الإقبال على سلعهم يرى مواطنون أن الأسعار فيها مغالاة كبيرة تسعى إلى استغلال حاجة المواطن خلال العيد.
لكن التاجر محمود حمدان من مدينة يبرود، يرى أن تقارب الفترة الزمنية الفاصلة بين الأعياد سببت عدم رغبة الأسر في شراء ملابس جديدة واكتفاء بعضها بشراء ملابس لأطفالهم ، وإن كان يقرّ بحدوث ارتفاع كبير في أسعار الألبسة يترافق مع مواسم الأعياد .
ووفق سعيد معاد ” تاجر إكسسوارات ” أنه إلى جانب اهتمام المواطن بمسألة الأضاحي وأثرها على القطاعات التجارية الأخرى في ظل تآكل الدخل وارتفاع الأسعار لدى القطاعات التجارية كافة إلّا أن الحراك في الأسواق يبدو أنه يعكس حالة من ترتيب الأولويات لدى المواطن.
ويوضح أن الكثير من السلع بات المواطن يلجأ إلى مسألة التقنين فيها إن لم يسعّ إلى حذفها من قاموس الشراء للعيد الحالي اعتماداً على إعادة استخدام مشتريات العيد السابق الأمر الذي أثر على حركة الأسواق بشكل عام .
إلى ذلك، ينتقد مواطنون غياب الرقابة الفاعلة على أسعار الألبسة والتي غالباً لا تتلاءم أسعارها المعروضة مع جودتها وبلد المنشأ والرسوم الجمركية .
وأشاروا إلى أن صرف الرواتب قبل حلول العيد وطول الفترة الزمنية لاستلام الموظفين رواتب الشهر التالي أوجد ضغوطاً مالية جعلت من الإقبال على شراء متطلبات العيد أمراً ثانوياً خاصة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق.
وفي السياق ذاته، رغم ارتفاع أسعار بيع الأضاحي إلّا أن سوقها يشهد انتعاشاً ملحوظاً حيث تراوح سعر كيلوغرام العجل للأضحية الحي بين 36 إلى 38 ألف ليرة للكيلوغرام الواحد حي خلافاً عن العام الماضي الذي وصل فيه سعر كغ الأضحية إلى 10 آلاف ليرة للكيلوغرام الواحد.
بدوره بين عضو غرفة تجارة ريف دمشق السيد سامر الزحيلي أن الأسواق وإن بدا عليها الحراك خلال الأيام الثلاثة الماضية إلّا أنها لا يمكن أن تحدث نوعاً من الموازنة مقارنة بحجم الركود الذي شهدته خلال الشهور الماضية. وعدّ أن أسعار الألبسة التي طالها ارتفاع كبير تشكل عبئاً على المواطنين لافتاً إلى أن ارتفاع الكلف المعيشية خاصة ما يتصل بالغذاء وعدم تحسن الرواتب كان له أثر كبير في حالة ركود الأسواق.