الطبقي المحوري في مشفى مصياف الجهاز الوحيد بالخدمة في محافظة حماة..!
تشرين – زهور كمالي:
يتوافد المرضى من كل حدب وصوب إلى مشفى مصياف الوطني لإجراء صورة طبقي محوري .. من حماة وريفها و تلكلخ وطرطوس مؤخراً، فهو الجهاز الوحيد الذي مايزال بالخدمة من بين الأجهزة في المشافي الوطنية في محافظة حماة، حيث يحتاج المريض إلى حجز دور ليجري صورة بعد خمسة أشهر إن لم يكن في حالة إسعافية، أحد المرضى يشرح قائلاً: “يمكن موت وما يجي دوري”.
بعد أتمتة المشفى يجري العمل على مشروع الربط الإلكتروني مع وزارة المالية
رئيسة قسم الأشعة في المشفى لميس مخلوف التي تستقبل المرضى برحابة صدر وبما تحلت به من أخلاق وصبر لتخفف عن مريض قطع عشرات الكيلومترات لإجراء صورة طبقي محوري بينت أنه منذ اسبوع بدأنا نستقبل طلبات المرضى لإجراء ” تصوير طبقي محوري” من محافظة طرطوس ومن مشفى الباسل يتم تحويل الحالات إلى مشفى مصياف ومن كل مشافي محافظة حماة بعد تعطل الأجهزة منذ أكثر من 3 أشهر إلى أن وصل تأجيل دور المريض إلى خمسة أشهر قادمة، وهذا في الحالات الباردة، أما الإسعافية فلا يمكن تأجيلها وكذلك الدماغية والأورام… والجهاز لا يتوقف عن العمل حتى أيام العطل وعملنا مستمر مع الحرص الشديد على ديمومته كي لا يتعطل و يتم تخديم أكبر عدد ممكن من المرضى وأغلبهم غير قادر على دفع تكاليف هذه الصورة والتي تقدر تكلفتها ب200 ألف ليرة أو 600 – 800 ألف ليرة إذا كانت مع إبرة الحقن.
وتتابع حديثها: أشعر بالإحراج من مريض سينتظر دوره 4-5 أشهر، أحاول إقناعه بشرح الأسباب وأعده بتقديم الدور فيما إذا تم إصلاح أحد أجهزة المشافي العامة.
أثناء الحديث مع رئيسة القسم جلس مريض في السبعين من عمره لاستكمال تسجيل طلبه وبعد أن علم أن دوره بعد 5 أشهر قال:” والله يا بنتي يمكن موت وما يجي دوري”.
“تشرين” التقت مدير الهيئة العامة لمشفى مصياف الوطني الدكتور ماهر اليونس الذي أوضح أنه يوجد ضغط كبير على جهاز الطبقي المحوري لأنه الجهاز الوحيد الذي يعمل في محافظة حماة بعد تعطل الأجهزة في كل من مشفى حماة- الأسد الطبي – السقيلبية- السلمية حيث يتم تحويل كل الحالات المرضية التي تحتاج لصورة طبقي محوري إلى مشفى مصياف الوطني، ويومياً يتم تصوير من 80-100 صورة علماً أن الجهاز غير مهيأ لمثل هذا الكمّ من الصور لكونه قديماً ويعمل منذ عام 2007 وطاقته القصوى 20 صورة في اليوم ومع كثرة الحوادث التي تحصل يحتاج بعض المصابين إلى صورة الطبقي وهذا الحالات لا يمكن تأجيلها، وأكد اليونس أن عدم توافر الجهاز في المشافي والمراكز الخاصة إلا في مدينة حماة شكل ضغطاً كبيراً وتأخر دور المريض لأشهر، وسابقاً لم تكن تتجاوز مدة الدور من 10-15 يوماً ونخشى أن يتوقف الجهاز عن العمل في أي لحظة وقد تطول فترة إصلاحه لعدم وجود عقد للصيانة.
وبشكل عام يوجد مراجعون بأعداد كبيرة لاسيما العيادات الشاملة ويقدر عددهم بين 600-700 مراجع يومياً وقسم الإسعاف من 500-600 مراجع يومياً أما العمليات الجراحية فتصل إلى 50 عملية بين إسعافية وباردة و25 عملية غسل كلية، وفي شهر أيار الماضي بلغ عدد المراجعين لقسم الإسعاف بسبب الحوادث 1836 شخصاً وفي نيسان 1509 وبيّن أن المشفى يخدم مساحة جغرافية واسعة يصل عدد سكانها إلى مليون نسمة.
الربط الإلكتروني
في جانب آخر تحدث مدير المشفى عن مشروع جديد يتم العمل عليه وهو الربط الإلكتروني المالي مع وزارة المالية، ولإنجاز هذا المشروع يحتاج إلى فريق عمل من الوزارة لربط المشفى مع وزارة المالية ومن خلال هذا الربط الإلكتروني يصبح بإمكان الوزارة معرفة كل ما يوجد لدى المشفى من حسابات- صرفيات – اعتمادات….
وأشار اليونس إلى أن مشفى مصياف هو الأول بين المشافي الوطنية بإنجاز مشروع الأتمتة بنسبة 100٪ وهذا كان بتوجيه من الحكومة للتحول الرقمي.
كما تم إحداث بنك دم في المشفى وحسب تقييم إدارة بنك الدم يعد الأفضل بين بنوك الدم في القطر.
تشرين حاولت الاتصال مع مديرية صحة حماة حول أسباب توقف تلك الاجهزة في مختلف المشافي العامة، لكن لم يأتِ الرد وفيما إذا كان من أمل يلوح في الأفق بإصلاح أي من تلك الأجهزة.
واخيرأ نقول: يستحق مشفى يقدم كل هذه الخدمات لأكبر شريحة من المحتاجين وغير القادرين على دخول حتى عتبة مشفى أو مركز خاص لإجراء أبسط نوع من التحاليل أو دفع أجور معاينة طبيب، أن يحظى هذا المشفى باهتمام ودعم من الوزارة او مديرية الصحة أو من المنظمات بدءاً من رفده بالأطباء الاختصاصيين لاسيما بعد هجرة العشرات منهم، أو بتزويده بأجهزة حديثة والتي تهالك أكثرها نتيجة تحميلها أكثر من طاقتها أو بسبب انتهاء عمرها الزمني.