«رحلة يوسف» ينال جائزة أفضل سيناريو في مهرجان الدار البيضاء.. الكاتب وسام كنعان: الفيلم لم يشارك إلا بالمهرجانات الرصينة والمحترفة والمهمة
تشرين- ميسون شباني:
حصل فيلم رحلة يوسف على جائزة أفضل سيناريو في المسابقة الرسمية لمهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي. وكانت قد شاركت المؤسسة العامة للسينما في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في دورته الرابعة للفيلم العربي وذلك عبر الفيلم الروائي الطويل “رحلة يوسف” إخراج جود سعيد والفكرة للفنان أيمن زيدان وجود سعيد وصاغ السيناريو الخاص به الصحفي وسام كنعان بمشاركة مخرج الفيلم.
ويرصد الفيلم رحلة جد يحمل حفيده بحثاً عن أمل مفقود أملاً بحياة أفضل وهو من تمثيل: أيمن زيدان، ربا الحلبي، سامر عمران، وائل أبو غزالة، سيرينا محمد، نور الصباح غزال، حيان بدور، أحمد درويش، هبة زيني، جواد السعيد، سامر إبراهيم، ليلى إبراهيم وسمير منون.
مهرجانات دخيلة
حول مشاركة الفيلم بالمهرجان أوضح كاتب الفيلم الصحفي وسام كنعان لـ«تشرين» أن المهرجانات بالنسبة للفيلم السينمائي هي بمنزلة رئة ومنفذ حقيقي وسوق للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، لكن المشكلة أن هناك كمّاً كبيراً من المهرجانات الدخيلة التي لا يتوافر فيها الحد الأدنى من الشروط الاحترافية والمنطق الصحيح في بناء المهرجان، دخلت على الخط وصار البعض يتباهى بعرضه أفلاماً في ذكر المهرجانات أو لنيله جوائز.
مشاركة رصينة واحترافية
وبالنسبة لنا.. أعتقد أن هذه المشاركة تتقاطع مع كل صنّاع الفيلم وعلى رأسهم ربّان الفيلم المخرج السينمائي جود سعيد لأن الفيلم لم يشارك إلا بالمهرجانات الرصينة والمحترفة والمهمة.
ويستكمل كنعان: إن باكورة مشاركاته وعرضه الأول كان في مهرجان القاهرة السينمائي وهو المهرجان الدولي الوحيد في الوطن العربي، واحد من أهم المهرجانات في الشرق الأوسط، مهرجان له تاريخ حافل، يجمع عروضاً من كل أنحاء العالم، يستقطب خبرات سينمائية ذات مستوى عال، ونجوماً عالميين يشاركون في المهرجانات وتحكيم الأفلام، بالإضافة لتنافسية كبيرة مع أهم صناع السينما العربية في منطقتنا ومنطقة المغرب العربي، وغيره..
وحول أهمية هذه المشاركة يشير كنعان إلى أن هذه المشاركة كانت مهمة، فاليوم يشارك الفيلم في مهرجان عربي صغير لكنه محترف، ومهرجان أوروبي معني في السينما العربية أو في الحالة المشرقية إن صح التعبير وبالتالي هي منفذ وحضور مهم على شرائح مختلفة من الجمهور، المشاهدون ربما يكون عندهم أسلوب مختلف في التقييم والتلقي، هذه أهمية المشاركة في المهرجانات، وفي المهرجانين هذين على وجه الخصوص.
خصوصية العرض السوري
وشدّد كنعان على أن أهم ما يمكن أن يكون لهذا الفيلم هو عرضه في سورية والمحافظات، وطرحه في دور العرض، ووصوله للمشاهد السوري، فحتى عائلتي والمقربون مني لم تتح لهم فرصة مشاهدة الفيلم. بالنسبة لي الجائزة الكبرى هي عرضه للجمهور السوري ووصوله لأكبر عدد منهم.. هذا ما نتمناه، ولكن للأسف دائماً صناعة الفيلم تحاك ببطء شديد، نحن انتهينا من تصويره منذ سنتين، وأخذت العمليات الفنية وقتاً طويلاً، إضافة لتوقف تصويره بسبب كورونا، الآن الأهم هو أن يعرض على الجمهور السوري.
شراكة حياتية
وعن الشراكة التي تجمعه بالمخرج جود سعيد يقول كنعان : هي شراكة حياتية، نحن أصدقاء بشكل يومي، نعمل معاً في بعض الأحيان لننقل هذه التقاطعات الحياتية العميقة.. و هذا التقارب الإنساني فنحاول أن نتوجه بمنجز مهني، حيث إننا نتفق في الكثير من الأشياء ونختلف في الكثير من الأشياء أيضاً، وبالتالي ليس بالضرورة أن نكون على ضفة واحدة دائماً، وممكن أن نكون على النقيض في بعض الأحيان، ربما يكون هناك تجاذبات كبيرة وصحية، وأعتقد أن هذا العمل هو تتويج للشراكة الإنسانية وللتقارب على مستوى التفكير والهموم ومستوى كيف نرى الحياة نحن الاثنين. وهذه التقاطعات تحدث في الكثير من الأماكن، والاختلافات تحدث، وهي، ملح الحياة تمنح هذه العلاقة صدقاً حقيقياً، هذه الشراكة قائمة على هذا المنطق، أنجزنا هذا الفيلم، لا أعرف إذا كنا سنعمل على فيلم جديد ، أو ربما مسلسل.
فقد قمت بالعمل على قصة مسلسل وأسست له. لا أعرف إذا كان بسبب استثنائية فكرته وخروجه خارج السياق وعدم التفكير بمنطق تجاري سيحظى بفرصة إنتاجية لائقة ليتاح لنا فرصة كي يبصر هذا العمل النور، وعلى الرغم من عدم درايتنا إن كنا سنجدد هذه الشراكة أم لا ولكن الشراكة الحياتية والإنسانية قائمة ومستمرة وجذورها ضاربة في الأرض.. وتبدو كعلاقة أخين يجري في عروقهما دم واحد.