سورية ومؤتمرا بطرسبورغ وبروكسل؟!.
شاركت سورية في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي 2023 SPIEF بنسخته /26/ بوفد اقتصادي برئاسة السيد وزير المالية كنان ياغي، والمنتدى يعقد في مدينة سان بطرسبورغ الجميلة وهي ثاني أكبر مدينة في روسيا ويمتد من تاريخ 14/6 وحتى 17/6/2023، وتأسس المنتدى سنة /1997/ ويعقد دوراته بشكل سنوي ومنذ سنة /2005/ يحضر المؤتمر الرئيس الروسي، وشهد المؤتمر حضوراً غير مسبوق، إذ حضر المؤتمر أكثر من /17000/ مشارك من أكثر من /120/ دولة ومن مختلف قارات العالم تشكل نسبة / 63%/ من دول العالم المعترف بها في الأمم المتحدة، ومن هذه الدول نذكر (سورية والإمارات العربية المتحدة والصين والهند والجزائر وقطر والبحرين وباكستان وفنزويلا والمجر وميانمار ونيكاراغوا) وألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطاباً مهماً مفصلياً في المؤتمر الذي حضره رؤساء دول وحكومات ووزراء وسفراء ومسؤولين كبار وفعاليات اقتصادية وسياسية وممثلو كبرى الشركات العالمية وغيرها، وتناول الكثير من القضايا العالمية والتحولات الدولية المهمة، وخاصة أن العالم يشهد اضطرابات كثيرة وفوضى عالمية وأزمات سياسية واقتصادية عميقة وتحالفات دولية جيوبولتيكية كبيرة وزيادة بؤر التوتر العالمية وقرع طبول الحرب بما فيها استخدام الأسلحة الممنوعة والمحظرة دولياً، وانطلاقاً من هذا فإن حضور الوفد السوري سيتيح إمكانية توطيد العلاقات الاقتصادية مع الكثير من الدول والشركات ولا سيما أن المؤتمر سيشهد خمسة محاور أساسية تعتبر الشغل الشاغل لكل دول العالم لأنها تركز على آلية وكيفية تحقيق (التنمية المستدامة) ونحن بأمس الحاجة لإعادة الإعمار بعد حرب مدمرة قادتها قوى الشر الإرهابي مدعومة من قوى الاستعمار القديم والحديث، وتتوزع محاور المؤتمر بين [الاقتصاد العالمي في عصر التحول العالمي- الاقتصاد الروسي من التكيف إلى النمو- بناء السيادة التكنولوجية- مدخرات الناس وجودة الحياة كأولوية قصوى- سوق العمل: الاستجابة للتحديات الجديدة] .وإضافة إلى هذه المحاور توجد محاور أخرى متعلقة بمجتمع الأعمال الإبداعية وخاصة مشاريع الشباب والمشاريع والشركات الصغيرة والمتوسطة وسلامة المنتجات وخاصة الأدوية وإقامة ست فعاليات تجارية ثنائية على شكل حوار تجاري مع شركاء أجانب من (العالم العربي وأمريكا اللاتينية وآسيا والهند والصين)، أي أن المؤتمر سيركز على القضايا التي تواجه العالم وخاصة (الأسواق الناشئة)، ومن المتوقع أن يتم عقد صفقات تجارية كبيرة في هذا المؤتمر، وتجدر الإشارة إلى أنه في السنة الماضية تمّ توقيع عقود بحدود /105/ مليارات دولار وبلغ عدد الاتفاقيات /691/ اتفاقية، ويعتبر المؤتمر منصة لتبادل الآراء والخبرات بين السياسيين وممثلي قطاع الأعمال من مختلف دول العالم، بحث المشاركون تطوير آليات التنمية الاقتصادية وتطوير تعاون روسيا مع البلدان الصديقة، وناقشت فعاليات المنتدى دور المؤسسات التقليدية للنظام المالي الدولي في حل الأزمات الاقتصادية التي يعيشها العالم، إضافة لدور منظمات دولية أخرى منها منظمة شنغهاي للتعاون في التأسيس لنظام اقتصادي جديد يضمن المساواة بين جميع الدول، وسيبحث المشاركون النظام الاقتصادي الجديد والاستثمار في التنمية، أما ما يدعى (مؤتمر بروكسل) المشبوه لدعم الشعب السوري، فقد قال (جوزيب بوريل) الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في مؤتمر بروكسل تاريخ /14و15/6/2023 بأن الاتحاد يؤكد ما تعهد به العام الماضي بشأن دعم سورية بـ/2،3/ مليار دولار لسنتي /2023 و2024/، والسؤال لمن تقدم هذه المساعدات هل للدولة السورية التي هي عضو في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وغيرهما؟!، أم لجهات أخرى لا تخضع لأي رقابة وبما يتناقض مع القرارات الدولية؟!، وهذا يعني أن دول الاتحاد الأوروبي كما يقال تصب (الزيت على النار) في المشكلة السورية، وهنا نسأل أين الدعم الأوروبي التابع الذليل للإملاءات الأمريكية والذي كان الضحية الأساسية المواطن الأوروبي، وأغتنم الفرصة لأقول أن الاتحاد الأوروبي وسيدته أمريكا هما السبب الأساسي في معاناة الشعب السوري البالغ عدده بحدود /29/ مليوناً سنة /2021 / وكان بحدود /26،6/ مليوناً سنة /2014/ وحسب سجلات الأحوال المدنية ومعلومات المكتب المركزي للإحصاء في المجموعة الإحصائية لسنة /2022/ فيكفي دموع التماسيح على الشعب السوري كما تقول العبارة الفرعونية، إن مصلحة سورية تكمن في إجراءاتنا التي نرد بها على النفاق الأوروبي ومؤتمر بروكسل المشبوه التابع لحلف (الناتو NATO ) وهو الإسراع في توجهنا شرقاً وتفعيل دورنا في منتدى سان بطرسبورغ وأن يكون مقدمة لانضمامنا إلى التكتلات العالمية الإنسانية مثل (الاتحاد الأوراسي ومجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي) والتي بدأت تنافس دول الاتحاد الأوروبي التي يتكلم باسمها السيد بوريل، أم لا تزال روسيا محاصرة لكن لغة الأرقام والوقائع والحقائق تتكلم ياسيد بوريل!.