«هايتك» يصدر توصياته.. تحويل الإنجازات البحثية إلى صناعات حقيقية ذات عائد اقتصادي يرفد الاقتصاد الوطني
تشرين – ماجد مخيبر:
شكل انعقاد مؤتمر “هايتك” الثاني حول “النظم الذكية” بالتوازي مع الدورة التاسعة لمعرض تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حدثاً علمياً مهماً سعى إلى الجمع بين الباحثين والأكاديميين والمدرسين والطلاب والمهتمين بمجال الذكاء الاصطناعي لتبادل خبراتهم ونتائج أبحاثهم ومشاريعهم، من خلال منتدى متعدد التخصصات.
حيث ناقش المؤتمر أحدث الابتكارات والاتجاهات والاهتمامات والتحديات العملية التي تمت مواجهتها، والحلول المعتمدة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، كما وفر منصة للجمع بين الباحثين والمستثمرين بهدف تشجيع الاستثمار في الأنظمة الذكية وفي الاقتصاد الرقمي عموماً سعياً لتحقيق التنمية المستدامة.
وقد خلص المشاركون في المؤتمر إلى جملة مقترحات و توصيات هامة منها ضرورة تحديث وتجديد التشريعات الناظمة لعمل مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث والتطوير في سورية لتمكينها من الوصول إلى تشاركية حقيقية مع جهات مستثمرة بهدف تحويل هذه الإنجازات البحثية التطبيقية من نماذج مخبرية إلى صناعات حقيقية ذات عائد اقتصادي مرتفع يرفد الاقتصاد الوطني، وذلك عبر دعم المنظومة الوطنية للإبداع والابتكار، بالاعتماد على حواضن تقانية ومسرعات أعمال تستقبل وتدعم الشركات الناشئة وتقوم بربطها بالمؤسسات البحثية، وإتاحة حصول هذه الشركات على التمويل اللازم على شكل قروض طويلة الأمد أو منح تشجيعية لإطلاق المشاريع عن طريق صناديق، مع وضع آليات شفافة وميسرة للحصول على التمويل.
كما أوصى المشاركون بإيجاد صيغة تعاون بين وزارة الاتصالات والتقانة ومؤسسات البحث والتطوير ومؤسسات التعليم العالي، لإنشاء منظومة حوسبة عالية الأداء مركزية ضمن بيئة الحوسبة السحابية التي أنشأتها وزارة الاتصالات والتقانة، يمكن استثمارها من قبل الطلاب والباحثين من مختلف الجامعات السورية لتسريع تطوير أبحاثهم التطبيقية في مجال الذكاء الاصطناعي ضمن هذه البيئة المحلية، نظراً لحاجة البحث والتطوير في مجال الأنظمة الذكية لمنظومات حوسبة عالية الأداء والسرعة والإمكانات ومرتفعة التكلفة، وتوفيراً في النفقات المرتفعة المطلوبة من كل مؤسسة على حدة، وتلافياً لاستخدام منظومات خارجية قد لا تكون أمنة.
كما يؤكد المشاركون على الأهمية العلمية القصوى لتعاون المؤسسات البحثية مع المؤسسات من مختلف القطاعات العلمية والتعليمية والصحية والاقتصادية بما يساعد في إتاحة بياناتها لأعمال البحث والتطوير وذلك من خلال اتفاقيات خاصة بين المؤسسات البحثية والجهات المالكة للبيانات تضمن سهولة الوصول إليها، وبما يساعد في تطوير منظومة البحث والابتكار في كل ما يتعلق بمجالات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.
ومن المقترحات أيضاً الدعوة لتوسيع مؤتمر “هايتك” وتحويله إلى مؤتمر وطني لتقانات المعلومات والاتصالات تحت رعاية وزارتي الاتصالات والتقانة، والتعليم العالي والبحث العلمي، بهدف تعزيز منطق ربط البحث العلمي في مجال تقانات المعلومات والاتصالات بالصناعات الرقمية الناشئة، وجمع الباحثين والمستثمرين وكبرى الشركات السورية العاملة في هذه المجالات، لعرض الأبحاث والمنتجات ضمن محاور بحثية ومهنية متمازجة، وخلق تواصل فعال بين السوريين العاملين في منظومات البحث والتطوير ذات الصلة داخل وخارج سورية.