جامعة دمشق تحرز المركزين الأول والثالث في مسابقة كلية طب الأسنان للبحث العلمي
تشرين- بشرى سمير:
بعد غياب دامَ لعدة سنوات عادت جامعة دمشق لتتصدر المركز الأول وتحصل على المركز الثالث في مسابقة البحث العلمي لطلاب كلية طب الأسنان، التي درجت جامعة دمشق على تنظيمها لعدة دورات، متقدمة في ذلك على تسع من الجامعات السورية الخاصة إضافة إلى جامعة عربية عراقية مشاركة في المسابقة بـ55 بحثاً علمياً.
وصل عدد الأبحاث التي قدمت للمشاركة 55 بحثاً
من 10 جامعات من بينها مشاركة لجامعة عراقية
ورغم شدة المنافسة بين الطلاب المشاركين في المسابقة استطاعت كل من بيان الدكاك وبيان زعيتر ورنيم خسارة من السنة الخامسة في كلية طب الأسنان بجامعة دمشق حسم النتيجة لمصلحتهن من خلال بحثهن تقييم الفعالية للجراثيم وللمعالجة الضوئية الحركية اللويحية للجراثيم – دراسة سريرية جرثومية مخبرية.
مشاركة واسعة
وبيّن الدكتور خلدون درويش عميد كلية طب الأسنان أن هذه النتيجة المشرفة أعادت لجامعة دمشق ولكلية طب الأسنان الألق والرونق والموثوقية، ولفت الى أن مسابقة البحث العلمي لطلاب كلية الأسنان بدأت عام 2007 وتوقفت بعض الدورات نتيجة الحرب وجائحة كورونا، لكن جامعة دمشق عادت هذا العام لتحتضن المسابقة التي شهدت مشاركة كبيرة من الطلاب حيث وصل عدد الأبحاث التي قدمت للمشاركة 55 بحثاً، وبلغ عدد الجامعات المشاركة 10 جامعات من بينها مشاركة لجامعة عربية عراقية ووصل إلى النهائي منها 15 بحثاً بعد أن تم تحكيم الأبحاث علمياً وبمنتهى النزاهة والاحتراف من لجنة متخصصة مكونة من خيرة الأساتذة في جامعة دمشق.
منح كل طالب من الفائزين تجهيزات طبية بقيمة 4 ملايين ليرة
جامعة دمشق منارة العلم لكل العالم
وأشار الدكتور درويش إلى أهمية المسابقة بنشر ثقافة البحث العلمي بين فئات مختلفة من الطلاب خلال المراحل الجامعية الأولى وقبل التخرج وتحفيز الشباب على البحث العلمي الاستقصائي وإعطاء الطالب فرصة كي يتعلم كيفية تناول فكرة علمية بطريقة بحثية صحيحة وصقل شخصية الطالب من خلال عرض الأبحاث أمام جمهور واسع من أساتذة الجامعة والطلاب والدفاع عن أفكارهم وأبحاثهم وتقبل النقد العلمي، ولفت درويش إلى الدعم المادي الذي قدمته شركة كرم للتجهيزات الطبية للطلاب الفائزين، حيث تم منح كل طالب تجهيزات طبية بقيمة 4 ملايين ليرة، وعبر الدكتور درويش عن فخره واعتزازه بفوز جامعة دمشق بالمركزين الأول والثالث لتثبت أنها لطالما كانت جامعة دمشق منارة علم لكل العالم.
إشراف ومتابعة
الدكتورة عبير أحمد الجوجو رئيسة قسم طب الفم بكلية طب الأسنان وهي الدكتورة المشرفة على الأبحاث التي فازت، أشارت إلى أن ما يميز المسابقة هذا العام هو مشاركة الطلاب من المراحل الجامعية الأولى أي من طلاب السنوات الثالثة والرابعة والخامسة من أجل تعزيز ثقافة البحث العلمي لديهم وخاصة أن تخصص طب الأسنان هو تخصص في تطور دائم، ما يفرض على الطلاب والأساتذة تطوير أنفسهم لمواكبة كل ما هو جديد، فبعض المفاهيم التي تكون مطروحة في هذه الفترة تتغير بعد عدة أشهر بمفاهيم جديدة ومعالجات جديدة، من هنا كانت أهمية الاطلاع المستمر على الأبحاث العالمية في تخصصات مختلفة من تعويضات والمداواة الترميمية واللبية أو تخصص التقويم والجراحة، مشيرة إلى أن الأبحاث التي شاركت في المسابقة تم اختيارها بالتشاركية مع الطلاب بعد إرشادهم لقراءة المجلات العلمية العالمية التي تهتم بنشر مقالات عن تخصصات طب الأسنان، منوهة إلى أن هناك أبحاثاً فردية أنجزها طالب بمفرده وهناك أبحاث اشترك بها أكثر من طالب وقمت بالإشراف على تسعة أبحاث من خلال متابعة الطلاب خطوة بخطوة وتشكيل فرق عبر «الواتس أب» وأرسل لهم مقالات من مجلات حديثة، وبالنسبة للبحث الذي فاز بالمرتبة الأولى كان لفريق مكون من ثلاث طالبات من السنة الخامسة اللواتي قمن بالمعالجة السريرية، واعتمد على الطب الوقائي وهو حول تقييم فاعلية الجراثيم ومعالجة الضوئية الحركية اللويحية للجراثيم وهي دراسة سريرية جرثومية مخبرية.
فيما كان البحث الثاني لفريق أيضاً مكون من ثلاث طالبات من السنة الخامسة وتناول دراسة استبيانية حول تأثير الأعشاب والمعالجة بها، وهل هو حقيقة أم خرافة، ويتناول البحث تأثير الأعشاب في علاج بعض أمراض اللثة والتأثيرات الجانبية للأعشاب في حال استخدامها بشكل غير دقيق وقد يكون لها تأثير سمّي.
الهدف هو تشجيع الطلاب في المراحل الجامعية الأولى على
البحث والحصول على المعلومات وإجراء الاستبيانات أو التجارب المخبرية
ولفتت الدكتورة الجوجو إلى أنه كانت هناك أبحاث جيدة جداً لكنها لم تفز بالمسابقة منها على سبيل المثال بحثان استبيانيان حول آراء الطلاب في الكليات الطبية حول التبرع بالأعضاء وكانت هناك نتائج جيدة حيث وصلت نسبة الطلاب المتقبلين للفكرة لــ70% تقريباً فيما ذهبت المرتبة الثانية لإحدى الجامعات الخاصة.
تجارب مخبرية
الدكتورة نوال داوود اختصاص أحياء وخريجة كلية الصيدلة والمشرفة على البحث الفائز بالمرتبة الأولى بالاشتراك مع الدكتورة عبير الجوجو أشارت إلى أهمية المسابقة التي تشمل طلاب الدراسة الجامعية في المراحل الأولى وتأسيسهم على البحث العلمي وخاصة أن هناك من الطلاب من سيكمل دراسته العليا والحصول على الماجستير والدكتوراه، وأن الطلاب الذين تقدموا للاشتراك بالمسابقة هم من الطلاب المجتهدين أساساً، وتالياً الطالب يكون قد قطع شوطاً كبيراً في هذا المجال وكلية طب الأسنان سباقة في هذا المجال، ولفتت الدكتورة داوود إلى أن إشرافها كان في البحث الفائز على القسم المخبري من خلال تعليم الطالبات كيفية تحضير الأوساط وزرع الجرثومة وخاصة أن الجراثيم في الفم أو ضمن اللويح السني تكون بدءاً من النخر السني والتهابات اللثة، وكانت إحدى الأفكار الجديدة هي استخدام الليزر في تعديل اللويحة الجرثومية وكانت النتائج جيدة.
منهجية البحث
من جانبه الدكتور عمار مشلح اختصاصي طب الفم أشار إلى أهمية المسابقة في تشجيع الطلاب في المراحل الجامعية الأولى على البحث والحصول على المعلومات وإجراء الاستبيانات أو التجارب المخبرية وكان الهدف من المسابقة هو جعل كل الطلاب الخريجين يتمكنون من فهم منهجية البحث العلمي والإحصاء الحيوي.
فرحة الفوز
وعبرت الطالبات الفائزات بالمركز الأول وهن: بيان دكاك وبيان زعتير ورنيم خسارة من السنة الخامسة بكلية طب الأسنان عن فرحتهن بفوز جامعة دمشق، مشيرات إلى جهود عمادة الكلية والأساتذة المشرفين في إنجاز البحث الذي استغرق إنجازه ستة أشهر، فيما أشارت الطالبات ريما محسن خطيب وملاك القيم ورغد شاكوش الفائزات بالمركز الثالث الى أهمية المسابقة بإتاحة الفرصة لهن بإجراء البحث العلمي وفق أسس منهجية علمية وتقديم المساعدة والدعم المادي والنفسي لهن لتحقيق هذا الإنجاز.