الأفكار السلبية تخلق حلقة مفرغة في الدماغ.. كيف نتغلب عليها؟
تشرين:
الميل إلى الأفكار السلبية حالة إنسانية شائعة وليست استثنائية وتثبت وجودها دراسات علمية.. وهناك تفسير علمي لذلك، وانطلاقاً من ذلك يمكن فهم الميل نحو السلبية والتغلب عليها.
وفي هذا السياق، شرح تقرير نشره موقع «New Trader U»، إستراتيجية تهدف لتغيير طريقة التفكير هذه.
وقال التقرير: التحيز السلبي هو مبدأ نفسي يشير إلى أن البشر من المرجح أن يتذكروا ويتأثروا بالتجارب السلبية أكثر من الإيجابية، ويمكن رؤيته في جوانب مختلفة من حياتنا، من التفاعل مع الآخرين إلى إدراك العالم من حولنا، مضيفاً: احتاج أسلافنا إلى التحيز السلبي للبقاء على قيد الحياة. وفي عصور ما قبل التاريخ كان التعامل مع الأخطار المحتملة، مثل الحيوانات المفترسة أو التهديدات من القبائل الأخرى، مسألة حياة أو موت، وهكذا تطور دماغ الإنسان لإعطاء الأولوية لهذه التجارب السلبية، حيث كانت لها آثار كبيرة تساعد على البقاء على قيد الحياة.
وأشار التقرير إلى أن العديد من الدراسات العلمية تدعم وجود التحيز السلبي، وأظهرت الأبحاث أن الدماغ يتفاعل بقوة أكبر مع المنبهات الضارة، كما أن التحيز السلبي يؤثر بشكل كبير في علاقات الإنسان، خاصةً فيما يخص الانتقادات أو الخلافات التي يمكن أن تلقي بظلالها على الجوانب الإيجابية للعلاقات الاجتماعية.
كما يمكن أن يؤثر التحيز السلبي في عملية صنع القرار وتقييم المخاطر، ما يجعل الشخص أكثر حذراً وهو ما يمكن أن يعوق اتخاذه قرارات بالمخاطرة المفيدة والمحتملة.
وأكدت الأبحاث أن السلبية المزمنة يمكن أن تمهد الطريق لمشكلات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب. وكلما ركز الشخص على الأفكار السلبية، زادت تغذية الميل لديه إلى الأفكار السلبية، ما يخلق حلقة مفرغة يمكن أن يكون من الصعب كسرها، لافتة إلى أن حلقة التفكير السلبي هي حلقة من الأفكار والمشاعر السلبية التي يمكن أن تكون ذاتية الاستمرارية ويصعب التغلب عليها، إذ تثير هذه الأفكار السلبية المشاعر السلبية، مثل القلق أو الحزن. وبدورها تؤدي هذه المشاعر إلى المزيد من الأفكار السلبية، ما يخلق حلقة مفرغة لا نهائية من ردود الفعل. وكلما تفاعل الشخص مع هذه الأفكار السلبية، زادت تقويتها لنفسها وبدت أكثر واقعية.
وقال التقرير: إنّ إدراك التحيز السلبي يعد الخطوة الأولى نحو التغلب عليه، لكن يوجد بعض الإستراتيجيات العملية للتغلب عليه وأهمها :
– العلاج السلوكي المعرفي: وهو نهج علاجي يساعد الأفراد على تحدي وتغيير الأفكار والسلوكيات والاستجابات العاطفية غير المفيدة. ويمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي في مواجهة التحيز السلبي عن طريق تغيير تصورنا للأحداث السلبية.
– اليقظة والتأمل: يمكن أن تساعدنا هذه الممارسات على البقاء حاضرين وتجنب الضياع في الأفكار السلبية، لأنها تشجع على قبول مشاعرنا من دون إصدار أحكام، وتعزيز منظور متوازن.
– التفاعلات الاجتماعية الإيجابية وتحسين البيئة المحيطة: إحاطة أنفسنا بأفراد وبيئات إيجابية يمكن أن تساعد في التخفيف من التحيز السلبي.
– ممارسة الرياضة البدنية ونمط الحياة الصحي: يمكن للتمارين الرياضية المنتظمة والنظام الغذائي المتوازن أن يعززا مزاجنا ويساعدانا في الحفاظ على نظرة إيجابية.
وللتحرر من التحيز السلبي فوائد عميقة، حيث يمكن أن يؤدي إلى تحسين الرفاهية العقلية وتعزيز علاقاتنا وقدراتنا على اتخاذ القرار ونوعية الحياة بشكل عام، ويسمح اعتماد الشخص منظوراً أكثر توازناً باحتضان الطيف الكامل لتجربته الإنسانية من دون العبء السلبي للسلبية.