مهرجان قطاف الوردة الشامية يحتفي بسيدة الياسمين.. ونفحات الخصوصية السورية تعبق في الهواء الطلق

تشرين- دينا عبد:
زارت السيدة أسماء الأسد صباح اليوم مهرجان قطاف الوردة الشامية وشاركت أهالي المراح قطاف وردتهم، المهرجان الذي افتتح برعاية محافظة ريف دمشق والأمانة السورية للتنمية في بلدة المراح.
وفي تصريح خاص لـ«تشرين» أكد محافظ ريف دمشق صفوان أبو سعدى أن هذه هي سورية العطاء والشهداء والتاريخ، وكما هي شجرة الزيتون رمز السلام فإن الوردة الشامية هي رمز المحبة، واليوم لاحظنا إنجاز هذه الزراعة على مستوى مساحة الأراضي السورية ليس في دمشق فقط وإنما في حلب والمنطقة الساحلية، وهذا كله بفضل جهود الأمانة السورية للتنمية وبرعاية كريمة من سيدة الياسمين وبدعم من قائد الوطن الرئيس بشار الأسد.

وأشار أبو سعدى إلى أن هناك تعاوناً وتكاتفاً للمضي قدماً لنشر هذه الزراعة لأنها تشكل رافداً حضارياً واقتصادياً.
المهرجان اليوم مهرجانان، الأول: منذ ثلاث سنوات تم تسجيل هذه الوردة الشامية على لائحة اليونيسكو للتراث الإنساني، والحدث الثاني هو مهرجان لأهالي المنطقة بزيارة سيدة الياسمين ومشاركتها سيدات المراح في قطاف الوردة الشامية.
بدوره مدير برنامج المنارات المجتمعية في الأمانة السورية للتنمية طارق جيرودي بيّن أن أهمية المهرجان كخطة سنوية وطنية على مدار ست سنوات، وهذا المهرجان نتاج ومحصلة لجهود عمل سنة سابقة حيث تم الانتهاء اليوم من تغليف وتسويق المنتجات، إضافة إلى مجموعة من الخطوات التي تحدث دائماً على مدار سنوات متضمنة جلسات توعية وصولاً إلى شراكات تعزز نسبة زيادة المساحات المزروعة في أراضي الوردة الشامية انتهاء بنشرها في محافظات حماة وحلب واللاذقية.

أبو سعدى: هناك تعاون وتكاتف للمضي قدماً لنشر هذه الزراعة لأنها تشكل رافداً حضارياً واقتصادياً

وحسب جيرودي تأتي أهمية هذا المهرجان من خلال تسليط الضوء على التراث الثقافي الذي يحقق مصادر دخل مستدامة، وهو الهدف الأساس الذي تعمل الأمانة السورية للتنمية عليه بإيجاد فرص عمل للسيدات وإثبات وجود سورية على قائمة التراث بشكل سنوي ضمن الخطة الوطنية، من هنا تنبع أهمية هذا المهرجان حصيلة عمل سنوية ونقطة بداية لسنة قادمة ٢٠٢٤.
اليوم من كل عام يتجدد اللقاء مع موسم قطاف الوردة الشامية، حسب مسؤولة مشروع الوردة الشامية في الأمانة السورية للتنمية ريم الإبراهيم التي أشارت إلى أننا هنا حتى نعزز أهمية هذه الوردة وقيمتها ونكون مع أهل الوردة التي تشكل لديهم جزءاً من هويتهم الثقافية وممارساتهم الاجتماعية وحياتهم المعيشية، وبيّنت أن ما يميز هذا المهرجان هو احتفالنا بمدى إقبال المجتمع على هذه الوردة وزيادة الرغبة بزراعة الوردة الشامية والاعتناء بها ووضع أفكارهم وإبداعهم على هذه المنتجات وتطويرها أكثر تجديداً لأهمية هذه الوردة والتزاماتنا بصون هذا الموروث الثقافي وحتى نستطيع تصديره للأجيال القادمة.
وعن مشروعات الأمانة للتوسع في زراعة الوردة الشامية أضافت الإبراهيم: خطة الأمانة مستمرة وهذه السنة الرابعة التي نولي خلالها الاهتمام بالوردة الشامية ورعايتها فقد أصبحت لدينا مساحات جديدة مزروعة بالوردة الشامية.
وعن التسويق أشارت إلى أنه يتم بالتعاون من خلال السورية للحرف والوزارات والجهات المعنية بتصدير هذه المنتجات وعرضها في المعارض والاحتفاليات والملتقيات الدولية.
رئيس بلدية المراح محمد البيطار بيّن أن الوردة الشامية منتج تراثي أكثر منه اقتصادي وفوائدها الاقتصادية كبيرة للبلد في حال تطور الإنتاج أكثر، وصارت لدينا أساليب تسويقية أكبر وانتشرت عالمياً، وبيّن أن المساحة المزروعة ١٠ آلاف دونم بزيادة قدرها ١٥% على العام الماضي.
200 دونم زيادة
مدين بيطار ( مزارع) بيّن لـ”تشرين” أن إطلاق مهرجان قطاف الوردة الشامية يثبت للعالم أننا قادرون على نشر عبق هذه الوردة بجهود الأمانة السورية للتنمية والمحافظة ووزارة الزراعة، مؤكداً أنه في كل سنة تزيد المساحات المزروعة بالوردة الشامية ٢٠٠ دونم زيادة على السنة الماضية، وفي السنوات القادمة ستزيد مساحة الأراضي المزروعة حتى نصل إلى العالمية.
المهندس عباس عباس المختص بالتقطير شرح عملية تقطير الوردة الشامية، مبيناً أنها تتم في أجهزة نحاسية يوضع فيها ٢٠ أو٣٠ كيلوغراماً من الورد وكل ١٠ كيلوغرامات ورد تحتاج إلى ٢٠ لتر ماء، ثم يوضع الغطاء حتى تصل لدرجة حرارة ١٠٠ درجة مئوية ثم يتبخر الورد ويتكاثف ليعطينا ماء ورد.

مدير برنامج المنارات المجتمعية في الأمانة السورية للتنمية: تراث ثقافي يحقق مصادر دخل مستدامة

خبير الأعشاب والنباتات الطبية هيثم زوباري بيّن في تصريح لـ”تشرين” أن الوردة الشامية أصل وراثي مقاوم للجفاف والكلس وتتحمل البرودة وتمثل النواة الوراثية التي استنبطت منها عن طريق التهجين والاصطفاء -الأصناف الحديثة التي تعددت ألوانها: أحمر فاتح- أحمر زاهي- خمري- أبيض- أبيض مائل للصفرة- أصفر- برتقالي .
أما ثمارها فبيضوية الشكل تقريباً تشبه في شكلها الرمان الصغير، تكون خضراء اللون في بداية الأمر، ثم تصبح عند النضج ذات لون أحمر نسبياً عليها بعض الأشواك، وبداخلها بذور مع وبر حريري.
وتحتوي البتلات على زيت عطري (عطر أو زيت الورد) وهو ناتج تقطير بتلات الإزهار ويعطي عادة زيتاً أصفر مخضراً يستعمل في صناعة العطور، علماً أن الحصول على لتر واحد من العطر يلزمه نحو 4 أطنان من أزهار الورد، وتحتوي الثمار على فيتامين C حمض الفاليك، وحمض الليمون.
استخداماتها
أخذت الوردة الدمشقية شهرتها وأهميتها لكثرة فوائد منتجاتها من النواحي الطبية والغذائية والتجميلية والعطرية والاقتصادية المهمة لاحتواء أزهارها على عطر الورد، فشراب الوردة الشامية الطبيعي هو مقطر الوردة الشامية ومغلي بتلاتها إضافة إلى السكر، ومن فوائد هذا الشراب الذي يشرب بارداً أنه منعش صيفاً وشتاء، وغني بالفيتامين C، ومنظم للهضم وملطف لتهيج الأغشية المخاطية، ويستعمل الزيت العطري كمواد قابضة للأنسجة لمنع النزيف والسيلان وللغرغرة ويمكن استخدامه في تحضير عسل الورد، وتحتوي ثماره على فيتامين C ويستخدم مغلي الثمار مع البذور لمعالجة الحصى والرمل في الكلى، ويستخرج زيت الورد محلياً لتحضير العطورات وماء الورد.

مسؤولة مشروع الوردة الشامية في الأمانة السورية للتنمية: خطة الأمانة مستمرة

أما زهورات الوردة الشامية فهي أزرار الوردة الشامية المجففة، وتفيد في حالات الزكام والأنفلونزا وتستعمل كمطهر للحلق والبلعوم ومنظم لجهاز الهضم والبول.
أما بالنسبة للفوائد التجميلية فهناك ماء الورد الطبيعي وهو مقطر الوردة الشامية الغني بحمض الفاليك وحمض الليمون والزيت العطري، حيث يفيد البشرة وينقيها من الكلف والنمش والبثور ويتمتع بقدرة عالية على ترميم البشرة ويغذيها ويساعد على إزالة التجاعيد والسواد حول العين، كما أنه يستعمل كأساس للمكياج وهو أيضاً معالج للبشرة الجافة ومرطب فعال ومطهر للبشرة الحساسة بعد الحلاقة. في حين تكمن الفوائد الغذائية في الأزهار التي تستعمل في صناعة المربيات والمشروبات وتحضير الزهورات، وماء الورد يضاف كمنكه لبعض الأغذية والحلويات.

المساحة المزروعة ١٠ آلاف دونم بزيادة ١٥% على العام الماضي

أما الفوائد العطرية للوردة الدمشقية فتكمن بأنها وردة عطرية تمتاز برائحتها النفاذة القوية وتعد من أهم ورود الشرق وتدخل في تركيب العطور الشهيرة والنفيسة والثمينة، كما يستخدم ماء الورد كعطر خفيف الرائحة في بعض المناسبات الدينية.
وبالنسبة للفوائد الاقتصادية فإن غراماً واحداً من زيت الورد يساوي بالقيمة وزن غرام من الذهب.

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار