حلب تحمي “الوردة الشامية” بطريقتها… ومشاريع صغيرة تنطلق من بوابة مادتها الأولية..؟! فلاحو الوردة الشامية يطالبون بالدعم والاهتمام
تشرين- رحاب الإبراهيم :
نصبت آلة تقطير الوردة الشامية، مع تحضير بعض السيدات مشروب الورد تمهيداً لتصنيع المربى منه يدوياً، وسط قاعة السبيل بحلب في معرض عن منتجات الوردة الشامية للاستخدامات الطبية والغذائية، كنوع من دعم هذا المنتج المحلي وحمايته والمساهمة في تسويقه، وهو المدرج على لائحة التراث الإنساني العالمي لمنظمة اليونسكو.
أكثر من عشرين سيدة وشابة عرضت كل منهن منتجات طبية وغذائية تشكل الوردة الشامية قوامها الأولي، ما يبيّن أن هذا المنتج الهام ليس منتجاً زراعياً يستخدم للزينة والعطور فقط، وإنما يمتلك فوائد طبية وغذائية تسهم في دعم من يشتغل بتصنيعه اقتصادياً عبر تأسيس مشاريع صغيرة للطامحين في دخول عالم الأعمال من باب هذه الوردة الجميلة، أو أقله تأمين مصدر رزق بعيداً عن فكرة التوظيف سواء في القطاع العام والخاص.
أهمية اقتصادية
وقد أجمعت أغلب السيدات اللاتي التقت “تشرين” بهن في معرض منتجات الوردة الشامية، التي تقيمه مديرية التراث اللامادي في مديرية ثقافة حلب تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة المشوح، على أهمية الوردة الشامية اقتصادياً وليس كمنتج تراثي فقط، حيث أكدت الشابة علا السعيد والتي لا تزال تدرس في الجامعة في كلية طب الأسنان، أن اختصاصها الجامعي لم يمنعها من متابعة اهتمامها في تصنيع المواد الطبية والتجميلية وخاصة بعد إجراء عدة دورات تدريبية في هذا المجال مكنها من اكتساب خبرات جيدة، مشيرة إلى طموحها بتأسيس مشروعها الخاص والتوجه لاحقاً إلى تأسيس معملها لتصنيع المواد الطبية والتجميلية الطبيعية بالاعتماد على الوردة الشامية، مشيراً إلى أنها تسوق منتجاتها حالياً عبر “الأونلاين” لحين إيجاد منفذ تسويقي، معتبرة أن المعرض يشكل فرصة لتسويق منتجاتها وتعريف الزوار بها.
في حين أكدت لمى موالدي “صيدلانية” أنها تصنع المستحضرات الطبية بالاعتماد على الوردة الشامية كمادة أولية، وتلقى رواجاً كونها منتجات طبيعية صرفة، مشيرة إلى أنها أيضاً تفكر في افتتاح مشروعها الخاص، لكنها حالياً تكتفي بعرض منتجاتها في محل لحين افتتاح صيدليتها الخاصة.
وتشير السيدة بريهان زعتري التي تمتلك 19 سنة خبرة في مجال تصنيع المنتجات الطبية من المنتجات الطبيعية وخاصة الوردة الشامية، إلى أنها ستفتتح قريباً محلها الخاص في مدينة حلب القديمة، ما يسهم في الترويج للوردة الشامية والحفاظ عليها.
أما السيدة وفاء جمعة، التي كانت تصنع شراب الورد والمربى في القاعة تبين أنه بناء على خبرتها الكبيرة في هذا المجال ستتجه إلى العمل في مجال تصنيع شراب الورد والمربيات، موضحة أن اختصاصها كمهندسة زراعية ساعدها في التعرف على مزايا الوردة الشامية وكيفية الاستفادة منها.
تؤيدها د.رانيا قواف، التي أحضرت آلة التقطير المخصصة لاستخراج ماء الورد والزيوت من الوردة الشامية وغيرها من المنتجات الزراعية العشبية، لتعريف المشاركين في المعرض وزواره على طريقة الاستخراج بما يهدف إلى حماية هذا التراث اللامادي والحفاظ عليه.
دعم كاف
وقد كان لمزارعي الوردة الشامية، التي تتمركز زراعتها في منطقة النيرب، حضور أيضاً ًوخاصة أن المنتجات المصنعة من نتاج أرضهم، حيث أكد المزارع محمود شرفو أهمية الوردة الشامية اقتصادياً، مبيناً أن موسم قطافها يبدأ في شهر أيار ويستمر لمدة 15-20 يوماً، علماً أن أغلب سكان المنطقة يعتمدون على الوردة الشامية في رزقهم، الذي يسوقه بأنفسهم إلى سوق الهال بمدينة حلب.
وبيّن أن الوردة الشامية رغم إدراجها على لائحة التراث الإنساني العالمي لا تحظى بالاهتمام الكافي، والتجار هم من يجنون الفوائد، وخاصة مع ارتفاع تكاليف الزراعة بدرجة كبيرة، مطالباً بتقديم الدعم المطلوب على نحو يحسن معيشة مزارعيها ويضمن بالوقت ذاته حمايتها وصونها.
حماية ودعم
مدير الثقافة بحلب جابر الساجور أكد أن إقامة معرض منتجات الوردة الشامية يأتي استكمالاً لفعاليات مهرجان قطاف الوردة الشامية في قرية النيرب، التي أطلقته مديرية التراث اللامادي التابعة لمديرية الثقافة بحلب، تحت رعاية وزيرة الثقافة لبانة المشوح، مشيراً إلى السعي إلى تحويل هذه المهرجان إلى مهرجان وطني للعناية بعنصر هام أدرج على لوائح منظمة اليونسكو للتراث الإنساني.
وشدد الساجور على أهمية المعرض في حماية وصون هذا العنصر الهام عبر عرض كل ما يخصه من عرض آلات تقطير الوردة الشامية، والصناعات الغذائية كصناعة مربى وشراب الورد، والصناعات الدوائية.
عدسة: صهيب عمراية