الكونُ والتكوين.. معرضٌ للفنان التشكيليّ «عبد المحسن خانجي» في حلب
تشرين – زينب شحود:
جسدت لوحات الفنان التشكيلي عبد المحسن خانجي الكون الذي نعيش فيه والتكوينات الشرقية في تراثنا القديم ضمن معرضه الذي افتتح في صالة الخانجي للفنون الجميلة الذي أقامته مديرية الثقافة في حلب تحت عنوان ( الكون والتكوين ).. وأوضح جابر الساجور مدير الثقافة في حلب لـ«تشرين» أهمية المسيرة الفنية الحافلة والغنية بالعطاءات والإبداع للفنان خانجي عبر خمسة عقود من العمل التشكيلي رفد بها الحركة الفنية التشكيلية المحلية والعربية والدولية بأهم النتاجات التي تركت أثراً، وأخذت حيزّاً مهماً في المتاحف الفنية التشكيلية.
وجرى على هامش المعرض تكريم رمزي باسم وزارة الثقافة ومديرية الثقافة بحلب لمسيرة الفنان خانجي خاصة أن صالته الفنية التي حملت اسمه كانت حاضنة لكل الفنانين التشكيليين الشباب والمبدعين والمخضرمين طوال سنوات، ولم تغلق أبوابها حتى في زمن الحرب.. وعن لوحاته المعروضة التي بلغ عددها ١٨ لوحة بيّن الفنان خانجي أنها من المدرسة السوريالية، وتجسد الكون الذي نعيش فيه والتكوينات الشرقية وتراثنا القديم من خلال رؤيته الفنية الخاصة بتقنية الألوان الزيتية وتكنيكه الخاص الذي ينفذه بلغة بصرية متفردة، تضم ألواناً دافئة وواضحة تشبه ألوان شروق الشمس القوية والمبهجة.
أما عن مسيرته الفنية المستمرة منذ ٣٠ عاماً فيوضح أنه درس الفن التشكيلي في مركز فتحي محمد للفنون التشكيلية في حلب، وطور نفسه من خلال الدراسة الخاصة للفن والاطلاع على تجارب الفنانين العرب والأجانب لرسم أسلوبيته الخاصة موظفاً ثقافته في ابتكار أفكار اللوحات التي تكون تارة واقعية وتارة تعبيرية أورمزية.. وبيّن أنه برع في بداياته في مجال الضغط على النحاس مشكلاً طريقاً فنياً خاصاً به لم يكن معروفاً في حلب، وأقام أكثر من 15 معرضاً في النحاسيات خارج سورية وداخلها .
وعن أسلوبيته الخاصة يشير إلى أنه يهتم بانسجام الألوان وتنويعها من حارة دافئة ومشرقة وأحياناً متضادة تخلق أبعاداً جديدة .
يتقن الفنان خانجي الأسلوب الواقعي ورسم الوجوه والأيقونات ومفردات التراث الشرقي من أماكن وأدوات وثياب فولكلورية ،وللمرأة نصيب كبير في أعماله فهي المعطاء والوطن والأرض والخصب، جسدها بأبعاد رمزية وأسطورية وبجميع حالاتها النفسية ، كما يهتم بالتصوف ورسم المولوية في لوحاته مجسداً تجلياتها التأملية ،كما يهتم بالخيال العلمي والكون والفلسفة، ويعبر عنها في لوحاته، وفي رصيده لوحات كثيرة في الخط العربي والزخرفات الشرقية الفريدة.
أسس الفنان خانجي في عام ١٩٩٠ صالة للفنون الجميلة أطلق عليها اسمه «صالة الخانجي» واحتضنت أكثر من 650 معرضاً تشكيلياً لفنانين من سورية وبلدان عدة، ومازالت مستمرة منذ ٣٠ عاماً في استضافة الفنانين التشكيليين من مخضرمين وهواة.
شارك الفنان خانجي في عدد من المعارض داخل سورية وخارجها في الكويت وعمان والإمارات وغيرها، وهو صاحب أسلوب فني مميز وخاص مازال مستمراً في رفد الحراك الفني التشكيلي حتى اللحظة .