ملابسك المستقبلية.. مادة حية ذاتية الإصلاح والترميم

تشرين:
أظهرت دراسة أجراها باحثون من جامعة “نيوكاسل” البريطانية أنه يمكن استخدام الخيوط الدقيقة التي تنتجها بعض أنواع الفطريات في صناعة ملابس قابلة للتحلل البيولوجي وذاتية الإصلاح مستقبلاً.
وأوضحت الدراسة، وفقاً لمجلة “ساينس أليرت” العلمية ، أن الباحثين ركزوا، في اختباراتهم، على فطر “جانوديرما لوسيدوم”، الذي ينتج جلداً من أنسجة متفرعة تعرف باسم “الخيوط”، شبيهة بالجلود تمتلك هذه الخصائص الفريدة، حيث يقوم النسيج بإعادة ملء الثقوب ذاتياً، مؤكدة أن الاختبارات أثبتت قدرة المادة بالفعل على التحلل البيولوجي وإعادة بناء النسيج، إذا تم وضعها في ظروف مماثلة تمت زراعتها فيها من حيث الحرارة والرطوبة.
وأشارت الدراسة إلى أن الملابس المصنوعة بيولوجيًّا تستطيع إعادة ترميم نفسها. ويمكن أن تكون هذه الملابس المأخوذة من الفطريات بدلًا عن جلود الحيوانات، بما يتناسب مع أذواق النباتيين ونشطاء البيئة وحقوق الحيوان، رغم أنها تحتاج إلى وقت طويل لتحقيق عملية الإنتاج الكامل.
وأوضحت الدراسة ، أنه ببعض الإضافات، يمكن أن تكون الجلود الرقيقة بمثابة بديل للجلد، ومن ثم إرضاء أذواق النباتيين ونشطاء البيئة ومحبي الأزياء. ورغم أن عملية تطويرها تحتاج إلى عمليات تسريع وارتقاء، قبل أن يحولها فريق البحث إلى أحدث صيحة في أزياء الموسم المقبل.
وذكر الباحثون في دراستهم أن النتائج تشير إلى أن المواد الفطرية يمكن أن تعيش في البيئات الجافة ومنعدمة الغذاء، وأنها تستطيع شفاء نفسها ذاتيًّا بأقل قدر من التدخل، بعد فترة تعافي لا تزيد على يومين، موضحين أن المواد القائمة على الفطريات استخدمت في مجموعة متنوعة من المجالات، من البناء إلى المنسوجات. ولفت إلى أن العملية المستخدمة لإنتاج هذه المواد تميل إلى قتل الأبواغ “الخلايا الفطرية التكاثرية” المتدثرة، وهي الأبواغ الفطرية التي تساعد الكائن الحي على تجديد نفسه.
وتوصل الباحثون إلى إنتاج أنسجة رقيقة وحساسة للغاية لا يمكن تحويلها حاليًّا إلى ملابس، إلا أنهم يأملون أن يتمكنوا من تحويل ابتكارهم في المستقبل إلى أنسجة أكثر تماسكًا، عن طريق الجمع بين الطبقات أو اللدائن مع الغلسرين.
وأظهرت اختبارات المادة أنها تستطيع بالفعل استبدال الثقوب التي حدثت فيها، إذا وضعت في ظروف مماثلة لتلك التي زرعت فيها، وعادت المادة قوية كما كانت من قبل، رغم أنه لا يزال من الممكن رؤية مكان الثقوب.
وأكد الباحثون، أن قدرة هذه المادة الفطرية المتجددة على إصلاح العيوب الدقيقة والكليّة، تفتح آفاقًا مستقبلية مثيرة للاهتمام لتطبيقات المنتجات الفريدة في بدائل السلع الجلدية، مثل الأثاث ومقاعد السيارات والملابس، لافتين إلى أن الطريق ما زال طويلًا أمام إنتاج ملابس مصنوعة من الفطريات يمكن ارتداؤها. فعمليتا النمو والشفاء تستغرقان عدة أيام لتكتمل في الوقت الحالي، وهو ما يمكن تسريعه بمرور الوقت.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار