استعداد عُماني لبناء نظام رقمي متكامل لأرشفة الوثائق والمحفوظات السورية

تشرين – سناء هاشم:
أكد رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في سلطنة عُمان، الدّكتور حمد بن محمد الضوياني، ضرورة الاهتمام بتوثيق المنظومات الثقافية، وما فيها من أقسام، كالتاريخ والسياسة وعلم الاجتماع، والاقتصاد بمختلف أنواعه، وما يتعلق بها من رؤى مختلفة.
وجاءت تصريحات الضوياني خلال اللقاء الحواري الذي أقيم اليوم الثلاثاء في مبنى اتحاد الكتاب العرب بدمشق تحت عنوان «الوثيقة التاريخية وضرورة التأهيل والحفاظ عليها» بحضور وفد هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في سلطنة عُمان، ورئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني الذي أدار الحوار.. وأضاء الحوار على تجربة السلطنة في حفظ وتوثيق وتأهيل الوثائق التاريخية بما يسهم في ترسيخ الذاكرة المحلية، وتوعية الأفراد بأهمية الحفاظ على الوثائق بما تمثّله من إرث حضاري وثقافي وبما تنطوي عليه من بعد تاريخي عريق.
وقدّم الضوياني شرحاً مفصلاً عن النظام الإلكتروني المتطور لإدارة الوثائق، وإنشاء دوائر للوثائق في سائر الوحدات الحكومية، وإعداد فهرسة متكاملة لنوعية الوثائق والملفات المتداولة، مؤكداً سعي السلطنة لتقوية الروابط وتوسيع مجالات التعاون الفكري والثقافي والعلمي وبين الهيئة والمؤسسات السورية، وبناء نظام رقمي متكامل لأرشفة الوثائق والمحفوظات، مشيراً إلى مذكرة تعاون تم توقيعها مع مؤسسة «وثيقة وطن» لحفظ التّراث الشّفوي.

توثيق التاريخ الشفوي
وفي مداخلة له، أوضح مدير «مؤسسة وطن» في سورية، موسى الخوري، أن المؤسسة تعمل على أرشفة الوثائق السورية كاملة، وأيضاً توثيق التاريخ الشفوي السوري.. وكشف الخوري أن موضوع إدارة الوثائق على مستوى الدولة، لحفظها واسترجاعها للعمل منهجياً، مسألة مطروحة وقيد البحث، تماماً كما الحفاظ على الوثائق التي تُعنى بالثقافة وما فيها.
بدوره، تحدث الحوراني عن موقف سلطنة عُمان من الحرب على سورية، مشيراً إلى التعاون الثقافي القائم بين سورية والسلطنة، وإلى عراقة الثقافة العمانية وعلاقتها بسورية وتاريخها العريق وتعاونها مع المؤسسات الثقافية السورية بكل أشكالها.. ولفت الحوراني إلى أن التوثيق في سلطنة عُمان يتقاطع مع التوثيق الثقافي في سورية، مبيناً أن الاتحاد أنجز أعمالاً توثيقية كثيرة، منها كتاب «حكايات أثيرة» الذي يوثق الحرب على سورية، وهناك كتاب مشترك عن الأمثال السورية والروسية، وتم تكليف فروع الاتحاد متابعة هذا العمل، منوهاً بدور «مؤسسة وطن» في المشاركة وتفعيل ثقافة التوثيق.
تجدر الإشارة إلى أن التجربة العُمانية تعتبر تجربة مهمّة جداً وقد تعدّت حدود الوثائق التاريخية لتمتد إلى الوثائق والمحفوظات الحكومية عموماً، والتشبيك بين كل وزارات وجهات الدولة، عامة، في كل ما يتعلق بوثائقها الرسمية ومراسلاتها وقراراتها وتشريعاتها الناظمة، وهي التي تضع المعايير العامة للحفظ والإتلاف، أي هي التي تقرّر ما إذا كانت الوثيقة الرسمية الحكومية تستحق أن تحفظ، أو يجب أن تتلف، ومتى يكون ذلك أيضاً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار