«كتفاً بكتف وعلى قلب رجل واحد».. الجيشان الروسي والسوري يحتفلان بعيد النصر على النازية
تشرين: سراب علي- صفاء إسماعيل:
بحضور نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع العماد علي محمود عباس، احتفلت قيادة القوات الروسية العاملة في سورية، اليوم، بمناسبة الذكرى الـثامنة والسبعين للنصر على النازية في الحرب الوطنية العظمى، وذلك في قاعدة حميميم العسكرية في محافظة اللاذقية، بمشاركة أكثر من 2000 عسكري سوري وروسي، وقد تضمّن الاحتفال المركزي عروضاً لمختلف صنوف الأسلحة الروسية العاملة في سورية.
واستقبل العرض العسكري قائد تجميع القوات الروسية العاملة في سورية العماد أول أندري سردوكوف، حيث بدأ العرض بحمل علم النصر وعلم روسيا الاتحادية، ثم تأدية النشيدين الوطنيين لروسيا وسورية من مشاركي العرض العسكري، ومن ثم سارت طواقم العرض للقوات المسلحة الروسية والسورية على طول المدرج على أنغام فرقة عسكرية، وقد قاد العرض العسكري نائب قائد تجميع القوات الروسية اللواء إيغور سمولي.
قائد تجميع القوات الروسية العاملة في سورية: تقديراً لتضحيات المحاربين القدماء سنستأصل النازية بجميع أشكالها
وقال العماد أول أندري سردوكوف في كلمة له خلال الاحتفال، نقلتها “تشرين”: أهنئكم بمناسبة الذكرى الـ 78 للنصر العظيم الذي يعد مزيجاً من الفرح والحزن والفخر بوطننا المجيد، فالشعب السوفييتي هو من حرر شعوب أوروبا من “الطاعون البني”، وانتقم من النازيين لمعاناة ملايين الضحايا من وحشية العدو وعربدته.
وأضاف: يكافح جنودنا الشجعان، اليوم، الفاشية في أوكرانيا، كما فعل أجدادنا عام 1941، ونحن تقديراً لتضحيات المحاربين القدماء سوف نستأصل النازية بجميع أشكالها.
وتابع سردوكوف: نحني رؤوسنا أمام شهداء الحرب لكل مدافعي البيوت والشوارع وجميع الخطوط الدفاعية للوطن، كما نحني رؤوسنا أمام شهداء معركة ستالنغراد ومعركة موسكو معركر كورسك ودنيبر. ونحني رؤوسنا أمام أرواح شهداء الحصار في لينينغراد وشهداء مخيمات الموت للنازيين.
بدوره، قال العماد علي محمود عباس في كلمة له: يسعدني أن أنقل لكم تهنئة الرئيس بشار الأسد لكم بمناسبة الذكرى الـ 78 للنصر على النازية، وأتوجه إليكم باسم القوات المسلحة السورية بأحّر الأمنيات القلبية بهذخ المناسبة، منوهاً بأن هذا اليوم التاريخي سطرته بطولات القوات المسلحة السوفييتية وكتبته إرادة الشعب الروسي البطل الذي لم يعرف الاستسلام والخضوع، ولا مكان للهزيمة في معاجم صموده وبطولاته.
العماد عباس للأصدقاء الروس: كنتم الأوفياء للعلاقات التاريخية الوطيدة بين بلدينا الصديقين
وأضاف: إننا اليوم إذ نجتمع معاً في جو ملؤه الألفة والمحبة، نستذكر بكل اعتزاز مواقف البطولة والشجاعة التي وقفها الشعب الروسي الصامد في مواجهة العدوان النازي في الحرب الوطنية العظمى، وننظر بفخر إلى ملاحم البطولة والانتصار التي سطّرتها القوات المسلحة السوفييتية دفاعاً عن قيم الحق والعدالة والسلام.
وأضاف عباس: اليوم، تواصل روسيا الاتحادية تمسكها بثوابتها ومواقفها الداعمة لحق الشعوب في الحياة الحرة الكريمة، والمدافعة عن الأمن والسلم الدوليين، ولاسيما في مواجهة الإرهاب العابر للحدود، وتابع: أتوجه بالشكر لكم أيّها الأصدقاء والأحبة، على الجهود الكبيرة التي تبذلونها منذ سنوات، والتضحيات والبطولات التي تجلّت في تعاوننا وعملنا المشترك، فكنتم الأوفياء للعلاقات التاريخية الوطيدة بين بلدينا الصديقين شعباً وجيشاً وقيادة.
وأكد عباس أن وقوف روسيا إلى جانب سورية في حربها على الإرهاب، ودعمها المستمر ولاسيما في مواجهة تداعيات الزلزال، ساهما في تعزيز صمود الشعب السوري في مواجهة الإرهاب والدمار والحصار، وفي تمكين الجيش العربي السوري من تحقيق الإنجازات المهمة في القضاء على الإرهاب.
وتابع: نشهد اليوم تحولاً عالمياً تحكمه جملة من التطورات المتسارعة والأهداف المتلاحقة التي ستؤدي من دون شك إلى وضع بوصلة جديدة في مسار العلاقات الدولية القائمة تفضي إلى نعي زمن الأحادية القطبية والهيمنة والتفرد الأمريكي -الغربي بالقرار الدولي، ونحن ندرك أن الجهود البناءة التي تبذلها روسيا إلى جانب الصين وإيران وغيرها من الدول الصديقة ستفضي إلى عصر جديد تحكمه مصالح الشعوب وإرادتها الحرة، وليس منطق الإمبريالية الغاشمة والمعتدية.
وتوجه عباس بالشكر والتقدير للقوات الروسية المسلحة الباسلة التي تواجه غطرسة حلف الناتو وعلى رأسه أمريكا، الذين يدعمون النازيين الجدد فى أوكرانيا، وتحقق الإنجازات وتسطّر الملاحم وتقدم الشهداء دفاعاً عن العالم بأسره، كما فعلت عام 1945 عندما وضعت حدّاً للزحف النازي وخلّصت العالم من شروره وطغيانه.
واستطرد: هؤلاء الأبطال يعبّرون اليوم عن تاريخ روسيا العريقة والشعب الروسي البطل الذي وقف في السابق ويقف اليوم بشموخ ضد الغزاة والمعتدين، وتابع: تحية لقائدي بلدينا العظيمين الرئيس بشار الأسد والرئيس فلاديمير بوتين اللذين يقودان بلدينا بكل شجاعة إلى الانتصار، كما أوجه تحية إجلال وتقدير لروسيا شعباً وجيشاً وقيادة في عيد النصر العظيم، تحية عرفان ومحبة وإكبار للقوات الروسية العاملة في سورية وفي كل مكان في العالم التي تسطر ملحمة تاريخية جديدة تضاف إلى سجلها الحافل بالبطولات، والرحمة والخلود للشهداء السوريين والروس الذين قضوا دفاعاً عن قيم الحق والعدالة والسلام.
وقد شاركت في العرض أطقم مجموعة المراسم، حرس الشرف، قيادة تجميع القوات الروسية، فوج الطيران المختلط للمهام الخاصة، مجموعة المشاة، مجموعة المشاة البحرية، قوات المظليين، الشرطة العسكرية، عسكريات المجموعة الطبية للمهام الخاصة، الفوج المضاد للطائرات.
ومن الجانب السوري شارك في العرض العسكري، جنود سوريون من مرتبات الكلية البحرية وكتائب الاستطلاع والاقتحام.
وبعد مرور الأطقم العسكرية للمشاة، تقدمت أكثر من 80 عربة العتاد العسكري في عرض للرتل الميكانيكي، حيث كانت الدبابة المتوسطة في الحرب الوطنية العظمى “ت-34” الأسطورية تتصدر الرتل، تليها المركبة المتعددة الوظائف “دودج” مع الهاون 120 مم المنتجة منذ عام 1941، وتم عرض العتاد والأسلحة الحديثة بواسطة المركبة المتعددة الوظائف “تيغر” والعربة المتعددة الوظائف المدرعة “تايفون” والعربة القتالية “ب ت ر -82 أ” ودبابات “ت-90أ” ومجموعة الصواريخ “اسكندر-أم”، بالإضافة لمرور أرتال السيارات من طراز “بيك آب” التابعة للجيش السوري.
ورافقت العرض العسكري، عروض جوية نفذه عتاد الطيران العسكري الروسي من حوامات “كا-52″، “مي-8أ م ت ش”، طائرة الاستطلاع “أن-30ب”، طائرة الإنذار المبكر الراداري، القيادة “أ-50و”، الطائرتين المتعددتي الوظائف من الجيل الرابع ++ “سو-35″، القاذفتين الفوق الصوتية “سو-24” ذات الجناح المتعدد الأوضاع ، المقاتلتين القاذفتين من الجيل الرابع سو-34.
ضباط سوريون: معركة الجيشين السوري والروسي واحدة على جبهتين مختلفتين هدفها إعادة النظام الدولي الجديد لبوصلته الصحيحة
وقال العميد علاء زيدان رئيس فرع التوجيه السياسي والقوى البحرية ورئيس المكتب الإعلامي في المنطقة الساحلية في تصريح لـ”تشرين”:
النصر الذي حققه الاتحاد السوفييتي سابقاً على النازية يتجدد اليوم من خلال محاربة سورية للإرهاب، ومحاربة روسيا الاتحادية للنازية الجديدة في أوكرانيا، ما يراه تأكيداً على أنه لا يوجد خيار أمام الجيشين السوري والروسي سوى الانتصار في هذه المعركة لأنها معركة واحدة على جبهتين مختلفتين هدفها الوحيد إعادة النظام الدولي الجديد إلى بوصلته الصحيحة وإعادة التوازن للعالم من جديد، واحترام سيادة الدول، والانتصار لقيم الحق والعدل والدفاع عن الإنسانية.
من جهته، قال العميد أيمن يزبك قائد مجموعة العرض العسكري السوري المشاركة في احتفال عيد النصر في تصريح لـ”تشرين”: نهنئ روسيا شعباً وجيشاً وقيادة بمناسبة عيد النصر على النازية، وهذه ليست المرة الأولى التي نشارك فيها الأصدقاء الروس بعيدهم المجيد، وإنما هي المرة الثامنة على للتوالي التي يشارك فيها عسكريون سوريون نظراءهم الروس في احتفالهم بالنصر على النازية.
وأضاف يزبك: تعودنا من الأصدقاء الروس أن من يحمل شارة النصر على صدره ويطلق صيحته حليفه النصر دائماً، كما لا ننسى دور الدول الصديقة والحليفة المتمثلة في كل من روسيا وإيران والصين، وجميع الدول المقاومة ضد المحور الإرهابي، متمنياً أن يتم الاحتفال العام القادم بعيد نصر آخر بشكل آخر ضد النازية الجديدة في أوكرانيا، وبجلاء آخر إرهابي عن الأرض السورية.
بدوره، قال المتحدث باسم القوات الروسية في مطار حميميم ديخكانوف فاسيليفيتش في تصريح لـ”تشرين”: هذا العيد عظيم بالنسبة للشعب الروسي عامة، وبالنسبة لي خاصة لأنه يذكرني بجدي الذي كان أحد أبطال الحصار في روسيا الذين وصلوا إلى برلين وكان لهم دور كبير في تحرير العالم من النازية، مشيراً بفخر وزهو إلى حصول جده على الكثير من ميداليات للشجاعة والإنسانية والحرية.
جنود روس: مشاركتنا باحتفال عيد النصر في سورية شرف كبير لنا
من جهتها، قالت الجندية في الجيش الروسي كابينكا لوكافا ايكرفنا في تصريح لـ”تشرين”: أنا من مدينة سان بطرسبورغ المدينة التي فكت الحصار عن روسيا، مضيفة: عيد النصر بالنسبة لي هو عيد مميز لأنه يذكرني بأجدادي الذين حاربوا في الحرب العالمية الثانية، هو العيد الأهم و عيد النصر العظيم.
وتابعت: أن أكون جندية في الجيش الروسي هذا يحيي الذاكرة بالنسبة لأجدادي ويسعدني جداً، ومشاركتي اليوم بالاحتفال بعيد النصر في سورية بمثابة شرف كبير لي.
وحضر الاحتفال المركزي محافظ اللاذقية المهندس عامر إسماعيل هلال، ومحافظ طرطوس عبد الحليم خليل، وممثلو القوات المسلحة السورية، بالإضافة لفعاليات شعبية ورسمية من الجانبين السوري والروسي.