“صرعات” جديدة للدراسة ..هل تساعد الموسيقا على زيادة التركيز أثناء الدراسة؟ آراء المختصين منقسمة بين مؤيد ومعارض

تشرين – دينا عبد:
يرى الفيلسوف اليوناني أفلاطون أن الموسيقا تمنح روحاً للكون وأجنحة للعقل، وهي بمنزلة رحلة للخيال وبمقدورها بث الحياة في كل شيء، إنّ تأمل هذه المقولة قد يساعدنا على فهم كيف تستطيع الموسيقا مساعدتنا في أمور كثيرة من ضمنها الدراسة؟.
من وجهة نظر د. خالد حميدي اختصاصي الطب النفسي، فإن الآراء تنقسم حول تأثير الموسيقا على الدراسة سلباً وإيجاباً، فمنهم من يرى أنها مضيعة للوقت وتشتت للتركيز، ورأي آخر يرى أنها تبث روحاً ودافعاً للتركيز وتحسين المزاج.
والطب النفسي السلوكي يرى أن الموسيقا إن توفر فيها مستوى منخفض من الصوت، وكانت كلاسيكية بعيدة عن الضوضاء، فهي بمنزلة راحة للنفس والعقل، ويتفق علماء النفس على أن موسيقا (موزارت) تحديداً لها أثر إيجابي في تحسين المزاج للطلبة عموماً.
كما يقول الفيلسوف أفلاطون (وقع الموسيقا على الروح كوقع حبات المطر على أرض قاحلة)
فكثيراً ما تدور مناقشات بين الطلاب عن الطريقة التي يفضلها كلٌّ منهم في دراسته، فبعضهم يؤيد الاستماع لبعض المعزوفات أثناء دراسته، لأنها تعطيه دافعاً ومحفزاً، من خلال ما توفره من جوٍّ هادئٍ ولطيفٍ، بينما البعض الآخر من الطلاب له رأيٌّ مخالفٌ لهذه الفكرة، فهم لا يتحملون سماع أي مؤثراتٍ أو أصواتٍ وهم يدرسون.
فمن وجهة نظر رغداء مدرّسة لغة إنكليزية أن الطلاب يختلفون عن بعضهم البعض باتباع طرق معينة أثناء الدراسة، ويكون للطريقة المتّبعة تأثير كبير على التحصيل العلمي، والقدرة على التركيز والاستفادة من المعلومات بأكبر قدر ممكن، فقد أثبتت الدراسات أن إحدى الطرق المفيدة أثناء الدراسة والتي تساعد على زيادة التركيز هي (سماع الموسيقا)
ومن أهم تأثيرات الموسيقا أثناء الدراسة حسب جهاد طالب ثانوية عامة التحفيز: فالموسيقا تعمل على تحفيزه على الدراسة، لأنها بمنزلة دافع له فتجدد نشاطه، وبالتالي يستطيع أن يعود للدراسة مرة أخرى وهو بكامل طاقته وحيويته.
إضافة لذلك فهي تساعد على تحسين المزاج، وإخراج الطالب من الجو الدراسي المملوء بالإجهاد والتعب، وتحسّن من مزاجه وتزيد الإنتاجية ومستويات التركيز، وتساعد العقل على استيعاب أكبر قدر من المعلومات، كما أنها تعمل على تحسين مستويات التفكير.
المايسترو شادي نجار قال: لاشك في أن العلاج بالموسيقا له فوائد كثيرة، فعندما تدخل الموسيقا إلى أذن الشخص، ويكون المستمع بحالة خاصة مستعداً لاستقبال الموسيقا، التي من الممكن أن تعالجه، فليس كل موسيقا ممكن أن تكون حالة علاجية بحالة معينة، أو مكان معين أو زمن معين خاص بالشخص الذي يتقبل بأن الموسيقا قابلة لعلاجه؛ فالموسيقا تعمل على التحسين الإدراكي والعاطفي؛ حتى إنها دخلت في علاجات تتعلق بالأمراض الجسدية، مثل السرطان وارتفاع ضغط الدم نتيجة التوتر، فهي تعمل على تهدئة الشخص.
وتساعد عدداً كبيراً من الطلاب على التركيز في دراستهم، وفي المقابل نجد عدداً منهم لا يستطيعون الدراسة وهم يستمعون للموسيقا؛ لذلك فتأثيرها يختلف من شخص لآخر ومن فرد لآخر.
وهناك سلبيات أثبتت أثناء الاستماع للموسيقا، وهي أنها جعلت الطالب يسرح مع الموسيقا التي مسته بعاطفة معينة، فجعلته يشرد ويسرح في مكان آخر يتجاوز حدّ الدراسة، وبالتالي أحدثت ضرراً سلبياً بالهدف الأساسي وهو الدراسة.
بينما هناك طلاب كانت لديهم القدرة على أن تكون الموسيقا قناةً لتمرير المعلومات والعصف الذهني بطريقة انسيابية برفقة الموسيقا.
ومن إيجابياتها، حسب المايسترو شادي نجار، أنها تساعد الطالب على تذكر المعلومات بسهولة لأنها تحفز الذاكرة؛ وبالتالي يكون من السهل تذكر وحفظ المعلومات وتساعد على الاسترخاء.
كما أنها تجعل الدراسة أكثر متعة فمن أهم الأدوار التي تقوم بها الموسيقا أثناء الدراسة قدرتها على جعلها أكثر متعة وذلك بالخروج عن النمط التقليدي المملوء بالملل؛ والانتقال لمرحلة الدراسة بوجود موسيقا التي تعطي جرعة من النشاط والشعور بالمتعة والمرح.