“نهاري ليلي”.. تساؤلات بعمق إنساني محمّلة بالأمل

تشرين- ميسون شباني:

تساؤلات مصيرية ومقولات عميقة، يقدمها الفيلم الروائي القصير”نهاري ليلي” تأليف راما العبدي وإخراج طارق مصطفى عدوان و بطولة كلٍّ من: محمد خاوندي, صباح السالم, رايسا مصطفى، والطفل غدي العقباني.. الفيلم عرض ضمن العرض الافتتاحي لمشروع” نوافذ” للإنتاج السينمائي، والذي نظمته أكاديمية “شيراز” للفنون، وقدم ملامسة للواقع الحياتي المعاش من خلال حكاية الطفل كرم …

عن مضمون الفيلم وطبيعة ما يقدمه يؤكد المخرج عدوان في حديث خاص لـ”تشرين:”أنّ (نهاري ليلي) فيلم روائي قصير يلامس في تفاصيله يومًا في حياة الطفل “كرم”, ويعكس الفيلم معاناة العائلات الفقيرة والمعدمة وهموم أصحاب الدخل المحدود الذين يسعون جاهدين لسد رمقهم، إلّا أنّ قساوة الظروف التي يمرون بها دائماً تكون الغالبة، وتعطي القصة في نهايتها أملاً بجيل جديد معظمه لا يرضى الضرر لغيره، ويحاول المساعدة رغم كل الصعاب..

وعن مقولة الفيلم يقول المخرج عدوان: إنّ الحياة قد تهدينا لمسات فرح وراحة مؤقتين، لكن بالنهاية تستمر بإيقاعها القاسي الذي يعيشه أبناء القاع، خاصة أنّ السينما بتركيبتها كفن قائمة على الحدوتة وعلى المسار الدرامي وبالتالي يجب أن تكون من بنية الحياة والمجتمع، وهي بنت الحدوتة أي من الناس وعنهم، لذا تتم إعادة إنتاج هذه الحيوات ضمن قالب فني بصري وضمن المقولات التي يطرحها الفن إنسانيا وإيديولوجيا..

وعن مواقع التصوير التي تم اعتمادها ذكر عدوان: إنّ هذا الفيلم لا يمكن تصويره إلّا في الأماكن الحقيقية للشخصيات (كراج.. بسطة.. طريق سفر.. باص)، وكان اختياري للأماكن وللممثلين بموجب ما أملاه النص من بيئة وكاركترات، حيث اخترت مكان التصوير في كراج العباسيين ومعظم من التقطتهم عين الكاميرا كانوا من الناس والمواطنين في الحياة، فهم ليسوا ممثلين ولا كومبارس لذا كان عليّ أن أضبط كل هذا المدى المفتوح مع الناس وقد تمّ التصوير بزمن قياسي نسبة للبيئة التي تمّ الاشتغال عليها والتصوير فيها، وإضافة إلى أنني اخترت (لوكيشن) طريق السفر ليلًا ضمن أحد البولمانات.. ويكمل المخرج عدوان كلامه عن اختياره الممثلين والذي جاء بناء على التصور البصري للنص ويضيف: أعتقد أنّ كل رؤية فنية تُقدم هي نتيجة موقف بصري يقدمه المخرج حسب رأيه من جهة اختيار المكان وأسلوب الإضاءة وتوزع الممثلين وإدارتهم، وهي المهمة الأصعب للمخرج.

وعن الموسيقا التصويرية أشار المخرج عدوان إلى أنه قام بكتابة موسيقا الفيلم وعزفها على آلة العود مع إيقاعات متنوعة، وكان الشغل عليها وعلى الصوت عمومًا يخدم بنية البيئة في الفيلم كما حرص على حضور صوت الجو العام دائمًا من: شارع.. كراج.. سوق.. أغنية هابطة بالبولمان…إلخ.. ويؤكد أن صوت الحياة في الكثير من الأحيان حاضر وغالب لدرجة أنه اختاره بديلًا عن موسيقا شارة النهاية.

وعن دخول القطاع الخاص إلى مجال الإنتاج السينمائي يشير عدوان إلى أنه من المؤسف أن القطاع الخاص يبتعد عن السينما من ناحية الإنتاج لأن رأس المال جبان وهم يبحثون عن المشروع الرابح ولديهم ارتكاس أنّ السينما لا تحقق هذا المردود وأعتقد بأن هذا غير صحيح، فأي مشروع إنتاجي في السينما يخدمها خاصة إذا كان جادًا ومتكاملَ المواصفات الإنتاجية والإبداعية كتابة ومن بعدها إنتاجًا، كما يمكن المشاركة بمهرجانات عربية أو دولية إما بشكل فردي أو من خلال المؤسسة العامة للسينما أو عن منبر (أكاديمية شيراز) لكونها المنتج والمالك لهذه الأفلام أو بيعها وهذا يقدم إضافة على صعيد الذاكرة الوطنية والفنية والثقافية .

ويجيب عدوان عن مدى جدية وحضور الأفلام السينمائية القصيرة في الذاكرة مقارنة مع الفيلم الروائي الطويل؛ بأن حضور الفيلم في ذاكرة المتلقي لا يعتمد على مدته الزمنية، بل يعتمد على مدى تأثيره وبقائه في ذاكرة الناس والعامل الوحيد الحقيقي حسب رأيه هو الجودة و القدرة على التأثير و تقديم مقولات حقيقية وصادقة .

وعن جديده القادم؛ يذكر عدوان أنه يقوم حاليًا بكتابة نص فيلم متوسط الطول عله يكون حاضرًا في العام القادم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار