أسعار اللحوم تتمسك بمكاسب «رمضان» واحتمالات التراجع رهن بزيادة المعروض
تشرين – عمار الصبح:
حافظت أسعار اللحوم على مكاسبها التي حققتها خلال شهر رمضان الماضي، لتستقر عند أعلى مستوى وصلت إليه، وذلك رغم انخفاض الطلب على اللحوم التي باتت أشبه بضيف شرف على الموائد لا تحضره إلا في المناسبات الخاصة.
وفي جولة لـ«تشرين» على عدد من محال القصابة في محافظة درعا سجلت أسعار اللحوم استقراراً عند أعلى مستوى وصلته، إذ سجل مبيع كيلو لحم الخروف الهبرة 85 ألف ليرة، بينما سجل سعر كيلو المسوفة 75 ألفاً، ووصل سعر لحم العجل إلى 75 ألف ليرة، مع وجود تمايز في الأسعار بين منطقة وأخرى في المحافظة.
وفيما لا توجد أرقام دقيقة حول حجم استهلاك اللحوم في المحافظة، إلا أن تقديرات أصحاب محال القصابة تشير إلى أن الاستهلاك انخفض بنسبة تقارب النصف مقارنة مع ما كان عليه الطلب خلال شهر رمضان الماضي.
وأوضح أحد أصحاب محال القصابة أن سبب ثبات أسعار اللحوم رغم تدني الطلب عليها يعود إلى قلة عرض المواشي المعدة للذبح في الأسواق وارتفاع أسعارها، حيث بلغ سعر كيلو الخروف الحي 33 ألف ليرة، بينما تجاوز سعر كيلو العجل القائم 28 ألفاً، كاشفاً أن كلمة السر في هذا الارتفاع تكمن عند المربين الذين توجه معظمهم للتربية والتسمين خصوصاً بعد أن أنعشت الأمطار الأخيرة الآمال بوفرة المراعي التي تستمر طوال الأشهر القادمة.
وأوضح صاحب المحل أن استمرار التراجع في الطلب على اللحوم مدفوعاً بضعف القدرة الشرائية، بات يهدد مهنة القصابة في المحافظة التي تضم أكثر من 200 محل، على نحو قد يضطر الكثير من القصابين وخصوصاً ممن ليس لديهم قطعان للماشية إلى العزوف عن العمل وإغلاق محالهم بسبب انخفاض المبيعات.
بدوره أعرب صاحب محل آخر عن خشيته من أن تستمر هذه الطفرة في الأسعار خلال الفترة القادمة، على الأقل إلى أن تشهد الأسواق زيادة في عرض المواشي من المربين وهذا لن يتم، حسب رأيه، إلا بعد انتهاء موسم الرعي والحصاد، داعياً الجهات المعنية إلى تثبيت سعر اللحوم ومراقبة أسواق الماشية التي ما زالت خارج نطاق الرقابة والتسعير المُلزم، والتركيز على تجار المواشي الذين يتحكمون بالأسعار، وذلك بدل التركيز على محال القصابة الذين باتوا وحدهم المعرضين لسهام الرقابة التموينية حسب وصفه.
ويقدر عدد قطيع الأغنام والماعز في المحافظة بـ805 رؤوس وذلك اعتماداً على آخر حملة أطلقتها دائرة الصحة الحيوانية في مديرية زراعة درعا لتحصين القطيع ضد مرض الأنتروكسيميا، بينما يقدر عدد قطيع الأبقار بـ45 ألف رأس، وحسب تصريح لرئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية الزراعة الدكتور البيطري محمد الجوابرة أكد أن واقع الثروة الحيوانية في درعا جيد، نتيجة تحسن واقع المراعي من جراء الهطلات المطرية الأخيرة.
تبقى الإشارة إلى أن أسعار اللحوم في المحافظة شهدت قفزات سعرية خلال الأشهر الماضية، حيث تضاعفت الأسعار بنسب تجاوزت 200% خلال أقل من عام، في وقت تتفاوت فيه الأسعار بين منطقة وأخرى تبعاً لانتشار قطعان الماشية ورواج تربية الأغنام، فضلاً عما أشار إليه البعض من جودة اللحوم المعروضة في بعض المناطق وغياب الرقابة الصحية عليها، وذلك بسبب عدم وجود المسالخ النظامية والمرخصة فيها.