اجتماعات اللجنة السورية- العراقية المشتركة تؤكد على تعميق التعاون في مختلف المجالات
تشرين- هناء غانم :
بدأت في دمشق مساء اليوم اجتماعات الدورة الحادية عشرة للجنة المشتركة السورية العراقية المشتركة بحضور وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية د.سامر الخليل من الجانب السوري ووزير التجارة العراقي أثير الغريري عن الجانب العراقي.
وأشار الخليل إلى أن هذه الاجتماعات تعد محطة مهمة للحوار والنقاش بين الفنيين من كلا الجانبين، لوضع أسس تنمية التعاون المشترك وتقييم ما تم إنجازه في الدورة العاشرة للجنة التي عقدت في بغداد، ورسم الخطوط العريضة للتعاون الثنائي خلال الفترة القادمة.
دخول الشاحنات السورية للعراق
وأوضح الخليل في حديث لتشرين أن مباحثات اللجنةالمشتركة . ستركز بشكل أساسي على ضرورة تعزيز حجم التجارة البينية بين البلدين بشكل أكبر مما هو قائم عليه حاليا، وذكر الخليل أن الحكومية العراقية التي سمحت بدخول الشاحنات السورية إلى العراق محملة بالبضائع السورية ومنتجات مصدرة إلى أسواق العراق الشقيق بديلا عن إتمام عملية المناقلة عبر ساحة التبادل بما يسهم بتوفير الوقت والتكلفة بشكل كبير، مشيرا إلى الإجراءات الأخيرة المتخذة من الجانب العراقي بشأن الترانزيت لتسهيل حركة النقل تفيد الجانبين وتسهل دخول المنتجات السورية عبر العراق إلى أسواق دول أخرى بكلفة منخفضة إضافة لذلك ستتناول المباحثات موضوع الرسوم الجمركية وبعض العوائق الأخرى التي يمكن أن تحول دون انسياب المنتجات السورية للأسواق العراقية أو دخول المنتجات العراقية إلى سورية حرصا من الجانبين على زيادة كبيرة في التبادل التجاري خاصة وأن العراق الشقيق هو شريك تجاري أساسي لسورية خارجيا لسنوات طويلة، الأمر الذي يساهم في إزالة كافة العوائق لتحقيق ميزان تجاري على المستوى المطلوب.
الخليل ل”تشرين”: العراق شريك تجاري أساسي لسورية
وأضاف الخليل: ستشمل المباحثات ضرورة البدء بإقامة علاقات اقتصادية في الجانب الاستثماري وتوقيع وثائق في مجالات تعاون في قطاعات مختلفة سواء على مستوى الصحة والتجارة والتعليم ومجالات أخرى قيد النقاش لاستكمال التوقيع لاحقا.
مجموعات عمل جدية
وذكر الخليل أن هناك سبع مجموعات عمل من كلا الطرفين مجالات الجمارك والنقل والتعاون العلمي والثقافي والصحي والطاقة والكهرباء والنفط والصناعة والزراعة والموارد المائية والاتصالات والأشغال العامة والشؤون الاجتماعية والخارجية، نأمل أن تأخذ دورها في تحسين العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بالمرحلة القادمة.
من جهته أوضح الوزير الغريري أن انعقاد اجتماعات الدورة الحادية عشرة للجنة المشتركة هو مفتاح لتعزيز العلاقات الاقتصادية السورية العراقية، وفتح الأسواق العراقية أمام المنتجات السورية التي تلبي أذواق المستهلك المحلي في العراق، إضافة إلى تنمية التعاون في مجال تنظيم المعارض في كلا البلدين.
وفي تصريح لتشرين أكد الوزير العراقي أن هذه الزيارة ستكون فاتحة خير للعلاقات الاقتصادية بين البلدين متاملا ان تكون القرارات جادة وتترجم على أرض الواقع بين البلدين.
كما أثنى على أهمية العلاقات الثنائية التي تربط البلدين في العديد من المجالات، لافتاً بشكل خاص إلى العلاقات التجارية المتميزة والتي يعكسها حجم التبادل التجاري بينهما، ومنوهاً بأن الجوار الجغرافي للبلدين هو ميزة لكي تكون تكاليف الاستيراد والتصدير في أدنى حدودها وبالتالي إمكانية زيادة حجم هذا التبادل إلى مستويات أعلى مع العمل بالتوازي لتطوير هذه العلاقات في القطاعات الأخرى، ولا سيما الاستثمارية.
السوق العراقي واعدة
واضاف الوزير العراقي أن افتتاح أعمال اللجنة السورية العراقية المشتركة يبشر بالتفاؤل بمستقبل أفضل للعلاقات السورية العراقية ورسم خطوط عريضة لتطبيقها على أرض الواقع بما يصب بمصلحة الجانبين، مشيراً إلى أن أعمال اللجنة ستتناول جميع القطاعات منها ما نتج من الاجتماع السابق للجنة لتوقيع مذكرات تفاهم في مجالات الصحة والتجارة والتعليم، والحوارات مستمرة لباقي المجالات من أجل تذليل كافة العقبات التي تقف أمام تطوير ورفع مستوى التبادل التجاري إلى أعلى مستويات ممكنة لتحقيق المصلحة للطرفين.
وأشار الوزير العراقي أن الطموح كبير لاستقطاب الإمكانيات الصناعية والخبرات السورية داخل العراق، مبيناً أن السوق العراقي واعد والقوانين والتشريعات مرنة وترحب للانفتاح على جميع القطاعات.
وأشار إلى أن المناقشات تسهم في تذليل كافة العقبات مثل دخول الشاحنات والترانزيت بالتعاون مع الجهات المعنية في سورية
وأكد الغريري أن الاجتماعات ستتابع نتائج أعمال الدورة السابقة للجنة، بمشاركة ممثلين من كل القطاعات المعنية، إضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم في قطاعات مختلفة والحوار للتعاون في مجالات أخرى تختص بقطاعات الصحة والتجارة والتعليم والاقتصاد والاستثمار والمعارض الداخلية والخارجية، لافتاً إلى أهمية مثل هذه الفعاليات والمباحثات الثنائية لتذليل العقبات أمام تنمية العلاقات، بما يعود بالنفع لكلا الشعبين والبلدين.
إصرار حقيقي
وفي سياق متصل بين رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي الدكتور فادي سلطي الخليل أن التمثيل الشامل في كلا الوفدين المشاركين في اللجنة يدل على إصرار حقيقي من كلا البلدين لتطوير التعاون الثنائي ، مشيراً إلى أن النقاشات والحوارات التي ستتخللها الاجتماعات تهدف إلى رفع مستوى التعاون ليشمل مستويات وقطاعات أخرى.
الغريري ل”تشرين”: الجوار الجغرافي ميزة لزيادة المبادلات
مبيناً أن المواضيع التجارية تشغل بال رجال الأعمال في كلا البلدين على مستوى الاستيراد والتصدير ..
من جهته أكد نائب رئيس اتحاد الصناعات العراقية علي الدخيل لتشرين أن العراق لديها رغبة بتشكيل مجلس اقتصادي عراقي سوري يساهم في زيادة الميزان التجاري، مؤكداً أن هذا المجلس سيكون من المجالس الواعدة بين البلدين باعتباره سيسهم في إنشاء ميزان تجاري اقتصادي متساو لجهة الصادرات والمستوردات، مؤكداً أن باكورة هذا الاجتماع هي حل مشكلة دخول البضائع السورية إلى العراق لافتاً إلى رغبة العراقيين بتخفيض الرسوم الجمركية المطروحة على جدول أعمال اللجان المشتركة ليكون هناك شراكة حقيقية بين البلدين.
وطالب من الجانب السوري أن تكون العلاقات التجارية ممتازة وأن تصل الرسوم الجمركية إلى أدنى معدلاتها خاصة وأن المواطن العراقي تستهويه البضائع السورية.
ومن الجدير ذكره أن جدول أعمال اللجنة التي ستقام اجتماعاتها على مدار يومين في فندق داما روز بدمشق تتضمن تقييماً عاماً للإجراءات المتخذة لتنفيذ ما ورد في محضر اجتماعات الدورة العاشرة التي تمّ عقدها في بغداد عام 2021، ومناقشة قضايا التعاون المشترك في العديد من المجالات، كالتجارة والاستثمار والصناعة والزراعة والموارد المائية والتعليم العالي والصحة والسياحة.