السر الصيني- السوري !

زيارة المبعوث الصيني الخاص إلى دمشق تعيد التذكير بأهمية وعمق الدور الصيني في الاستقرار العالمي. وفي دعم سورية وقضيتها تجاه الإرهاب وفي وجه محاولات الغرب زعزعة استقرارها والتدخل في شؤونها.
ويوماً بعد يوم يتضح الدور الصيني المهم و المؤثر سياسياً. وتتكشف السياسة الهادئة لبكين. والتي يتضح أنها تعمل بصمت منذ سنوات لترسيخ دور سياسي صيني يساهم في الأمن الإقليمي والدولي. ويسهم  عبر ترسيخ الاستقرار في بناء نظام عالمي عادل ومتوازن.

‏والتوافق بين سورية والصين قديم. والتعاون بينهما عريق. وكان وقوف بكين مع سورية في الحرب الإرهابية التي شنت عليها طبيعياً لأنها حريصة على التمسك بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وملتزمة بصون سيادة واستقلال الدول. و ممسكة أكثر بمحاربة الإرهاب. من هذا المنطلق كان الدعم الصيني القوي لسورية أثناء سنوات الحرب. كما كانت المساعدة الاقتصادية وخاصة في أزمة الزلزال. والأهم من كل ذلك كما ظهر، الدور الذي لعبته الصين في الوساطة بين سورية وكل من تركيا والسعودية. وهي الوساطة التي كانت قامت على مبدأ الالتزام بسيادة ووحدة واستقلال الجمهورية العربية السورية أرضاً وشعباً ومؤسسات. وكما يبدو فقد حققت هذه الوساطة إنجازات ترجمت عبر ما نلمسه من تقارب سعودي- سوري فتح الأبواب لعودة العرب إلى سورية لاستكمال استقرار المنطقة. تمهيداً لبناء نظام إقليمي قوي في ظروف التوترات العالمية المتفاقمة.

‏الصين تتعامل مع سورية باعتبارها حجر الأساس في المنطقة العربية. ودعامة الاستقرار الإقليمي. ولأن السياسة الصينية تتحرك مع الإقليم برمته. كان لابد من وساطتها لنزع فتيل أي توتر بين أي دولة مع دول الإقليم. من هنا ظهرت الفعالية الصينية السياسية الدولية والإقليمية. في الإقليم كان الإنجاز الكبير لوساطة بين إيران والسعودية وقيادة مفاوضات بينهما أوصلت إلى اتفاق بدأت مفاعيله تتضح في وقف إطلاق النار في اليمن تأسيساً لحل السياسي فيها. وبرزت الفعالية الصينية السياسية الدولية في اقتراح حل للمسألة الأوكرانية .وفي وثيقة الأمن الدولي الذي نالت استحسان وموافقة معظم الدول.

‏الصين لم تعد مصنع العالم فقط. بل باتت اليوم منبع خيرات العالم. ومنجز الأمن والسلام والاستقرار في الإقليم والعالم. ودورها السياسي متنامي الفعالية. ومتضح الظهور. يرسخ مكانتها الدولية كفاعل اقتصادي سياسي له دور كبير في مستقبل العالم .وهذا سر وعمق صداقة وتعاون وتوافق سورية والصين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار