٩ قرى في ريف حمص من دون مياه منذ ٥ شهور وسط تقاذف المسؤولية
تشرين- ميمونة العلي:
تعاني تسع قرى في ريف حمص الشرقي عطشاً تاماً حيث لم يتم ضخ قطرة مياه واحدة في خطوطها منذ خمسة أشهر، أهالي هذه القرى ( خلفة، خربة عياش، تلقطا، تلعداي، بويضة الريحانية ،الأسعدية،الناصرية، أبو حكفة الشمالي، أبو حكفة الجنوبي) يشترون خزان المياه (٥) براميل بـ ٢٥ ألف ل.س من مصادر مجهولة ويتعرضون لشتى أنواع الابتزاز من أصحاب الصهاريج هذا إن توفرت المياه حيث نشطت تجارتها بقوة ! .
هذه القرى تشرب من مياه آبار جبال الشومرية التابعة إدارياً لمؤسسة مياه محافظة حماة التي لم تضخ قطرة واحدة في خطوط الإسالة منذ خمسة أشهر أي منذ سرقة معدات البئرين الموضوعتين في الاستثمار من أصل ست آبار تعود ملكيتها لمؤسسة مياه حماة موجودة في جبال الشومرية في حمص أي أن سرقة معدات تشغيل البئرين دفع ثمنها الأهالي الذين لا حول لهم ولا قوة حيال المخرّبين الذين قاموا بالسرقة، وقد سبق هذا العطش التام المستمر منذ خمسة أشهر شح في المياه بسبب عدم تجاوب شركة كهرباء حمص مع طلب إعفاء خط ضخ مياه آبار الشومرية من برنامج التقنين الكهربائي، وعدم كفاية المازوت لتشغيل المولدات لساعات طويلة كافية لري القرى جميعها ولا قدرة لمؤسسة مياه حماة على تشغيل الآبار الأربع الأخرى، هذا ما يتلقاه الأهالي من ردود كلما طالبوا بالحلول ما جعل عطشهم دائماً منذ سرقة المعدات ومتقطعاً فيما سبق تاريخ السرقة، ورغم الشكاوى العديدة والاجتماعات والتنسيق على أعلى مستوى بين مؤسستي مياه حمص وحماة في وزارة الموارد المائية كما علمنا من مصدر طلب عدم ذكر اسمه- لأن التصريح لوسائل الإعلام ممنوع بتوجيه من المدير العام كما قال.
رغم الاجتماعات إلّا أنّ الحلول لا تزال قيد المناقشة فلم يتم ضخ أي قطرة حتى لحظة إعداد هذا التقرير والمشكلة لا تزال جاثمة فوق قلوب الأهالي الذين لا تنقص دخولهم المهدودة تكاليف شراء المياه وهل يكفي الخزان الواحد عائلة متوسطة أكثر من يومين أو ثلاثة في هذا الوقت من السنة، فما هي الحال المرتقبة في فصل الصيف الذي يطرق الأبواب، وإلى متى سيبقى الأهالي في انتظار الوعود، وما ذنبهم في كل هذه التكاليف الباهظة؟ وقبل السرقة ما ذنبهم في عدم استجابة شركة كهرباء حمص لإعفاء خط الآبار من التقنين ؟!
مليار وثمانمئة مليون ل.س تكلفة خط كهربائي معفى من التقنين يغذي آبار الشومرية ويحل مشكلة العطش في قرى (تل حسن باشا، أم العمد، دنيبي، تل خزنة، شكاري، خنيفيس) قرى محافظة حماة التي تتغذى من الآبار ذاتها والعطشى هي بدورها منذ تاريخ سرقة معدات تشغيل الآبار بالإضافة لقرى محافظة حمص التسعة، هذا ما أوضحه مصدر مسؤول في مؤسسة مياه حماه طلب عدم ذكر اسمه لأن التصريح بحاجة لموافقة ورغم محاولتنا الحصول على موافقة إلّا أن مدير مياه حماة لم يرد على اتصالنا ورغم أن المعلومات التي ذكرها المصدر متداولة وليست سراً ؟!
وبيّن المصدر ذاته أن إعفاء الخط من التقنين الكهربائي يحلّ أكثر من ٨٠٪ من مشاكل المياه في المنطقة.
مكتب” تشرين” في حمص تواصل مع المهندسة ناهد القبة مديرة الوحدة الاقتصادية في المخرم الفوقاني وسألها عن التفاصيل والوعود فأوضحت أن ثلاثة غواطس جاهزة للعمل في ثلاث آبار في الشومرية ، وتم التنسيق مع الجهات المعنية لتأمين الحماية لها، وسيتم الضخ اليوم في المأخذ الأول الذي سيروي قرى(خلفة، خربة عياش، تلقطا، تلعداي)، ولاحقاً سيتم ضخ المياه في المأخذ الثاني ليروي قرى(بويضة الريحانية،الأسعدية، الناصرية، أبو حكفة الشمالي والجنوبي)، وعن تخوف الأهالي من العودة إلى شح المياه الذي كان موجوداً قبل سرقة المعدات بسبب قلة عدد ساعات الضخ بيّنت القبة أن شركة كهرباء حمص استجابت في فترة سابقة لطلبات الأهالي وقامت بإعفاء خط الآبار من التقنين ليلاً ما جعل ساعات الضخ كافية، ولكن تمت إعادة خطوط الضخ إلى خط التغذية العادي مع الترددية والتقنين ما جعل ساعات الضخ تنخفض بسبب العودة لمحركات الديزل وهي محركات احتياطية عندما تنقطع الكهرباء يتم المناورة بالديزل ناهيك بتكاليف الصيانة والزيت والوقود واستهلاك العمر الفني لتلك المحركات هذا عدا عن امتداد خط الإسالة لأكثر من ١٥كم ما يوجب ضخاً متواصلاً لتصل المياه إلى جميع المشتركين وعن الحلول القابلة للتطبيق تمنت مديرة الوحدة الاقتصادية العودة لخط الكهرباء المعفى من التقنين ولو بشكل جزئي.