حافظ حسين يكتب «ومضات في سماء الحكمة»
تشرين- ثناء عليان:
قطب الأكوان.. كون.. معجزة إله حكيم.. داخلها علم سليم.. خارجها جوهر مبهم عظيم.. مدار.. مقاس زواياه واحد.. هو الإعجاز لكل منكر منافق متكبر.. هيهات هيهات.. أن يدرك الإنسان علماً.. اختصه لذاته الأحد الرحمن.. الكون.. ذرة كبيرة.. والذرة كون صغير.. وحركة الأزمان فيه.. مستديرة.
هذه شذرات مختارة من كتاب «ومضات في سماء الحكمة» الصادر عن دار أرواد للطباعة والنشر سورية – طرطوس للكاتب حافظ حسين، مولوده الأول الذي ضم بين دفتيه 30 ومضة وقصيدة نثرية من عناوينه: « سيدة الياسمين, شهداء نور, في محراب العشق، الآن سر الحياة، شقي وسعيد، قطب الأكوان، عظمة الزمن، غاية الوجود، إبداعات ربانية، أيقونة السلام».
خلال حفل توقيع الكتاب الذي أقيم في قاعة المحافظة بطرطوس، بحضور أصدقاء الكاتب ومتذوقي الكلمة الجميلة، أكد حسين أن ريع الكتاب سيعود بشكل كامل لصندوق دعم أسر الشهداء.
الشاعرة أحلام غانم قدمت قراءة بينت فيها أن كتاب (ومضات في سماء الحكمة) يعد ومضة في سماء الفلسفة على طريق العروج إلى الروحانيات، وأن نصوصه تُعصى على التصنيف، وفقاً للمعايير التقليدية الخاصة بالفلسفة أو بالنقد الأدبيّ، بل وتتمرّد عليه فهي تتمدّد برفعة واسترخاء على التخوم غير آبهةٍ بحُرَّاس الحدود وإيديولوجيا المتعصبين.
وترى غانم أن الكتاب يعد تجربة إبداعية لا تخلو من جمال البساطة؛ ولعل أهمَّ مفتاح لسبر أغواره هو مفتاحُ الذات التي تبحث عن جوهر الحقيقة في كنه الوجود.
إذ يقول: «صورٌ
أشكالها مجاميعُ فكرٍ
من كتب فلسفية
تخاطب العقل
وتُحاكي الروح».
لافتة إلى أن الكاتب اعتمد على الأسلوب الشذري، والجملة الشذرية، والمقاطع المتشظية.
وبدت الومضات كمقاطع تأملية، وخطرات صوفية، وانطباعات عقلية ونفسية في شكل خواطر روحية، تعتمد على المسرود الذاتي، والخطاب غير المعروض، وتشغيل ضمير الحضور، واستدعاء الذات المتكلمة، وبينت أن هذه الومضات بالرغم من بساطتها تنتصر بالدعوة إلى الحكمة والتآخي والوحدة والتفاعل الحر.
والأدب -حسب غانم- رسالة فنية تختلف عن الرسائل اليومية التي تتم وفق اللغة العادية. وما تعرفه اللغة من ديناميكية في الزمان والمكان، هو ما يجعلنا نؤمن بأن متن (ومضات في سماء الحكمة) تجربة ذاتية لحافظ حسين، تنقل انفعالاته ومشاعره ومواقفه إلى الآخرين، بالاعتماد على قوة المُضمر والتمثيل والإيحاء، ولذلك تتعدد الألفاظ والصور والأساليب بتعدد المواقف والانفعالات.
بدوره بيّن الشاعر حسن حسين أن الكتاب تضمن ثلاثين نصاً عبر الكاتب من خلالها عن اعتزازه وانتمائه العربي الوطني بروح شبابية متوهجة وبلغة سهلة وبسيطة مفعمة بالإحساس.