موسم دراما رمضان وإشارات!
تشرين-نضال بشارة:
ما إن تبقت أيام قليلة لبدء شهر رمضان، حتى ادّعى بعض أصحاب مسلسلات هذه السنة تأجيل عرض الأعمال التي أنتجوها لما بعد شهر رمضان، لحين الانتهاء من التصوير بحجج مختلفة، فغابت بعض المسلسلات التي تناولت الزمن المعاصر، فمسلسل مقابلة مع السيد آدم ج2 كان كل ما هو متداول أن المسلسل لن يعرض في هذا الموسم، كما كان يتم الإعلان عنه منذ موسمين سابقين، لكن المسلسل قد جرى عرضه مع بقية المسلسلات، ولذلك نرجح أن سبب تأخر الإعلان عن عرضه، هو السبب ذاته الذي دفع بقية الأعمال التي تم تأجيل عرضها لما بعد رمضان، والذي يكمن في زعمنا في عدم شراء حقوق العرض. وفي ظل ذلك لا نرى أن الإعلان عن حقيقة الأمر معيب في حق أي مسلسل مهما علا شأنه.
بداية متعثرة
لم تكن بداية مسلسل الزند (ذئب العاصي) للكاتب عمر أبو سعدة، إخراج سامر البرقاوي مقنعة بل متعثرة جداً، فكيف لشابٍ، ما دون العشرين من عمره يستطيع قتل رجل من رجال الباشا بخنجرٍ ثأراً لقتلهم أباه بعد أن أعطوه الأمان لليلة واحدة ليحل مشكلته مع الباشا، ثم الهرب منهم وأمامهم رغم ركوبهم على أحصنة وامتلاكهم بنادق أطلقوا عليه النار منها ولم يُصَبْ بطلقة! مشهد لا يمتلك أياً من مقومات الإقناع، المشهد جاء بهذا الضعف الدرامي لأجل أن تستمر الأحداث ليهرب عاصي ثم يعود وتستكمل بقية ما سنشاهده من أحداث وشخصيات. أليس كان الأجدر بالكاتب والمخرج أن يقدما لنا مشهداً مفصلياً مثل هذا، تتوافر فيه عناصر الإقناع، ليكسبا ثقة المشاهدين بما صنعا من عمل فني؟!.
نديّة غير مسوّغة
لا تحضر مسوغات الصراع بين شخصيتي «أبو حمزة/ سلوم حداد» و« عبدو العربجي/ باسم ياخور» في مسلسل « العربجي» فالأول هو شقيق شيخ كار النشواتية، والثاني مجرد عربجي يأتمر بأوامر زوجة شيخ الكار المتوفى حديثاً « درّية خانوم/ نادين خوري»، إذ نشاهد حواراً نديّاً وتحديّاً من العربجي لشخصية «أبو حمزة» الذي يسعى للحصول على ممتلكات شقيقه وقدْرِه بين الناس، من دون أن نفهم كيف يتقبل هذه النديّة، كما أننا لم نلمس جديداً في أوامر «حمزة/ ميلاد يوسف» للشغيلة فقد سمعناها عشرات المرات في العديد من المسلسلات والأفلام من قبل أي شخصية تتوجه بالأوامر للشغيلة في خانها أو ورشتها أو في الميناء …إلخ أما مشهد قتل زوجة العربجي خلال محاولة خطفها من البيت فمضحكٌ جداً، إذ لا يعقل أن يخترق جسدها من الخلف ذلك السيخ الحديدي بهذه السهولة كأنه سكين! كان يمكن ترتيب مشهد القتل من خلال تعثرها لأنها تمشي للخلف ثم يصطدم رأسها بشي حاد فتموت، لكان المشهد أكثر إقناعاً.
الحلقة الأولى
بات من المعروف أن الحلقة الأولى هي الأكثر أهمية في المسلسل فإن لم تحظ بمقومات فنية وفكرية تجذب أغلب المشاهدين فسينفضون عن متابعته، وهذا ما لم يحققه مسلسل النار بالنار، الذي فضاؤه المكاني للأحداث أرض لبنان، رغم أنها امتلكت مشهداً مفاده الاعتصام من أجل المطالبة بالمفقودين والمغيبين منذ سنوات الحرب، فالتركيز على أفعال شخصية النجم أحياناً لا يأتي بثمار طيبة.
أولاً !
أزعم حد الاعتقاد أن معظم المشاهدين لن تعنيهم مسلسلات تحكي عن زمن العثمانيين، أو زمن غير محدد لكنه ماضٍ، وتقصي نفسها عن الزمن الحاضر وما يحدث فيها، فما يعانيه مجتمعنا ونحن من هموم وقضايا ومشكلات اقتصادية تزداد تعقيداً ووطأة على حياة الناس، يتطلب دراما تلفزيونية تقارب أوجاعهم، وتحاول إدانة من يستحق الإدانة، والإجابة عن سؤال أو أكثر، لماذا وصلنا إلى درجة تفضيلنا الهجرة أو الموت، أو التطلع إلى حدوث معجزات رغم أن زمنها قد انتهى! فهذا مطلب المشاهدين أولاً، فمتى نشهد هذه الدراما، لعل مسلسل «خريف عُمر»..