كسر جليد الشركات المتوقفة والمتعثرة بفكرة الدمج.. و”الكيميائية” تطرح دمجاً لثلاثٍ من شركاتها ضمن كيان واحد
تشرين – محمد زكريا:
كسرت المؤسسة العامة للصناعات الكيميائية حالة الجمود التي تحيط بملف الشركات المتعثرة والمتوقفة عن الإنتاج التابعة لها، وذلك من خلال إحياء مشروع الدمج بين تلك الشركات التي يجمعها التقارب في الأنشطة والأعمال، وأولى هذه الشركات المراد دمجها هي الشركة العامة للدباغة إلى جانب الشركة العامة العربية للمنتجات المطاطية والجلدية في حلب، إضافة إلى الشركة العامة لصناعة الأحذية، بحيث تكون هذه الشركات الثلاث ضمن كيان واحد كما كانت في بداية التأسيس.
ميزات عديدة
وحسب المدير العام للمؤسسة العامة للصناعات الكيميائية الدكتور أسامة أبو الفخر فإنّ حالة الدمج للشركات المذكورة من شأنها أن تحقق العديد من الميزات أهمها تحقيق التكامل في مراحل الإنتاج، بحيث يتم تأمين الجلود المدبوغة اللازمة لإنتاج الأحذية والستر الجلدية عن طريق مرحلة الإنتاج الأولى القائمة حالياً في شركة دباغة دمشق، وبذلك يتم طلب كامل الكميات اللازمة للمنتجين، وسيتيح هذا الخيار لشركة الأحذية تنويع نشاطات عملها وتوسيع عملياتها الإنتاجية وتعاملاتها من خلال إشرافها على إنتاج الأحذية والستر الجلدية باستخدام آلاتها، إضافة لتجهيزات شركة دباغة دمشق.
حالة الدمج من شأنها أن تحقق العديد من الميزات أهمها تحقيق التكامل في مراحل الإنتاج
وبيّن أبو الفخر لـ(تشرين) أن مشروع الدمج بين الشركات الثلاث يؤدي إلى تخفيض في بعض بنود التكاليف الثابتة مثل خفض مستلزمات الإنتاج بمقدار قيمة هامش الربح المضاف والمعتمد حالياً لدى شركة دباغة دمشق وتوفير قيمته لصالح الكيان الجديد، كما أنه سيتم إيجار بناء إدارة شركة الأحذية الحالي، واستخدام مقر دباغة دمشق مقراً للكيان الجديد، وتخفيض تكاليف تأمين مستلزمات والمواد اللازمة للإنتاج، ونفقات وسائل نقل آليات مخصصة وخدمة وما يرتبط بها من تأمين وإجراءات لتغطي نفقات إدارة واحدة عوضاً عن ثلاث إدارات، وتخفيض الورقيات والقرطاسية والتجهيزات والأعباء المرتبطة بها من نفقات إنارة وهاتف ومياه وكهرباء ونفقات استئجار آليات لشحن البضائع
كيان واحد
مشيراً إلى وجود العديد من الميزات الأخرى والمتمثلة في تخفيض زمن تأمين مستلزمات والمواد اللازمة للإنتاج لتكون بطلبية واحدة عوضاً عن الوضع الحالي القائم وفق طلبية في دباغة دمشق وطلبية أخرى للأحذية، وتالياً فإن تخفيض بعض بنود التكاليف الثابتة واختصار إحدى حلقات الوساطة في الإنتاج سيسهم ذلك في رفع هامش الربح وإمكانية تحقيق إما أرباح إضافية أو خفض مستوى أسعار المبيع ورفع القدرة على المنافسة والتسويق، وبالتالي زيادة استغلال الطاقات الإنتاجية، كما أنه يمكن الاستفادة من كوادر الشركات الثلاث وخبراتها من خلال إعادة هيكلتها وفق مراحل إنتاج وبرمجة زمنية، وبالتأكيد فإنّ إعادة هيكلة الشركات الثلاث ضمن كيان واحد جديد سيتيح إمكانية تجميع القدرات الفنية والمهنية وتبادل الخبرات الإدارية والتسويقية والإنتاجية إلى جانب الاهتمام بموضوع الجودة وخفض التكاليف، كما أن حالة الدمج ستسهم في زيادة القدرات المالية والسيولة المتوفرة وتعزيز رأس مال الكيان الجديد نتيجة عملية الدمج والذي بدوره سيؤدي إلى حرية أكبر في تأمين مستلزمات الإنتاج بأسعار أفضل وضمن التوقيت اللازم، وأنه في حالة الدمج يمكن العمل على الاستفادة مستقبلاً من تحقيق سيولة مالية مرتفعة في حال تنفيذ المخطط التنظيمي لموقع شركة دباغة دمشق والبدل المالي المقدر للمساحة التي تشغلها الشركة، ما سيتيح موارد للكيان الجديد ستسهم في التطوير والعملية الإنتاجية.
خيار معالجة وضع العمالة الفائضة الناتجة عن الدمج موجود على أن يكون بشكل طوعي لعمال
عمالة فائضة
موضحاً أن عملية الدمج ستنتج فائض عمال، وأنه في حال مساعدة الجهات الوصائية في معالجة العمالة الفائضة وإمكانية تحويلها إلى جهات عامة أخرى، سيتم التوفير في الأعباء المالية والإدارية الناتجة عن رواتبهم،على أن يكون خيار معالجة وضع العمالة الفائضة بشكل طوعي ومن دون إجبار العمال على ذلك، مع المحافظة على كامل العمالة في حال لم يتم الأخذ بخيار استثمار العمالة في جهات أخرى. ويمكن العمل على إحداث مكتب تجاري يتبع الكيان الجديد في محافظتي حلب وريفها والمنطقة الشمالية، يدار من قبل الكادر الحالي القائم في شركة دباغة حلب، ما سيتيح فتح أسواق أوسع ووجوداً دائماً في المحافظات المذكورة من جهة سبر أسواق المواد الأولية وخلق علاقات عامة قد تساعد في جذب عملاء جدد
الواقع الفني
وتشير المذكرة الصادرة عن المؤسسة إلى الواقع الفني والعملي والمالي لتلك الشركات الثلاث، حيث إن الشركة العامة للدباغة تعاني قدم آلات معاملها، الأمر الذي يجعلها تعتمد على التصنيع لدى الغير في معظم مراحل الإنتاج، وبالتالي فإنّ هذه العملية هي متاجرة وليست مصانعة، ولابدّ من الإشارة إلى أن مستقبل الشركة ضمن موقعها الحالي المتوضع ضمن مخطط تنظيمي سكني وخدمي يجعل خيار استثمارها صناعياً غير وارد، وأنه يمكن استثمار الموقع ضمن مشروع سياحي أو خدمي، كما أن آلات معامل الدباغة قديمة ومتهالكة وهي بحاجة إلى عمليات استبدال وتجديد واسعة، ولكون الدباغة حرفة وليست صناعة فمن الأولى عدم ضخ استثمارات جديدة وترك المجال في تطوير هذه الحرفة للقطاع الخاص، وبّينت المذكرة أن الجدوى الاقتصادية من عملها مرتبطة بشكل مباشر بحصرية حصولها على الجلود الخام الناتجة عن المسالخ الحكومية، بينما واقع الشركة العربية للمنتجات المطاطية والجلدية مدمر بالكامل نتيجة العمليات الإرهابية، ولا تمتلك أي أصول رأس مالية وخصوصاً خطوط إنتاج وهي حالياً تقوم بعمليات متاجرة وتصنيع لدى الغير بشكل كامل ولا يوجد أي جدوى اقتصادية من إنشاء معمل جديد ضمن هذه الشركة، والتخلي عن هذه الصناعة لمصلحة القطاع الخاص.
معاناة دائمة
وأشارت المذكرة التي حصلت (تشرين) على نسخة منها إلى أن الشركة العامة لصناعة الأحذية تعاني من آلات قديمة ومتهالكة وهي بحاجة لعمليات استبدال وتجديد واسعة، وأن ما يجري في هذا الإطار هو بعض عمليات التجديد المحدودة وغير المتكاملة في ضوء محدودية الاعتمادات وقلة السيولة المالية، وأوضحت المذكرة أن الشركة عملت وضمن الخطط الاستثمارية على تأمين بعض الآلات التي ستساعد في إزالة نقاط الاختناق ورفع نسبة التنفيذ والمردودية، وإن عدم استغلال طاقاتها الإنتاجية المتاحة، من شأنه أن يرفع تكاليف إنتاج السلع المنتجة فعلياً، حيث إن مرد ذلك هو ارتفاع قيمة التكاليف الثابتة مقارنة بحجم الإنتاج، وبالتالي عدم القدرة على المنافسة، كما أن هامش الربح ومعدل القيمة المضافة المحققة منخفضة، وفي الجانب الفني فإنّ الشركة تمتلك معملين في مصياف والسويداء إلى جانب ورشة عمل صغيرة في معمل النبك وبعض الآلات المكملة لصناعة الحذاء في معمل أحذية درعا المدمر والجاري حالياً الاستفادة من بعض أصوله المتوفرة، مع الإشارة إلى أن الشركة تمارس عملها وفق مبدأين هما التصنيع المباشر من قبلها و تصنيع لدى الغير.