في اجتماع وزراء زراعة عرب في دمشق.. المواقف السياسية لم تغب عن القضايا الزراعية المطروحة للنقاش
تشرين- يسرى ديب:
لم تغب المواقف السياسية عن كلمات وزراء الزراعة من الدول العربية الثلاث (العراق الأردن لبنان) المشاركين بالاجتماع الرباعي في العاصمة دمشق.
وكان لتعبيرهم عن سعادتهم لوجودهم بدمشق أيضاً موقف لا يخلو من السياسية أيضاً، كقول وزير الزراعة اللبناني عباس حاج حسن إن الشوق حمله إلى دمشق، وفي دمشق يرى الأردن والعراق.
في حين قال وزير الزراعة الأردني خالد الحنيفات: إن العلاقات بين الأشقاء في سورية والعراق ولبنان والأردن علاقات اجتماعية ثقافية وتجارية وسياسية وزراعية، عابرة للحدود، وعلاقات مصاهرة.
كما عبر وزير الزراعة السوري محمد حسان قطنا عن سعادته بسماع نشيد الدول العربية الثلاث في سورية، متمنياً أن يسمع نشيد كل الدول العربية في سورية.
وعن حجم السياسة في هذا الاجتماع قال معاون وزير الزراعة فايز المقداد لتشرين: ما من شك أنه خلال الأزمة عانينا من انقطاع في العلاقات مع الدول العربية وهذه مناسبة جيدة لإعادة العلاقات خاصة مع دول الجوار، لأن تعزيز العلاقات مع دول الجوار سيفتح أكثر من منفذ خارجي أمام سورية. ويأمل المقداد أن تعود العلاقات ويكون لهذه الجهود أثر إيجابي على العلاقات بين الدول العربية.
نهاية المطاف
كانت دمشق المحطة الرابعة لاجتماع الوزراء العرب، فقد سبق هذا الاجتماع الرباعي اجتماعات أخرى بدأت قبل عام من الآن في كل من بغداد ثم بيروت وبعدها عمان، لينتهي المطاف في دمشق حيث من المقرر أن يتم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين الدول الأربع غداً.
وذكر الوزراء المشاكل التي تعرضوا لها بسبب الأزمة السورية، إذ إن الأردن تأثر كثيراً بعد إغلاق المعبر بين البلدين، وهو الأهم حسب قول الوزير الحنيفات.
في حين قال الوزير اللبناني حسن: إن سورية هي معبر لبنان الأساسي، وأنهم حاولوا تفعيل النقل البحري، لكنه أثبت فشله.
مجالات التعاون
كثيرة هي الظروف التي دفعت وزراء الزراعة في الدول الأربع للجلوس معاً والسعي للتعاون فيما بينهم، فموضوع تحقيق الأمن الغذائي من أهم التحديات التي يواجهها العالم عموماً، ومنطقتنا خصوصاً حسب قولهم.
واستعرض معاون وزير الزراعة فايز المقداد المشاكل التي تعانيها دول المنطقة، حيث عانت سورية من الإرهاب لسنوات طويلة، ولبنان يعيش أزمة مالية منذ 2019، والأردن يعاني من الجفاف، ومشاكل العراق لا تختلف عن مشاكل أي من الدول السابقة.
تهدد بالتصحر
وأشار المتحدثون إلى أهمية التنسيق الزراعي المشترك بينهم لمواجهة أزمة خطر نقص الغذاء الذي تهدد به الكثير من المتغيرات من أهمها التغيرات المناخية، التي تهدد بالتصحر، وأن مواجهة هذه المخاطر لا يمكن أن يتم بشكل منفرد حسب قول وزير الزراعة اللبناني حسن.
في حين أشار الوزير السوري قطنا إلى أن الموارد الطبيعية لم تعد بين أيدينا، وهنالك تراجع في الموارد المائية، وتقلص في مساحات الأراضي الزراعية وتراجع في الإنتاجية، وإذا لم تتوفر الإرادة لمواجهة هذه الصعاب متحدين، لن نستطيع الصمود في الأمد المتوسط والبعيد.
وأشار قطنا إلى أنه ما زال هنالك موارد يمكن إدارتها بشكل صحيح، وتمنى الوزير قطنا انضمام دول أخرى إلى هذه الدول المجتمعة، للبحث والعمل على معالجة هذه التحديات.
تشجيع الاستثمار
ومن القضايا التي تم طرحها أيضاً موضوع تشجيع الاستثمار في المجال الزراعي، وذلك من خلال تغيير القوانين، وتسهيل الإجراءات للتشجيع على الاستثمار في المجال الزراعي، ولفت الوزير اللبناني إلى أن هنالك إقبال على الاستثمار في المجال الزراعي بعد الذي تعرضت له المصارف، وكذلك القطاع الخدمي.
لم يكن التغير المناخي أكثر القضايا التي أدت لأضرار كبيرة على القطاع الزراعي، ولكن بعد كورونا كانت الحرب الروسية- الأوكرانية التي تسببت بارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية خاصة القمح، وكان التأكيد على ضرورة العمل على إيجاد بدائل لنقص الغذاء الذي تسببت فيه الحرب.
الأمراض الوبائية
وركز وزير الزراعة العراقي عباس العلياوي على وضع خطة للتعامل مع الأمراض الوبائية، وقال: إن الأمن الغذائي أولوية وأننا مقبلون على تعزيز التبادل التجاري، ووضع أطر تفاهمات لأجل تبادل الخبرات، وتسهيل انسياب السلع الزراعية.
وكان معاون وزير الزراعة المقداد قد استعرض بعض الأرقام التي تظهر تراجع الصادرات السورية للدول العربية، حيث بينت الأرقام أن كمية مستوردات العراق تصل إلى 3580 طناً، منها 9 آلاف طن من سورية فقط.
وكمية واردات لبنان 714 ألف طن منها 47 ألف طن من سورية.