بورصة الأسعار بين رمضانين.. فروقات بالأضعاف و”الدسم” ينسحب “تكتيكياً” من الموائد
تشرين – عمار الصبح:
قد يطول المقام بسرد العديد من أصناف المواد الغذائية التي سجلت ارتفاعات قياسية بين رمضان الماضي والحالي، لدرجة جعلت المواطن كلما حلّ شهر رمضان يترحم على الذي سبقه!!.
لكن اللافت في الأمر هو أن تصريحات المعنيين ومبرراتهم لهذه الارتفاعات هي التي ظلت على حالها وما زالت تدور ضمن إطار “الوعود” بمراقبة الأسواق والقيام بما يلزم من عمليات “السبر” اليومي للأسعار.
وفي التفاصيل وفي مقارنة للأسعار أجرتها (تشرين) من خلال رصدها واقع الأسواق في محافظة درعا بدأتها من اللحوم الحمراء، إذ ارتفع سعر لحم الخروف من 30 ألف ليرة للكيلو خلال رمضان الماضي وصولاً إلى 65 ألفاً خلال رمضان الحالي بزيادة تفوق 100%، بينما ارتفع كيلو لحم العجل بالنسبة نفسها، أما الفروج فقد شهد ارتفاعاً هو الآخر بين الرمضانين إذ ارتفع خلال عام من 9500 ليرة إلى 22 ألفاً بنسبة فاقت 120%، وطبق البيض الذي وصل في رمضان الحالي إلى 24 ألف ليرة، بينما كان يباع خلال رمضان الماضي بـ13 ألف ليرة بارتفاع نسبته 80 % تقريباً.
معطيات الأسواق تكشف أيضاً تضاعف أسعار العديد من أصناف المواد الغذائية التي قد يطول المقام في إيرادها، ونذكر على سبيل العد لا الحصر ارتفاع سعر كيلو الحلاوة النوع الأول من 12 ألف ليرة العام الماضي وصولاً إلى 30 ألف ليرة، وكذلك الرز القصير المغلف الذي وصل سعره إلى 8000 ليرة للكيلو، بعدما كان يباع بـ3500، وارتفع سعر كيلو الرز الطويل الأول من 8000 ليرة إلى 20 ألفاً أي بزيادة قاربت 130%، فيما تخطت نسبة ارتفاع سعر لتر الزيت الأبيض 100٪ بعدما وصل هذا الموسم إلى 20 ألفاً بعد أن كان يباع بـ9000 ليرة، واللبن الرائب من 2500 ليرة إلى 4000.
الخضار وحدها استقرت مقارنة برمضان الماضي إذ سجل سعر كيلو البندورة هذا الموسم 3000 ليرة مقابل 5000 ليرة، والبطاطا 2000 ليرة مقابل 3000 في رمضان الماضي، فيما كسر البصل اليابس القاعدة وارتفع من 2500 ليرة موسم رمضان الماضي وصولاً إلى 9000 ليرة. ورغم الارتفاعات القياسية للأسعار فقد شهدت الأسواق حركة مقبولة على التسوق وتجهيز مستلزمات المائدة الرمضانية، فيما تشير المشاهدات إلى أن الشراء بات يقتصر على الحدود الدنيا وبكميات قليلة، وخصوصاً للمواد الأساسية كاللحوم والفروج التي باتت خارج الحسابات، على نحو تحولت معه الموائد إلى “خالية من الدسم”، على حدّ قول كثيرين.
وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وجّهت مديرياتها بإجراء سبر أسعار كل المواد وبشكل يومي وتكثيف الدوريات الراجلة والآلية في كل أوقات البيع وبشكل خاص في أماكن ومراكز المدن والأسواق الرئيسة لضبط الأسعار، إضافة إلى تقسيم كل محافظة إلى قطاعات عمل حسب الأهمية والظروف المتاحة بما يحقق فعالية الرقابة على هذه القطاعات، فضلاً عن تكليف الدوريات الرقابية بالعمل ضمن نظام المجموعات مع التركيز خلال النصف الأول من شهر رمضان المبارك على المواد الأساسية من خضار وفواكه ولحوم وخبز وألبان وأجبان وحبوب وعصائر وكل ما يتعلق بالمواد الغذائية التي يحتاجها المواطن يومياً.