عيدهن ممزوج بمرارة الفقدان تحت وطأة كارثة الزلزال المدمر
تشرين- دينا عبد:
ذكريات كثيرة تحملها الأمهات في قلوبهن؛ منهن من فقدن فلذات أكبادهن في الزلزال الكارثي، الذي وقع في السادس من شباط الماضي؛ ومع مرور مناسبة عيد الأم هذا العام تتذكر الأمهات أبناءهن بحسرة وألم، حيث يذكرن الهدايا التي كانوا يقدمونها لهن في عيدهن.
فمعظم الأمهات يقضين هذه المناسبة بأنفسهن، بعد أن فقدن أبناءهم تحت ركام المنازل التي تهدمت في الزلزال؛ وفي المقابل معظم الأبناء يعيشون مرارة فقدهم لأمهاتهم بعد وقوع الزلزال.
عيد الأم هذا العام يمر صعباً على خلود وأخواتها اللواتي فقدن والدتهن في الزلزال منذ حوالي شهر ونصف .
تقول خلود وهي الأبنة الكبرى ١٩ عاماً: كانت أمي قدوة لنا وهي أكثر من أن نحتفل بها في عيدها؛ لا يمكن أن ننسى يوم الزلزال أنا وإخوتي لقد كان يوماً مشؤوماً، حينما سقط منزلنا وخرجت أمي من تحت الركام جثة هامدة؛ لايمكن تصور الحياة من دونها، فقد كانت كل شيء بالنسبة لنا ومناسبة عيد الأم ستجعلني لا أتوقف عن البكاء.
فيما تصف أم خلدون من محافظة حلب بأنه أسوأ عيد يمر عليها فخلال دقيقة واحدة خسرت أولادها الاثنين.
في الزلزال تتقاسم الأمهات الألم ذاته، فإحدى الأمهات دفنت صغيرها بعدما قضى تحت الأنقاض، وتعيش رعباً يومياً خوفاً من فقدانها البقية؛ وتصف الأم روعة الباشا (أم حمزة) بأنها حتى هذه اللحظة لم تصدق ما جرى وتتمنى لو أن ما حصل كان حلماً وما زالت تحلم وعندما تصحو تتمنى أن تجد ابنها على قيد الحياة.
وتحكي لنا بحسرة بأنها تزور قبره كل يوم وتخبره بأنها بانتظاره كي يعود ويحتفل معها بعيد الأم.
أما أبو عبد الله فلم تفارقه لحظات الزلزال، لاتزال حية في ذاكرته لأنه فقد أبناءه الثلاثة وزوجته يقول: أعيش ألم الفقدان والحرمان أتذكرهم دائماً وفي عيد الأم هذا العام سأكون لوحدي مع ذكرياتهم.
إيمان تصف جدتها بأنها أمها فبعد أن نجت من الزلزال فقدت والديها ولم يبق سواها وجدتها تعيشان حالياً في مركز إيواء ريثما يتم انتقالهم إلى منزل آخر.
تضيف إيمان في الصف الثامن بأنها كانت تنوي أن تشتري لأمها هدية عبارة عن وسادة طبية، فقد كانت تعاني من انقراص في فقرات الرقبة، وكنت أسمعها تقول بأنها لا ترتاح على هذه الوسادة، فقررت جمع مصروفي في حصالة لأشتري لأمي هدية حتى ترتاح أثناء نومها، إلا أنها للأسف نامت إلى الأبد، واختفت حصالة النقود بين الركام؛ أحب أن أقول لها كل عام وأنت في قلبي وذاكرتي سأبقى أتذكرك حتى لو لم تعيشي معنا.