«لا تدخل بين البصلة وقشرتها».. أمثال وحكم عن البصل
تشرين:
كثرت على مواقع التواصل المنشورات والفيديوهات الساخرة التي تتناول “البصل” بعد أن صعدت بورصته وأسعاره بين الخضار والفواكه إلى أرقام قياسية, ما حدا بالبعض إلى الإشارة لكون البصل من المحاصيل المعروفة بأهميتها منذ القدم، وتوجد الكثير من الأمثال الشعبية المتداولة من زمن الأجداد عن البصل .
ويعد البصل من أقدم الخضراوات التي عرفها الإنسان واستخدمها في طعامه. وعرف الفراعنة البصل في مصر وقدسوه، وكانوا يحلفون ويقسمون به وخلّدوا اسمه في كتابات على جدران المعابد وأوراق البردي.. وكانوا يضعونه في توابيت الموتى مع الجثث المحنطة لاعتقادهم بأنه يساعد الميت على التنفس عندما تعود إليه الحياة.. وكانوا يحرّمون تناوله في الأعياد لئلا تسيل دموعهم، فالأعياد للفرح ليست للبكاء.
وذكر أطباء الفراعنة البصل في قوائم الأغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين اشتغلوا في بناء الأهرامات، كما وصفوه بأنه مغذٍّ، ومدرٍّ للبول.. وكانوا يضعونه على مدخل جُحر الثعبان لمنعه من الخروج، ومن كلمة (معبد) التي كان الفراعنة يطلقونها على هذه النبتة، أخذت كلمة (البصل) التي نستعملها اليوم، وفي بلاد الإغريق، كان للبصل المكانة نفسها فقد تحدث أطباؤهم عن البصل بكثرة ووصفوه في كثير الحالات كدواء.
ويقال إن كثرة عدد المعمّرين في بلغاريا ترجع إلى أكل الخضراوات والفواكه النيئة ولاسيما البصل واللبن الرائب والخبز الكامل، ويذكر أن الفلاحين في بلغاريا سلموا من السرطان بسبب أكلهم للبصل.
وللبصل مكانة عالية في الطب القديم، حيث يقول داود الأنطاكي في كتابه «التذكرة»: «يقطع الأخلاط اللزجة، ويفتح السداد، ويقوي الشهوة خصوصاً المطبوخ مع اللحم، ويذهب اليرقان والطحال»،
وقال ابن سينا في كتابه «القانون»: «بذره يذهب البهق، ويدلك به حول موضع داء الثعلب فينفع جداً وهو بالملح يقلع التآليل، وماؤه ينفع الجروح الوسخة وإذا سُعط بمائه نقّى الرأس، ويقطر في الإذن لثقل الرأس والطنين والقيح في الأذنين».
وفي الطب الحديث أجرى باحث روسي دراسات واسعة على 150 صنفاً من النباتات القاتلة للجراثيم، فتبين له أن البصل هو في مقدمة تلك النباتات بل أكد أن له مفعولاً واضحاً في قتل جراثيم التيفوس. والأبحاث على البصل كغذاء ودواء كثيرة جداً.
ولعل الاعتقاد الشعبي السائد بمنافع البصل وفوائده هو من أكثر الاعتقادات الشعبية صحة، فقد اعتاد الكثيرون على إدخال البصل في أكثر وجباتهم:
«أمك البصل، وأبوك الثوم والريحة الطيبة تجيك منين”؟ ويضرب هذا المثل كناية عن حمل الجينات والصفات الوراثية».
«البصل ما منه عسل” يضرب كالمثل السابق.
« مثل البصل كلهم روس” ويقال أيضاً: “مثل البصل كل ما كبر كل ما رخص”،
“الثوم بعيّر البصل” “ويا داخل بين البصلة وقشرتها ما بينوبك غير ريحتها»، وهي دعوة لعدم التدخل بين الأقارب المتخاصمين.
وبالمعنى نفسه يقال “لا تدخل بين البصلة وقشرتها” “ما بيسوى قشرة بصلة” “صام وصام وأفطر على بصلة”. ويقال “صام سنة وفطر على بصلة” كناية أو بمعنى أنه بقي أعزب مدة طويلة ثم تزوج من دون مستواه.
” الفقير بيسمي البصلة دجاجة”، « كبر البصل وادّور ونسى زمانه الأول” لأن البصل نبات ذو حولين تنتج حوامل نورية وبذوراً في العام الثاني فهو بذور ثم “قنار ثم أبصال» وهكذا، والأبصال الكبيرة التي تبقى في الأرض حتى تزهر وتحمل البذور تسمى نقايل.
زي البصل بتدخل في كل طبخة.. ويضرب هذا المثل في المتطفل الذي يتدخل في أمور غيره.
” بصلته محروقة” يضرب في قليل الصبر وسريع الغضب ولأن البصل ينضج على نار هادئة كي لا يحترق.
” خذ من عقله وازرع بصل”
“يوم عسل ويوم بصل”
“كول من البصل وانس ما حصل”
“واعدس وابصل” فهما قرينان وينسجمان في الطعم ويكملان في الغذاء والهضم.